أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - حول أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل














المزيد.....

حول أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 18:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثلاثة ملاحظات حول الوضع الذي آلت إليه الامور في ساحة محمد علي:

الأولى لأعداء الاتحاد:

الاتحاد منظمة كبيرة وقطعة من البلاد ومن التاريخ السياسي لتونس. ولهذا السبب حتى في مناسبات الصدام الثلاثة الكبرى، في الستينات والسبعينات والثمانينات لم تُفكّر السلطة مجرّد التفكير في حلّه، بل نصّبت، في كل مرة، قيادة موالية لها وحافظت على المنظمة. وبورقيبة كان يُدرك أن الفراغ الذي سيتركه الاتحاد أخطر من أي قيادة مناهضة للسلطة، فكان يخشى أن يملأ الفراغ عفريت مجهول الطبيعة تعجز الدولة على مواجهته. بمعنى أن الدولة واعية بأن هذه المنظمة "شادّة عليها باب البلاء".
وعلى هذا الذي يتحدّث عن "حلّ الاتحاد"، سيكون من الأجدر أن يحلّ ما في عقله من أوهام.

الملاحظة الثانية للنقابيين:

هنالك مسار تاريخي صاغ هوية هذه المنطقة القائمة على تداخل الدور الوطني بالدرور الاجتماعي. ونظرا لهذه الطبيعة الخاصة به، كان الاتحاد يمارس السياسة على مستويين متكاملين دون أن يسقط في التّسييس الحزبي:
فهو يمارس السياسة لما يحتج ويضغط ويشن الاضرابات في مواجه السياسات الاقتصادية والاجتماعية المُضرّة بمصالح الشغّيلة.
ويمارس السياسة حين يتصدّى للانقسام الداخلي بأن يلعب دور الحامي وصمّام الأمان والحَكَم الداخلي الذي يُوصد الأبواب أمام "الحكم الخارجي" تُجاه خلافاتنا السياسية وتنازعنا الحزبي وغسيلنا الداخلي. فهو، بهذا المعنى، الجبل الذي نهرب إليه جميعا حين يجيء الطوفان. ولكنه لا ينخرط في الصراع الحزبي ولا ينحاز إلى أي تنظيم سياسي، لأن بنيته الجماهيرية الواسعة، وتنوّع مكوناته الفكرية والسياسية، وضمّه لمختلف امتدادات المجتمع، تمنعه من دخول لعبة الاستقطاب الحزبي. وإذا دخل في مثل هذا المضيق سينفجر من الداخل، ويالتالي يضعف ويُقوّض دوره الوطني والاجتماعي ويفقد مكانته الخاصة.

بهذه المعادلة الدقيقة استطاع الاتحاد عبر تاريخه أن يكون حاضرا في الفعل السياسي حضورًا كاملا، وبعيدا كل البعد عن التجاذبات الحزبيّة التي ليست من طبيعته ولا من وظيفته، إلى أن جاءت هذه القيادة، وأدخلته في مضيق، دون أن تعلم أن المتحكّم في أبواب هذا المضيق هي حركة النهضة، وليست الهيئة الإدارية.

الملاحظة الأخيرة للمعارضة الديمقراطية التي تحاول الاستفادة من المواجهة بين الاتحاد والسلطة:

لا توجد معارضة فتحت مواجهة مع السلطة في بلادها ونجحت إذا كان شعبها يقف ضدّها. واليوم الشعب التونسي حسم في مسألة عودة حركة النهضة للحكم. ولذلك لا يقف ضد المعارضة الديمقراطية لأنه موالي لقيس سعيّد، بل لأن المعارضة الديمقراطية موالية لحركة النهضة.
لذلك المطلوب هو فك الارتباط بوضوح بهذه العصابة التي رفضها شعبكم أولا، حتى تستعيدون ثقته وتنجحون في مواجهة الاستبداد والتفرّد بالسلطة. ولن تنفع مخادعة الناس وسياسة "الغمّة" و"كلّنا ضحايا، وكلنا في مركب واحد": (مناضلين ديمقراطيبن ويساريين تقدميين ومدنيين وأعضاء في الجهاز السرّي). لأن هذه تسمى بالعامية التونسية "ڨعمز في الزِّرزاحة وقول الملايكة دزّتني"، قد ينجح هذا التكتيك مع شعب آخر، مع التوانسة يبدو هنالك صعوبة.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة من تاريخ تونس، أو درس في هندسة السلطة
- توازن الرهانات الخاطئة: بين السلطة والاتحاد والمعارضة، لعبة ...
- المشترك الوطني ودوامة الفشل الديمقراطي: الجزء (الثالث)
- من المحاصصة إلى الشعبوية: مسار تآكل الشرعية الديمقراطية في ت ...
- من المحاصصة إلى الشعبوية: مسار تآكل الشرعية الديمقراطية في ت ...
- العقلانية كشرط للسيادة: تونس بين صخب الشعارات ومتطلبات الدبل ...
- تصنيع -الحقيقة- واستراتيجية إعادة تشكيل الوعي
- بين السلطة والاتحاد: هشاشة الداخل ومساحات النفاذ الأجنبي
- السيادة الوطنية
- عوامل سقوط النظام
- سوريا ليست تونس: نقد القياس السياسي وبيان شروط سقوط الأنظمة.
- المسافة بين التجربتين: في بطلان قياس تونس على سوريا.
- التونسيون ليسوا ضد الديمقراطية، بل ضد من يختزلها في تجربة ال ...
- بين خطاب -التاسعة- وواقع العولمة: هل كلّ ناشط في المجتمع الم ...
- براغماتية الدولة: قراءة في التصويت الجزائري على القرار الأمر ...
- القرار 2803 أخطر ما صدر عن مجلس الأمن بشأن فلسطين منذ تأسيس ...
- منطق السلطة بين تطبيق القانون وحماية أمن الدول
- هل المشكل في الفساد أم في مكافحة الفساد؟ قراءة نقدية في الخط ...
- المشهد الرّمزي حول زيارة أحمد الشرع لواشنطن
- فوز زهران ممداني: بداية التحول البنيوي في المشهد الأمريكي


المزيد.....




- مرتديًا قبعة سانتا.. أوباما يفاجئ طلاب مدرسة في شيكاغو
- من هي لونا الشبل مستشارة الأسد التي ظهرت معه في التسريبات ال ...
- ماذا نعرف عن قوات الدعم السريع التي تسيطر على نصف السودان؟
- كيف يقرأ محرّر الشؤون الدولية في بي بي سي الحياة في سوريا بع ...
- حيوان الرنة لارس تربى يدويا في المملكة المتحدة ينضم إلى القط ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار بنايتين في مدينة بفاس إلى 22 قتيلا ...
- منظمة اليونسكو الأممية تسجل القفطان المغربي تراثا عالميا غير ...
- أي رد فعل أوروبي على انتقادات ترامب اللاذعة؟
- آخر ما نعرفه عن حادث انهيار بنايتين سكنيتين في مدينة فاس
- 22 قتيلا في انهيار مبنيين في مدينة فاس المغربية


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - حول أزمة الاتحاد العام التونسي للشغل