أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شمخي جبر - مركب الثقافة السكران














المزيد.....

مركب الثقافة السكران


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8346 - 2025 / 5 / 18 - 16:03
المحور: قضايا ثقافية
    


يقول الكاتب (انجزت المسودات الاولى للكتاب بين عامي 2006 و 2008 واستكملت المخطوط العام 2009 هذا يعني انه كتب في ظل ظروف أقل مايقال عنها انها ساخنة (شرعت في تأليف هذا الكتاب على وقع خطى القتلة ولعلعة رصاصهم. ليست العبارة مجازية. انها حقيقية حد إنني أكاد أشم الان رائحة البارود تتصاعد من بني السطور. بل أكاد أنصت لصراخ قتلى مجمهولين يسقطون قريبا من المكان الذي أكتب به، والحديث هنا عن كتاب (خريف المثقف في العراق).
رصد الكاتب الاوضاع السياسية منذ غزو الكويت حتى العام 2008 واثر كل هذه الاحداث على الثقافة والمثقف .
ثقافة عض ونهش الآخرين تسالم عليها البعض كسمة من سمات الثقافة العراقية والخطاب الثقافي العراقي، فكل أمة تلعن التي سبقتها، ولم يخرج تفحص وتحليلات الأخرس للخطاب الثقافي العراقي عن هذا الاطار، بل انه يعترف بهذا مسميا الكتابة والتحليل لديه (الروح البوليسية ) ويستمر بإصراره وصراحته المعهودة في هذا الكتاب على أن أحكامه (كانت قاسية). الكاتب الذي يرى أن كتابه( نتاج رؤية مضادة للايديولوجيا بل الأحرى أنه نتاج رؤية تحاول الخلاص من الايديولوجيا ومن ثم الانعتاق من سردياتها المتعارضة) هو ذاته لم يستطع ان يتخلص من احكامه الايديولوجية المضادة،وقد أشار المؤلف إلى موقفه المنحاز ( سيكون ثمة حيز واسع للرؤية الشخصية، وسيخرج بعض القراء بانطباع يفيد أن المؤلف ليس محايدا في بعض القضايا، بل هو منحاز أحيانا إلى طرف دون آخر ، بل يكاد في أحيان أخرى يصرح بانحيازه لبعض المفاهيم ) ولا يتردد الأخرس أن يقول ( انني لم اكن حياديا كما يتمنى المؤرخ التقليدي أن يكون، كنت ميالا الى جهة ما او رؤية معينة، بل أظنني في بعض الفقرات لم اتورع عن التصريح بميلي والدفاع عن رؤيتي التي قد لاترضي الكثيرين)،ولا أدري لماذا يصر المؤلف على تقديم كل هذه الاعتذارات إلى القراء - إن جاز لنا أن نسميها اعتذارات ــ (الحياد المطلوب في هذا الكتاب لن يتوفر على نحو مرض ابدا). بعد كل هذا، هل يمكن لنا ان نقول ان المؤلف ليس محايدا في بعض القضايا، هذا القول هو ترديد لمقولات المؤلف ذاته، كان الأخرس (كالناجي من المركب السكران يصغي لركابه من بعيد ) إذ يقول المؤلف وهو شاهد عصره ( تحول العراق إلى شيء شبيه بمركب سكران، مركب يقتتل ركابه بالمجاذيف أمام انظار العالم، ويكاد جميعهم يغرقون في أية لحظة ) الكتاب يتكون من توطئة ومدخل وملاحظات ، وخمسة فصول ،حمل الفصل الأول عنوان (وأخيرا هبت العاصفة) يتناول عملية غزو الكويت وماترتب عليه من آثار كارثية على كل المستويات، إذ تبين وبعد انطلاق الانتفاضة مدى هشاشة النظام وضعفه، مادعا النظام الى إجراء تحولات كبيرة في مراكز السلطة في خطوطها الدنيا، ومحاولة كسر الجدار الذي كان يتحصن خلفه سدنة المؤسسة الثقافية والإعلامية من الحزبيين، فكانت نافذة لدخول الكثير من الدماء الجديدة والتسميات الجديدة بعد أن أصبحت سلطة (الأستاذ) الثقافية والإعلامية بديلا عن مكتب الإعلام القومي والمكتب المهني في الحزب الحاكم، وخلق أجواء جديدة ومناخات يمكن أن تخدع الكثيرين وتسحبهم نحو لعبة (الأستاذ) .ويسمي المؤلف مجمل الولادات المشوهة في هذه الفترة وعلى كل المستويات بصناعة (الضد النوعي). وفي الفصل الثاني الذي كان بعنوان (لعبة النرد) يتتبع الباحث مسارات ودروب هجرة المثقفين في التسعينيات بنوعيها الشرعي واللاشرعي نحو عمان وليبيا ودول الخليج كبوابات للوصول الى أوروبا وأميركا، كذلك تلك الهجرة التي رافقتها ظروف قاسية تناولها المؤلف بالتفصيل سيما الهجرة نحو الحدود السعودية خلال وبعد الانتفاضة، حيث وجود القوات الدولية وما كابده المثقف من لوعة ولحظات انتظار وانكسار، ويشير المؤلف إلى بعض القصص والوثائق التي تبين معاناة الحصول على لجوء، وتلفيق القصص لإقناع المفوضية السامية للأمم المتحدة في عمان، أو في معسكر رفحا .فيما عالج الفصل الثالث (على أعتاب الزلزال: الثقافة ضد نفسها ) جدلية مثقفي الداخل والخارج بعد عودة عدد من مثقفي الخارج، وماشهدته هذه الفترة من تبادل للاتهامات باعتبار أن من عادوا من الخارج أصبحوا أعوانا للاحتلال أو النظام السياسي الذي أقامه الاحتلال وهو جزء مما أسماه المؤلف (القتل الرمزي)،الفصل الرابع(في قلب الزلزال ) عالج قرار الاحتلال وموقف المثقفين منه سيما موقف كنعان مكية الذي اراده عراقا غير عربي .ويختتم المؤلف كتابه بالفصل الخامس (العراق مابعد الزلزال) وماطفى على السطح الثقافي من ظواهر ومماحكات وتبادل للاتهامات بين (مستقلين وبعثيين وعائدين من الخارج، فكان هناك الانبياء والجواسيس والعملاء والمرتزقة حسب توصيفات جاهزة لتبادل الاتهامات).في الختام لايمكننا إلا أن نقول أن كتاب الأخرس يشكل هجائية مرة للثقافة العراقية والمثقف العراقي ،وجهد وتتبع وتقص وتحليل للكثير من الوثائق والوقائع .



