أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - تسرق الريح أغانيها














المزيد.....

تسرق الريح أغانيها


سنية عبد عون رشو

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 00:10
المحور: الادب والفن
    


ألا تذكر أحزاني في المساءات الباردة
حين تتساقط أوراق الخريف
في المعبد تتوهج أحلام العاشقين
في المعبد تتناثر خطايانا
يؤسفني أن أجدك عاقا لأحلام حبيبتك . لم يكن ثمة ابتكار جديد لديك الشمس وحدها تسأل عن الشجيرات العارية وموت الأماني . الشمس وحدها واجمة حين تسمع . أغانيها الحزينة
في عينيها الواسعتين يقرأ قصائدها . ويعرف أن الرقيب يبعث في نفسها الرعب الذي خلفته الحروب . غادة سمراء تحب الحياة وتؤمن بها . تباغتها أفكارها وتتزاحم داخل رأسها فتختلط بين ضجيج العابرين ودوي الانفجار . تمضي ساعاتها في كتابة الشعر . تتفرس وجهه طويلا . ثم تبتسم ابتسامة شاحبة باهتة . فهي تشك بصدقه ووفائه . تشيح بوجهها عنه وتغيب في زحام ضباب الفجر الكثيف .
المرأة الاخرى تغريه بجسدها الممشوق وكلامها المعسول ورسائل هيامها وشوقها لا تنقطع عن هاتفه احس ارتباكا شديدا يغمره كأن الارض تدور به وقلبه تشتعل فيه نار خيانة لعهد قطعه لحبيبة صباه
راح يحرق سجائره بلهفة وجنون فتتصاعد حروفه محترقة بين دخان سجائره الذي ملأ المكان . روحه تحترق هي الأخرى
نقرات مسموعة على زجاج نافذته . لم يعرها اهتمامه بل راح يتابع قراءة صحيفته اليومية . ارتفع صوت النقر مجددا . انتبه خائفا مذعورا ليجد أمامه وخلف زجاج النافذة نصف جسد إنسان . بعين واحدة وساق نحيلة واحدة وذراع واحد ويد ممتدة نحوه واحدة أيضا
أرعبه ذاك الكائن الغريب فشعر بقشعريرة تسري في بدنه وقد شل البرد أطرافه فتوقفت عن الحركة . أغلق عينيه وتخيل لو انه صوب نظرة واحدة تجاهه فسوف يقع بحيرة وذهول أبديين . أو ربما انه سيغيب عن وعيه تماما . لكن إحساسا غريبا يدفعه ويشده نحوه . حاول ان يطلق صرخة مدوية ربما تبعده عنه . لكن آلامه بدأت تكبر وتتضاعف. فلم يفلح ان يتفوه بحرف واحد . شدته أفكاره انه ربما استسلم لإغفاءة القيلولة في ظهيرة صيف شديد القيظ وهذه من بعض رؤياه . لكنه أصيب بإحساس بالغ بخيبة الأمل . فقد عاد النقر مرة أخرى . نقرات رتيبة متباطئة . بحذر شديد خطا متثاقلا نحو النافذة فأزاح ستارها الأبيض بيد مرتجفة دون ان يشعر بحركة جسده . فتح النافذة فتناهى إلى سمعه ذات الصوت الذي كان يسمعه بين الحين والحين . حاول أن يقنع نفسه ان الصوت. لا يعنيه . لكن الرجل المنشطر كرر عبارته بصوت يشوبه الحزن والإرباك ......يؤسفني أن أجدك عاقا لأحلام حبيبتك ..... يسدل الستار ثانية ليسدل ستارا من العتمة والخوف بين أضلاعه فتحبس قلبه الخافق مثل طير خسر حريته وحبس داخل قفص ذهبي أنيق . يخفي وجهه بيديه ثم يسقط أرضا . تمر لحظات يفقد فيها وعيه تماما ...وبعد برهة يشعر بيده تتحرك وان ضوء الشمس قد اخترق نافذته . لكنه .يشعر بالرجل المنشطر يقف بمحاذاة رأسه بقامته المديدة . فيتراءى له بهيئة ذئب جائع يتهيأ للانقضاض عليه . لحظاته عصيبة فقد التصقت حنجرته وتقرنت داخل فمه مثل كرة مما جعله لا يقوى على استنشاق الهواء . فبسمل وحوقل وتعوذ من الشيطان عله يتخلص من هذا المخلوق المرعب . تمنى بسره أن يعرف سبب انشطاره . يا ترى كيف انشطر قلبه وكيف إنشطرت مشاعره . وبأي شطر تكمن حكمته . ؟؟ ولكن ما سر اهتمامه بالمرأة التي أحبها قلبي ..؟؟ لم يبق بينه وبين الموت سوى خطوة واحدة . عليه أن يكسب ودها قبل كل شيء . فهي ما زالت تكتب قصائدها وتطلق أغانيها في الفضاء الواسع الرحب وما زالت تشك بصدقه ووفائه وقد بلغ تأثرها بهذيانه وبقصته القاتمة حدا دفعها أن تفضي بسرها لقاضي محكمة عادل تطالب فيها بإعادة النظر في وضعه القانوني بحجة وجود اختلال في عقله ....



#سنية_عبد_عون_رشو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمر والبحر
- الصوت
- أصغر سيدة
- خوذة مرقطة
- كيف ترحل
- المفاجأة
- مفاجأة
- المسرحية الهزيلة
- غصة في ذاكرة الزمن
- الأنكسار
- سرقة منسية
- عتاب شجرة
- شهيق وزفير
- المتهم رقم واحد
- طفلة من غزة
- كذبة نيسان
- الحلم الكاذب
- مَنْ المسؤول
- رماد السنين نص شعر
- المزارع والحسناء


المزيد.....




- مصر.. وزير الثقافة يوضح التطورات الصحية للموسيقار عمر خيرت
- مهرجان إدفا 2025.. السينما الوثائقية وتشريح الاحتجاج زمن الح ...
- بيروت: سفارة دولة فلسطين تستضيف عرض الفيلم الوثائقي
- أنتوني هوبكنز.. السير يروى سيرته السينمائية
- خيول ومقاتلات وموسيقى.. استقبال مهيب لولي العهد السعودي في ا ...
- لا رسوم على خدمات الترجمة في الرعاية الصحية في بليكينغه
- تداول فيديو لتوم كروز وهو يرقص مع ممثلة قبل فوزهما بجوائز ال ...
- هل هززتَ النَّخلة؟
- ‎-المجادِلة- يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025
- الثقافة تكشف خططها المستقبلية وتؤكد التوجه لإنشاء متحف عراقي ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنية عبد عون رشو - تسرق الريح أغانيها