أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - زيارة الأربعين.. ذروة العمل التطوعي وموسم العطاء الإنساني














المزيد.....

زيارة الأربعين.. ذروة العمل التطوعي وموسم العطاء الإنساني


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 15:54
المحور: المجتمع المدني
    


العمل الطوعي هو عمل نمارسه بحريتنا ونقوم به بدافع ذاتي، برغبتنا دون إكراه، منطلقين نحو هدف تطوير الذات والمجتمع، لا يهدف إلى الربح المادي. والمتطوع في أعمال كهذه هو من يبذل نفسه أو ماله لمجتمعه بلا مقابل وطواعية دون إكراه.
عرّفت الأمم المتحدة العمل التطوعي بأنه “عمل غير ربحي، لا يُقدَّم نظير أجر معلوم، وهو عمل غير وظيفي/ مهني، يقوم به الأفراد من أجل مساعدة وتنمية مستوى معيشة الآخرين، من جيرانهم أو المجتمعات البشرية بصفة مطلقة.”
وهناك الكثير من الأشكال والممارسات التي يندرج تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ذات منفعة متبادلة، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية. وقد اعتمد يوم 5 ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، من قبل تجمع الأمم المتحدة في قرارها رقم 40/212 في 17 كانون الأول 1985، يومًا للتطوع.
ثروة عامة
العمل التطوعي يشكل ما يمكن تسميته بـ (رأس المال الاجتماعي)، فهو ثروة عامة ليست حكرًا لأحد. في المجتمعات المتقدمة تتخلى الدولة عن بعض الحلقات الخدمية، أو الاجتماعية والثقافية والإعلامية، ليقوم بها المجتمع من خلال القطاعين الثاني (القطاع الخاص) والثالث (المجتمع المدني). من هنا ظهرت مفاهيم لمجتمعات جديدة كمفهوم (مجتمع الشبكات). ويعرّف (فان ديك) مجتمع الشبكة بأنه “مجتمع مكوّن من الشبكات الإعلامية والاجتماعية التي تشكل هيأته الأساسية وبنيته الرئيسة على كافة المستويات (الشخصية، والمنظمة، والمجتمعية).” ويُقارن هذا النمط بمجتمع شامل من المجموعات والمنظمات والمجتمعات المنظمة بشكل فيزيائي. ووفقاً لـ(كاستلز)، فإن الشبكات تشكل التحولات المجتمعية الجديدة في مجتمعاتنا. وقد وجد العلماء أن التطوع للعمل الخيري وسيلة لراحة النفس والشعور بالاعتزاز.
وجهة نظر إسلامية
وقد أشارت “العديد من النصوص الدينية في الكتاب والسنّة إلى أهمية التكافل والتعاون، فكان هناك عدد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي، الذي هو بمثابة صدقة في الإسلام.
* قوله تعالى: “وتعاونوا على البر والتقوى” (المائدة: 2)،
* “ومن تطوع خيرًا فهو خير له” (البقرة: 184).
ومن الأحاديث الشريفة:
* “إن لله عبادًا اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة.”
* “لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة.”
* “خير الناس أنفعهم للناس.”
والحديث الأخير يشير إلى نفع الناس أجمعين، وليس نفع المسلمين فقط.
زيارة الأربعين
تمثل زيارة الأربعين لحظة تجديد للتمسك بالمبادئ التي خرج من أجلها الإمام الحسين عليه السلام:
“إني ما خرجت أشِرًا ولا بطِرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي.”
و “والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل، ولا أقرّ إقرار العبيد.”
و”لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برماً.”
في يوم زيارة الأربعين، الذي يصادف الـ 20 من صفر من كل عام، وقبله وبعده، يقوم الملايين من العراقيين بأعمال تطوعية كثيرة، منها التبرع بالمال، وإعداد الطعام والشراب، وتوفير المأوى للزائرين، وتوفير المستلزمات الصحية، ومساعدة المحتاجين والفقراء، ورفع الأنقاض، وحفظ الأمن، والتوجيه الديني والثقافي.