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب
- خيار اللاعنف
- معيار المواطنة
- الحاجة لمبدأ المواطنة
- درس التاسع من نيسان..سقوط الظاهرة الصوتية
- علي شريعتي .. انحياز للإنسان .. ورفض لفقهاء السلطان
- النوروز الرافديني
- ماذا يحدث في سوريا؟
- الصراع السياسي
- مبادرة عبد الله اوجلان للسلام في تركيا
- في ذكرى انتفاضة 25 شباط 2011
- القبول الاجتماعي للفساد
- من أجل قوانين تواكب الحياة الديمقراطيَّة
- عواقب غياب المجتمع المدني
- اللعبة الوحيدة المتاحة
- حملات المدافعة
- الانتخابات ليست معياراً للديمقراطية
- مستلزمات الحوار الوطني
- مسطرة الاقصاء
- من أجل قانون تجريم الطائفية


المزيد.....




- نانسي عجرم احتفلت بـ-أكثر من مجرد عيد ميلاد-
- كانييه ويست يثيرالجدل بأغنية تمجد هتلر وتحصد ملايين المشاهدا ...
- %60 من البالغين في المنطقة العربية لا يزالون بلا حسابات مصرف ...
- -خط أحمر لحماس-.. مصدر إسرائيلي يكشف شرط إسرائيل لـ-إنهاء ال ...
- دراسة تكشف: الشاي والشوكولاتة الداكنة يخفضان ضغط الدم ويدعما ...
- هل جاءت مخرجات قمة بغداد العربية في مستوى التحديات؟
- غزة - غارات تقتل العشرات ونتنياهو منفتح على هدنة بشروط
- مستشار الأمن القومي العراقي: نبحث زيادة التعاون مع سوريا
- ميرتس يرغب بالتحدث مع ترامب قبيل الاتصال الهاتفي المحتمل بين ...
- السيسي يلتقي كبير مستشاري ترامب وسط تكهنات بتوترات مصرية-أمر ...


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - شمخي جبر - مركب الثقافة السكران