أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - صمت القديسين














المزيد.....

صمت القديسين


سنية عبد عون رشو

الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 22:50
المحور: الادب والفن
    


صخب عنيف يصدر من أفواه عديدة . كانت جريرتي إني أطلقت قهقهة عالية بوجه البهتان ثم مضيت بطريقي . طريقي محفوف بمنحدرات قاسية لذلك كنت أسير ببطء شديد . كتبت اعلانا في الصحف والمواقع باحثا عن عصا أتكئ عليها .
شهق الجميع حين أعلنت قراري . انها رغبتي التي عبرت بها عن برد صمتي . حين انتحر الدفء بداخلي .
تجمهر الناس حولي بين مغتبط في سره . وبين لائم بصدق . فيما لاذ الاخرون بصمتهم . لكني حسمت امري . أن أكتب بلا تردد. فصمتي لا يصب في مجرى انسانيتي .
استيقظت فجرا لأجد نفسي داخل زنزانة مظلمة تتدلى فوق نوافذها أغصان شجرة قريبة امتدت أغصانها داخل الزنزانة . كانت هناك خرق بالية تتدلى هي الاخرى كان الهواء يحركها فتميل يمينا وشمالا فتحولها خيالاتي الى أفاع متدلية تتحين اللحظة المناسبة لتنقض على رقبتي مضيت ليلتي أراقبها بقلق . حتى تسرب الخوف بين مسامات عقلي فشل تفكيري وأوهنت الظلمة روحي شيئا فشيئا .
يدخل سجاني . يلوح بعصاه . فيجلد كل من تسول له نفسه ان يبتسم . ويرضى كل الرضا عمن يبكي بشدة وينتحب . ويتوسل...
بحذر شديد كنت أراقب سجاني وهو يغط بنومه العميق تدل ملامحه على هدوئه واستقراره . أما طبقه المفضل عند الغداء فهو حساء الغزال الساخن يرتشفه وهو يستمع لقراءة مرافقه الشخصي لدفاتر حساباته . عندها يندلق الحساء من بين جانبي فمه .
لم أتعود النفاق . ! . بل تعودت على صمت القديسين . فقد تعلمته كما اتعلم الصنعة . وحين أختلي بنفسي تبدأ مرحلة هذياني وخيالاتي . فأسمع أصوات الموتى وصراخ أمي خلف جنازة أبي . أتذكر المشيعين . كانوا في حالة من الصمت الجليل لحظة انزال جثته . يتعالى صوت الدفان ملقيا وصيته لروح أبي يلقنها ما ينبغي قوله ساعة الحساب. بينما تنزل الجثة الى أسفل . لتختفي في شق طولي على أحد جانبي الحفرة .
انتزعت صورة ذلك المشهد كل مخاوفي من الموت . ومن السجن والسجان .
لكنها لم تنتزع تأملاتي وهيامي وأحلامي ولم تجعلني رجلا عاجزا لاني كنت أعرف كيف أوجه دفة قاربي .
سجين أنا منذ مدة لا أعرفها . لجرم لا أعرفه ولأسباب ومقدمات لا أعرفها أيضا شحيح زادي حين يصل غرفتي فهو بالكاد يسد رمقي أو لا يسد . !!
في ساحة فسيحة خالية الا من بعض شجيرات الاس وأزهار متفرقة كان يطلق سراحي أحيانا مع بقية السجناء . وأحيانا أخرى يلتقي السجناء بزائريهم . انا لم يبق لي من يزورني .
أرفع رأسي صوب الفضاء حالماً . أغرق بتأملي نحو ضوء الشمس . أتامل شواطئ دجلة التي تراءت لي من بعيد منسابة هادئة حالمة هي الاخرى .
أحسست بحرج شديد حين التقت عيناي بعينيَ خطيبتي التي فارقتها قسرا وانهينا خطوبتنا منذ عام وكل ظني ان لاتلاقيا !!
حضرتْ توا لزيارتي يا لدهشتي . انها لم تتغير انسابت مني دمعة خجلة مسحتها على استحياء .
أصبحت مستاءا قلقا لا أستقر بمكان فلم أنتبه لمسألة ضيافتها رغم حاجتها لكأس ماء بارد في ذلك الصيف القائظ . صاحت بانفعال شديد . تصرفك غير لائق ولا يدخل ضمن قناعتي . أتحاول الصمت هاربا من تعفن غدر المتاهة . ؟؟
قاطعها صوت شيخ وقور . دعوني أصلي من أجله .
زيارة خطيبتي غيرت مجرى حياتي . فقد جلبت لي عشبة غريبة من نوع خاص ...ما كاد مفعولها يسري بمسامات جسدي وعقلي . حتى احسست اني املك رصيدا عاليا من الحكمة والدهاء .
أصدر قاضيهم حكما جائرا ضدي . لكنه لم يستطع تنفيذ بنوده لاني ببساطة تامة بدأت أتكاثر بالانشطار في كل ليلة .



#سنية_عبد_عون_رشو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمزية شاعرة .. ولكن
- تسرق الريح أغانيها
- القمر والبحر
- الصوت
- أصغر سيدة
- خوذة مرقطة
- كيف ترحل
- المفاجأة
- مفاجأة
- المسرحية الهزيلة
- غصة في ذاكرة الزمن
- الأنكسار
- سرقة منسية
- عتاب شجرة
- شهيق وزفير
- المتهم رقم واحد
- طفلة من غزة
- كذبة نيسان
- الحلم الكاذب
- مَنْ المسؤول


المزيد.....




- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- غمكين مراد: الرُّوحُ كمزراب
- مصر: مبادرة حكومية علاج كبار الفنانين على نفقة الدولة
- رحلة العمر
- حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم هند صبري بالشراكة مع غو ...
- فيلم -الملحد- يُعرض بدور السينما المصرية في ليلة رأس السنة
- كابو نيغرو لعبدالله الطايع: فيلم عن الحب والعيش في عالم يضيق ...
- -طفولتي تلاشت ببساطة-.. عرائس الرياح الموسمية في باكستان
- مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - صمت القديسين