ولا يكاد يخلو بيت، ليس في كربلاء وحدها، بل في جميع المحافظات تقريبًا، من القيام بعمل تطوعي أو أكثر، استجابة للنداء الديني وطلبًا للمغفرة والثواب من الله عز وجل. ولعل الطرق الواصلة بين محافظة كربلاء والمحافظات الأخرى تشهد على هذه الأعمال والأنشطة الخيرية التطوعية.
لقد كان لزيارة الأربعين إسهام كبير في زيادة وترسيخ الوعي الاجتماعي وثقافة العمل التطوعي، من أجل خدمة الزائرين، أو تقديم العون للفقراء والفئات الهشّة، وإشاعة قيم التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وتمتين التماسك الاجتماعي. وكان للشباب الدور الأكبر والأعظم من خلال عشرات الآلاف من المواكب التي تقدم الخدمة للزائرين، وكانت تعبيرًا عن الكرم والإيثار، انطلاقًا من الاقتداء بصاحب الذكرى وأهل بيته وصحبه الأطهار.
ولما كانت زيارة الأربعين تجمعًا فريدًا ومتميزًا، وروحها هذا العطاء المجاني المتدفق، فإن قرار مجلس الوزراء العراقي (70 لسنة 2020) قد اعتبر أربعينية الإمام الحسين يومًا عراقيًا للعمل التطوعي، يُكرَّم فيه المتطوعون، وتُذكَر فيه نشاطاتهم وأعمالهم الإنسانية والخيرية.
ما يميز أربعينية الإمام الحسين عليه السلام هو أنها أكبر تجمع تطوعي في العالم: تطوع في الأموال، تطوع في الطعام، تطوع في السير على الأقدام، تطوع في خدمة الزائرين والحاجّين، تطوع في توفير حاجات الزائرين من سكن ولباس، وعلاج وتعليم، ونقل واتصالات… ومعظم تلك الخدمات تُقدَّم للملايين.
إنّ الأعمال التطوعية التي يقوم بها عشرات الآلاف من المتطوعين المؤمنين من خلال آلاف المواكب، ولعشرات الملايين من الزائرين، لا يمكن لأية دولة أن تقدم مثلها لهذا السيل العارم من السائرين نحو كربلاء الحسين عليه السلام، كما لا يمكن إدارة شؤونهم بهذا النظام والانضباط الذي يثير الإعجاب، بل والانبهار.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشوراء ايقونة الثورة ومثابة الثوار
- عقلنا نائم لعن الله من ايقظه
- (فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي
- التوافق مطبخ الانكسارات الوطنية
- (كلهن بالگونية)
- وقود الاحتجاج
- متلازمة ستوكهولم
- العشوائيات في بغداد والمحافظات
- من المسؤول عن الانسداد السياسي؟
- العلمانية.. فكر و دولة
- مركب الثقافة السكران
- من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب
- خيار اللاعنف
- معيار المواطنة
- الحاجة لمبدأ المواطنة
- درس التاسع من نيسان..سقوط الظاهرة الصوتية
- علي شريعتي .. انحياز للإنسان .. ورفض لفقهاء السلطان
- النوروز الرافديني
- ماذا يحدث في سوريا؟
- الصراع السياسي


المزيد.....




- -الصحفيين المصريين- تقرر منح شهداء الصحافة بفلسطين جائزة حري ...
- جنوب أفريقيا تنتقد تقريرا أمريكيا بشأن وضع حقوق الإنسان لديه ...
- الأونروا: المجاعة تقتل عددا كبيرا من أطفال غزة بصمت
- روسيا: الغارة الإسرائيلية على خيمة الصحفيين في غزة اعتداء سا ...
- خبراء الأمم المتحدة يُعربون عن استيائهم من استهداف الاحتلال ...
- اعتقال 42 عاملا من غزة في الناصرة
- الرئيس الفنزويلي: الأمم المتحدة عاجزة أمام مجازر الاحتلال ال ...
- ظروف قاسية يعيشها الأسرى القاصرون في سجن مجدو الإسرائيلي
- حرب غزة: مئات طياري الاحتياط يتظاهرون لإنهاء الحرب وإطلاق سر ...
- نور محمدوف: فلسطين دعمت أيرلندا أثناء المجاعة والأخيرة ترد ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شمخي جبر - زيارة الأربعين.. ذروة العمل التطوعي وموسم العطاء الإنساني