أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شمخي جبر - (فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي














المزيد.....

(فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 04:50
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


(فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي

“”كيف حالك بول، بقي متصلبًا ولم يرد على الذبابة التي كلمته.. علينا، نحن الذين نتاجر في الأعمال الفنية التي يقل سعرها عن 100 ألف باوند، تقبل سفالة السكرتاريات، وعدم التأثر إذا ما أغلق أحدهم الهاتف في وجوهنا، أو بصق بين أعيننا، ولأن ملابسنا رثة على الدوام، وملامحنا كالحة كوجوه عصابات الكوكائيين الألبانية، أظل طفيليًا بالنسبة لدار (كريستيز) ووضيعًا في نظر مديري معارض (تيت مودرن ص 6).””

في روايته (فورور) الصادرة عن (دار نوفل/ هاشيت أنطوان-2024)، يصر الروائي نزار عبد الستار على تمسكه بأدق الجزئيات في تعامله مع الزمان والمكان، مع ما يتطلبه ذلك من جهد كبير، إذ يتحدث الكاتب عن أماكن لم يزرها، لكنه مع هذا يدخل في تفاصيل الزمان والمكان وحيثياته، وهو ماعودنا عليه في جميع أعماله الروائية.
مضامين تاريخية
تتحدث الرواية عن رحلة بحث يقوم بها (صابر عفيف)، لاستعادة فورور والدته (وحيدة جميل)، المغنية في ملهى (مولان روج) في بغداد، وكمنجة خالته (بدرية) التي أهداها لها أنطونيو ستراديفاري، وهو موسيقيٌّ إيطاليٌّ، درّبها على العزف، وطوّر موهبتها، حين وصل إلى بغداد، وعاش فيها. في لندن “بعد 23 سنة قضيتها تاجر أعمال فنية، ووكيلًا لأجيال من الرسامين المخنثين ص 7.”
رحلة البحث المضنية هذه حملت الكثير من المضامين التاريخية والثقافية والاجتماعية والفنية. يقول الروائي نزار عبد الستار “في رواية فورور دخلت في عالم مزادات الفن، وقدمت مفهومًا مغايرًا عن الواجهات البراقة لهذه السوق، وقبل فورور دخلت في عوالم شركة الهند الشرقية البريطانية في رواية (الأدميرال لا يحب الشاي) وكيف تتحكم الشركات الكبرى بمصيرنا البشرى. أحرص دائمًا على أن تكون روايتي القادمة غير متوقعة وتحمل تجربة كتابية جديدة، فضلًا عن عوالمها المعرفية المغايرة.”
إشارات مهمة
ملاحقة الفورور والاستقتال في الاحتفاظ بالكمان هي حالة اعتزاز بالموروث رغم العروض الهائلة والمغرية التي عرضت عليه.. أمام عملية التسليع ووحشيته لم يستسلم صابر بل بقي صابرًا مكابرًا محافظًا على مالديه. الفورور الذي مازال يحمل عبق عطر أمه.. كان يشمه باعتزاز وحرص، إشارات مهمة لرابطة الأمومة وإرثها.
(سلين)، حبيبته التي ظل متمسكا بها، وهو نوع من الوفاء أحد سمات شخصية صابر الذي يرفض تسليع الجمال والثقافة والفن والمشاعر الإنسانية. كذلك عبرت سيلين عن مشاعر راقية بعيدة عما هو سائد من رخص المشاعر وبرغماتية الارتباط أو التعبير المادي الساذج عن إنسانيتها المتعالية، فهي تسعى لأن تكون عند كرم الموقف بلا مقابل. “أحب سيلين لأنها مكتفية بمعارفها، لا تتقبل أي تعديل في حياتها اليومية، ترى التقدم العلمي والتقني ابتزازًا وسرقة أموال، ومؤامرة ضد الطبقة الوسطى، وتعتقد أن الرب قدم كل ما في وسعه حين جعل لها دخلًا ثابتًا، لذلك عليها العمل بلا تحسبات مرهقة. ص7.”
سلطة السوق
التسامي الروحي هو ما حقق اللقاء الإنساني الشفاف المتعالي، الذي وصل إلى حد اللقاء غير الموعود وغير المتفق عليه مع متبنيات صابر، حتى أنها اصبحت تشبه كثيرًا شخصية صابر دون تخطيط مسبق ودون اتفاق. بل عبّرت سيلين وهي في قمة زهدها عن رفضها الزواج من صابر رغم علاقتهما العريقة والحميمية. إنه اللقاء الروحي القيمي بعيدًا عن توحش السوق وسلطته وتفرعن هذه السلطة.

قيم جمالية
في هذه الأجواء المادية التي تسحق كل ما هو إنساني وجمالي، كان ما يمكن أن نطلق عليها بـ (بزنسة) الثقافة، إذ للمال الكلمة واليد الطولى في جميع الأعمال الفنيّة التي تقدّم للمزاد، دون الأخذ بنظر الاعتبار القيمة الفنية والإبداعية.
“لا يتكلّمون عن الفنّ، إنّما عن المال” في ظل التسليع جرى فصل القيم الجمالية عن القيم الإنسانية والأخلاقية، تحويل كل ثقافة فكرية أو نشاط إلى سلعة، لها قيمة تخضع لقانون السوق لاستهلاكي، وتهدف إلى الربح المادي، حتى أصبح كائنًا نفعيًا يتحرك وفق مؤشرات السّوق وبورصة الأعمال، وليس انطلاقًا من بواعث الإبداع الفني.
“طوال سنوات خدمتي في (كريستيز) لم أسمع من أحدهم أيّ رأي فنّي، فكلُّ الحوارات تصبّ في التحضيرات ودقّة تطابق النتائج مع التوقّعات، حتّى عندما نُخمّن الأعمال فإنّ ذلك يتمّ بجوّ ماديّ، لأنّ أيّ لوحة تُعرض في المزاد هي ادّخارٌ واستثمارٌ ص 110.” في هذه الأجواء المادية اللاهثة خلف التربح والمادية الشرسة أصبح كل شيء سلعة، وحتى القيم صارت لها أثمانها.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق مطبخ الانكسارات الوطنية
- (كلهن بالگونية)
- وقود الاحتجاج
- متلازمة ستوكهولم
- العشوائيات في بغداد والمحافظات
- من المسؤول عن الانسداد السياسي؟
- العلمانية.. فكر و دولة
- مركب الثقافة السكران
- من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب
- خيار اللاعنف
- معيار المواطنة
- الحاجة لمبدأ المواطنة
- درس التاسع من نيسان..سقوط الظاهرة الصوتية
- علي شريعتي .. انحياز للإنسان .. ورفض لفقهاء السلطان
- النوروز الرافديني
- ماذا يحدث في سوريا؟
- الصراع السياسي
- مبادرة عبد الله اوجلان للسلام في تركيا
- في ذكرى انتفاضة 25 شباط 2011
- القبول الاجتماعي للفساد


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- قراءة تفكيكية في رواية - ورقات من دفاتر ناظم العربي - لبشير ... / رياض الشرايطي
- نظرية التطور الاجتماعي نحو الفعل والحرية بين الوعي الحضاري و ... / زهير الخويلدي
- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شمخي جبر - (فورور).... التسليع والتوحش الرأسمالي