أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - التوافق مطبخ الانكسارات الوطنية














المزيد.....

التوافق مطبخ الانكسارات الوطنية


شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يستطيع المراقب لمجريات الحراك السياسي في العراق رصد حالة التخندق الطائفي والعرقي التي زاد تماسكها نتيجة مبدأ التوافق وما قابلها من ضعف وهشاشة في الجانب الوطني والوحدة الوطنية. وهو ما يشكل انكسارات خطيرة في الهوية الوطنية بوصفه ثقافة سياسية مريضة تعبر عن احتضار الديمقراطية .
واتفق الباحثون على ان هذا المبدأ يزيد من تماسك المكونات الاثنية على حساب وحدة الصف الوطني،فكلما تألق اشعاع الايقونات الفئوية خفت ضوء الرموز الوطنية .
فضلا عن ان التوافق يوسع الهوة بين هذه المكونات،ويعطل قرارات مؤسسات الدولة وفاعليتها في مرحلة هي احوج ما تكون الى البناء والاعمار ووحدة الارادة السياسية وسرعة اتخاذ القرارات ومواجهة التحديات.
في لحظات سياسية مهمة شكل التوافق بديلا للقانون والدستور فاصبحت له العلوية الاولى ، في ظله لا ينظر الى وزنك الوطني او العلمي بل ينظر الى وزنك الحزبي والطائفي ، وبهذا حرمت الدولة ومؤسساتها من الخبرات والكفاءات وفتح الباب على مصراعيه امام الاميين وغير الكفوئين وغض الطرف عن الفاسدين الذين وفرت لهم كتلهم واحزابهم الحماية والحصانة من الملاحقة والمحاسبة ، فتحولت مؤسسات الدولة الى غنيمة تتقاسمها الكتل السياسية بالتراضي .
اذ تم الاستئثار بالسلطة من قبل الحزبيين ومن اتت بهم طوائفهم او اثنياتهم دون النظر الى كفاءاتهم ، فاصبح الانتماء الى هذا الحزب او تلك الطائفة هو هوية الوصول وبطاقة الفوز.
طبيعة التشكيلة السياسية المبنية على اساس المحاصصة ، التي وفرت غطاء للافساد والفساد والافلات من الحساب او المساءلة .ويرى الباحثون ان اهم اسباب الفساد في العراق هي اسباب سسيوثقافية لان العلاقات القرابية والتكتلات العصبوية عرقية وطائفية عملت على الاتيان بمسؤولين غير كفوئين وحرمان الكفاءات من تسنم مناصب مهمة ، فحرمت مؤسسات الدولة وبالتالي حرم المجتمع من خدمات الكثير من الاكفاء. وحين نقول ان الولاءات الطائفية والاثنية والحزبية وفرت الحماية للمفسدين ، لاننا وجدنا بعض المفسدين تدافع عنهم طوائفهم او كتلهم
ان الابقاء على مبدأ التوافق الفئوي وتغييب مصلحة المواطن والوطن هو انحراف عن عملية المسار الديمقراطي الذي لا يمكن ان يبنى على وفق رؤية جماعات بدائية تقف بالضد من وحدة وقوة الدولة لانها تعيش كطفيلي يأكل من جرف الدولة ويسعى لهدمه، ويؤكد خلخلة النسيج المجتمعي واتاحة الفرصة للهوة بين المكونات العراقية لان تكبر،ما يترتب عليه من تشظي مجتمعي يخدم العازفين على النغمة الفئوية التي تساعد على رص الصفوف الطائفية والعرقية.
ويبقى التوافق السياسي مطبخا لخدمة الفئات وليس المواطن ، اذ لا يمكن ان يصدر قرار دون رضا وموافقة الزعماء الطائفيين والقوميين. والعنصريين.



#شمخي_جبر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (كلهن بالگونية)
- وقود الاحتجاج
- متلازمة ستوكهولم
- العشوائيات في بغداد والمحافظات
- من المسؤول عن الانسداد السياسي؟
- العلمانية.. فكر و دولة
- مركب الثقافة السكران
- من بغداد الى تونس ..الثقافة كوسيلة اتصالية بين الشعوب
- خيار اللاعنف
- معيار المواطنة
- الحاجة لمبدأ المواطنة
- درس التاسع من نيسان..سقوط الظاهرة الصوتية
- علي شريعتي .. انحياز للإنسان .. ورفض لفقهاء السلطان
- النوروز الرافديني
- ماذا يحدث في سوريا؟
- الصراع السياسي
- مبادرة عبد الله اوجلان للسلام في تركيا
- في ذكرى انتفاضة 25 شباط 2011
- القبول الاجتماعي للفساد
- من أجل قوانين تواكب الحياة الديمقراطيَّة


المزيد.....




- -أمريكا ستنقذه-.. ترامب مدافعًا عن نتنياهو وسط محاكمته بتهمة ...
- مقتل عدة أشخاص خلال هجمات للمستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغ ...
- خبراء: عملية خان يونس أكبر مقتلة للإسرائيليين هذا العام وأقس ...
- إنفوغراف: قتلى وجرحى الاحتلال الذين سقطوا في غزة خلال يونيو ...
- وزراء إسرائيليون يقرون بالفشل في غزة ومسؤولون بالائتلاف يدعو ...
- ترامب: أميركا أنقذت إسرائيل والآن ستنقذ نتنياهو من المحاكمة ...
- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شمخي جبر - التوافق مطبخ الانكسارات الوطنية