أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شمخي جبر - من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب














المزيد.....

من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8341 - 2025 / 5 / 13 - 18:18
المحور: قضايا ثقافية
    


يلعب التفاعل الثقافي دوراً مُهماً في توطيد التواصل والحوار بين الشعوب، ومن خلال هذا التفاعل تستطيع الشعوب أن ترى نفسها في عيون الشعوب الأُخرى، فنرى آثارنا لدى غيرنا، كما يرون تأثيرهم في مظاهرنا الثقافية والفنية. ولعل الغناء والفنون الموسيقية هي اللغة المشتركة بين الأمم، التي لا تحتاج لترجمتها ليتم فهمها، فهي لغة عالمية مشتركة بين الشعوب.

يمكن الإشارة إلى أغنية (ميحانة ميحانة)، أو كما يسميها بعضهم (جسر المسيب)، أغنية عراقية قديمة اشتهرت حين غناها المرحوم ناظم الغزالي، الذي وصلت أعماله إلى أقصى دولة في العالم العربي. هذه الأغنية غناها أحد قادة الثورة التونسية (شكري بلعيد) مع المطربة يسرى محنوش، التي كانت قد غنتها واشتهرت بها.
كيف جرى هذا التطابق الموضوعي بين كلمات الأغنية والواقعة التاريخية لاستشهاد المناضل (شكري بلعيد)، فكأن كلمات الأغنية تشير إلى انتظار رجوع الغائب (ميحانة ميحانة… ميحانة ميحانة…غابت شمسنه الحلو ما جانه).
الشمس التي ينتظرها المنشدون لهذه الأغنية هي شمس الشهيد، التي ارتبط بها وجوده في ساحات الوجود الشعبي والجماهيري في ساحات وشوارع تونس.
نعم، يمكن تلمس هذه اللوعة والحزن لفقدان الشهيد بلعيد
(عافت عيوني النوم بعدك حبيبي العين ذبلانة
ظليت أنا سهران وارعى نجومي ليش ماجانه
واتسامر ويا الليل واجمع همومي وروحي تلفانه
خلي الدموع اتسيل من عيني دمها الروح ضمآنه
واللي فديته الروح روحي ظلمها بسكَم خلاّنه).
أية هندسة تاريخية هذه التي جمعت بين أغنية تراثية ل عراقية تنتظر حبيبها على جسر المسيب، وبين شعب فقد مناضلاً، كان قد سمع هذه الأغنية وأحبها حين كان موجوداً في بغداد يدرس القانون في جامعة بغداد.
ترابط عجيب وتماسك بين الجغرافيا والتاريخ وهندستهما، وإلا كيف يكون كل هذا التواشج بين عشق عراقي، وشهيد عاشق لوطنه وشعبه.
في هذه الواقعة (الأسطورة التاريخية) أرى أن العراق وشعبه وتاريخه هو من صنع، وهو من قدم، شكري بلعيد، الذي كان عراقي الهوى والروح والثقافة، هذا الذي يتمايل جذلاً وطرباً وعشقاً وحنيناً وهو يستمع لهذه الأغنية قبل استشهاده، لتتحول إلى موسيقى جنائزية تصلح أن تنشد في تأبين الشهيد، وهو ما حدث.
لكن أحداً لم يكن يتوقع أن تصل شهرة هذه الأغنية إلى هذا المستوى، إذ أصبحت هتافاً وطنياً على ألسنة وحناجر القوى المدنية في تونس، بعد أن غناها الشهيد (بلعيد)، الذي اغتيل في 6 شباط 2013.
كيف تحولت أغنية (جسر المسيب) إلى شعار للثورة التونسية؟، يرددها الشباب والكبار في جميع اللقاءات والأنشطة السياسية والجماهيرية، فأصبحت وكأنها النشيد الوطني التونسي، هذه الأغنية تحولت إلى نشيد وطني حقيقي في كل التظاهرات والمسيرات في تونس، وفي فعاليات الوفد التونسي في مؤتمر المنتدى الاجتماعي العالمي 2013.
واستطاع الوفد العراقي المشارك في مؤتمر المنتدى الاجتماعي العالمي أن يستثمر شهرة هذه الأغنية وذيوعها بين التونسيين، فكانت إحدى أهم فعالياته، حين استطاع جذب تعاطف الشعب التونسي وتضامنه وهو يؤدي هذه الأغنية والأغاني العراقية الأخرى باللهجة العراقية التي يحبها التونسيون، رغم صعوبتها. إذ كان الوفد العراقي يؤديها في الباصات والأسواق، كرسالة تواصل مع الشعب التونسي وقواه المدنية التي تعاطفت مع العراق وقضاياه الوطنية وما يواجهه من تحديات.
هنا يمكن أن نشير إلى أهمية الفنون الإبداعية كوسيلة اتصالية بين الشعوب، ولعل الأغنية، بما تملكه من تأثير وجداني عاطفي، أهمها على الإطلاق، وهذا ما أكدته أغنية (ميحانة ميحانة).

المقال منشور في مجلة الشبكة العراقية



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيار اللاعنف
- معيار المواطنة
- الحاجة لمبدأ المواطنة
- درس التاسع من نيسان..سقوط الظاهرة الصوتية
- علي شريعتي .. انحياز للإنسان .. ورفض لفقهاء السلطان
- النوروز الرافديني
- ماذا يحدث في سوريا؟
- الصراع السياسي
- مبادرة عبد الله اوجلان للسلام في تركيا
- في ذكرى انتفاضة 25 شباط 2011
- القبول الاجتماعي للفساد
- من أجل قوانين تواكب الحياة الديمقراطيَّة
- عواقب غياب المجتمع المدني
- اللعبة الوحيدة المتاحة
- حملات المدافعة
- الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية
- مستلزمات الحوار الوطني
- مسطرة الاقصاء
- من أجل قانون تجريم الطائفية
- غياب المعارضة


المزيد.....




- من الرياض.. ترامب يقرر رفع العقوبات عن سوريا و-يحلم- بتطبيع ...
- غارات إسرائيلية على مستشفى جنوب غزة.. ومصادر: استهدفت محمد ا ...
- من -لا رجل يضاهي محمد بن سلمان- إلى -لن تمتلك إيران سلاحًا ن ...
- رئيس حكومة الوحدة في ليبيا: لا شرعية لتشكيلات خارج الجيش.. ز ...
- شاهد.. لقطات مصورة تظهر دمارا كبيرا خلفته الغارات الإسرائيلي ...
- وصول تسعة أسرى فلسطينيين إلى قطاع غزة بعد أن قضوا 19 شهرا في ...
- اشتباكات في طرابلس الليبية ومقتل عبد الغني الككلي
- هل تسهم جولة ترامب الخليجية في عزل نتانياهو وقف حرب غزة؟
- هجوم صاروخي إسرائيلي -عنيف- استهدف مستشفى في خان يونس في قطا ...
- عشية المباحثات بين موسكو وكييف.. الاتحاد الأوروبي يلوح بمزي ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شمخي جبر - من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب