|
|
جدلية المثال والواقع: مقاربة فلسفية وسياسية في السياق العربي والقضية الفلسطينية
حسن خليل غريب
الحوار المتمدن-العدد: 8552 - 2025 / 12 / 10 - 09:23
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
مقدمة تظل القيم العليا في الفكر الإنساني بمثابة البوصلة التي توجه مسار المجتمعات، فهي تمثل المثال الذي يطمح إليه الإنسان في سعيه نحو العدالة والحرية والكرامة. غير أن هذه القيم، إذا بقيت في فضاء المثال المجرد، تتحول إلى شعارات معلّقة، بعيدة عن إمكان التطبيق في الواقع المعيش. ومن هنا تنشأ جدلية عميقة بين المثال والواقع، بين الثابت والمتغير، بين الاستراتيجية التي تحدد الأفق البعيد والتكتيك الذي يترجمها إلى خطوات قابلة للحياة. في السياق العربي، تزداد هذه الجدلية تعقيدًا بفعل تراكمات التاريخ وضغوط الحاضر. لذلك يصبح السؤال الفلسفي والسياسي معًا: كيف يمكن أن نحافظ على قداسة القيم العليا، ونصون الأمل بها، وفي الوقت نفسه نجعلها قابلة للتطبيق ضمن شروط الواقع العربي؟ هذا المقال يسعى إلى مقاربة فلسفية–سياسية لهذا السؤال، من خلال تحليل العلاقة بين المثال والواقع، واستكشاف إمكانات تحويل القيم العليا من مجرد حلم إلى مشروع عملي يواجه تحديات العصر العربي.
أولاً: تأصيل فلسفي: الأمل ليس وهمًا يُقتل باسم القيم العليا، ولا هو حلم يُجمَّد حتى يغدو مستحيل التطبيق. إن القيم، مهما سمت، تفقد معناها إذا بقيت معلقة في فضاء المثال دون أن تلامس أرض الواقع. الفلسفة الحية هي تلك التي توازن بين سمو الفكرة وحدود الفعل، بين المثال الذي يلهم والواقع الذي يفرض شروطه. فالأمل يظل حيًّا ما دام قادرًا على التحرك في فضاء الممكن، لا في أسر المستحيل. إن الأمل، أي الثابت القيمي، ليس زينة عابرة في حياة الإنسان، بل هو الطاقة التي تدفعه إلى مواجهة المستحيل. غير أن الأمل يفقد معناه إذا ارتبط بقيم عليا تُرفع إلى مرتبة المثال المطلق دون أن تجد طريقها إلى أرض الواقع. فالقيم التي تُجمَّد في فضاء التنظير تتحول إلى شعارات مستحيلة التطبيق، بينما القيم التي تُقتل باسم الواقعية تفقد روحها ومعناها. بين هذين الحدّين، تنشأ جدلية فلسفية عميقة: كيف نحافظ على الأمل حيًّا بالقيم السامية، وفي الوقت نفسه نجعلها قابلة للحياة في واقع مليء بالتحديات؟ إن الإجابة عن هذا السؤال هي المدخل إلى أي مشروع فكري أو سياسي يسعى إلى التغيير الواقعي.
ثانياً: القيم العليا والأمل: من الثابت الفلسفي إلى الثابت السياسي: في المنظور الفلسفي، تُدرك القيم العليا بوصفها مثالًا معياريًا ثابتًا. أما في المنظور السياسي، فإن هذه القيم تتحول إلى ما يشبه "استراتيجية السقف الأعلى"، لكنها لا تنفصل عن الواقع العملي، بل تدخل في علاقة جدلية مع "التكتيك"، الذي يتيح التدرج المرحلي نحوها. 1-الاستراتيجية: البوصلة الكبرى: في السياسة كما في الفكر، تمثل القيم العليا الاستراتيجية التي تحدد الاتجاه العام. هي المبادئ الكبرى التي لا يجوز قتلها أو التخلي عنها، لأنها تمنح المشروع السياسي شرعيته ومعناه. كما أن الاستراتيجية تمثِّل الأفق البعيد الذي يوجّه الحركة، حتى لو بدا صعب المنال في المدى القصير. 2-التكتيك: خطوات ممكنة: لكن الاستراتيجية وحدها لا تكفي. فالقيم العليا إذا بقيت معلّقة في فضاء المثال تتحول إلى شعارات مستحيلة التطبيق. هنا يأتي دور التكتيك الذي هو عبارة عن الخطوات المرحلية الواقعية التي تجعل هذه القيم قابلة للحياة. فالتكتيك إذن هو فن تحويل الأمل إلى فعل، عبر إجراءات ملموسة تراعي الظروف والقدرات المتاحة. 3-جدلية المثال والواقع: إذا اكتفينا بالاستراتيجية دون تكتيك، تصبح القيم مجرد أحلام معلّقة. وإذا غرقنا في التكتيك بلا استراتيجية، نفقد البوصلة ونقتل الأمل. لذلك يُعتبر التوازن بينهما هو ما يجعل المشروع السياسي أو الفكري ممكنًا وفعّالًا. الخلاصة الأمل بالقيم العليا لا يجوز قتله باسم الواقعية، ولا يجوز تجميده في فضاء المثال حتى يغدو مستحيل التطبيق. في السياسة، كما في الفلسفة، المطلوب هو جدلية مستمرة بين الاستراتيجية التي تحفظ الأمل والتكتيك الذي يترجم القيم إلى خطوات قابلة للحياة. هذا التوازن هو سر نجاح أي مشروع يسعى إلى التغيير الحقيقي.
ثالثاً: الثابت والمتغير بين الفلسفة والمشروع السياسي القومي العربي: 1-إن الوضع العربي الراهن يمثل امتحانًا عسيرًا للأمة، مليئًا بالتحديات التي تكاد تستعصي على الحل. وفي الوقت نفسه هناك متغيرات جديدة يمكن أن تفتح بوابات نحو حلول، إذا ما تم تجاوز الرؤى التقليدية الجامدة التي كبّلت الفكر السياسي العربي لعقود. إن استمرار العقل السياسي العربي في أسر التصنيفات القديمة مثل "رجعي" و"ثوري"، عطّلت القدرة على قراءة التحولات الجديدة. ولعلَّ القضية الفلسطينية، التي شكّلت محور النضال العربي، تحولت إلى واجهة عصية على التنفيذ رغم عقود من الحروب النظامية والكفاح الشعبي المسلح، ما يكشف حدود الوسائل التقليدية في مواجهة التحديات. على الرغم من ذلك، لا يجوز إنكار التضحيات الجسيمة التي قدّمها العرب، لكنها لم تحقق حتى جزءًا ضئيلاً من أهداف التحرير. وهذا ما يُوجب الدعوة إلى إطلاق صرخة جديدة، ليس في الأهداف الكبرى التي تبقى ثابتة (التحرير والكرامة)، بل في الوسائل التي يجب أن تتجدد وتتكيف مع الواقع المتغير. إن العرب بحاجة إلى قراءة جديدة للواقع، تتجاوز الجمود وتبتكر أدوات عملية. وإن القضية الفلسطينية كنموذج لمأزق الفكر العربي الذي لم ينجح في تحويل الشعارات إلى نتائج ملموسة. وعلى الرغم من ذلك، تبقى الحركة العربية الثورية عالقة بين شعارات الماضي ومتغيرات الحاضر، وأن تجاوز هذا المأزق يتطلب عقلًا نقديًا يبتكر وسائل جديدة، ويحوّل الأمل إلى فعل سياسي واقعي. 2- القومية العربية بين الماضي والحاضر: من حلم الوحدة إلى إعادة بناء الدولة الوطنية وواقعية التكامل الاقتصادي: في حدود اتفاقية سايكس – بيكو، التي رسمت حدوداً جغرافية بين أقطار الوطن العربي، كانت شعارات الوحدة العربية والحرية والاشتراكية، بمضامينها وآلياتها، تلبِّي مصلحة الأمة العربية. وأما مشروع الشرق الأوسط الجديد، في محاولته رسم حدود جديدة، على أساس خطوط مذهبية وعرقية، فقد أفرز مجموعة من المتغيرات على شتى الصعد العربية العامة وعلى صعيد عدد من أقطار الأمة. بدأ تنفيذ المشروع باحتلال العراق، ولأن المقاومة الوطنية العراقية أعاقت التنفيذ في العام 2003، فقد تمَّ تأجيله إلى العام 2011. ولأن نتائج التنفيذ كانت محبطة لآمال منفذيه، خاصة خسارة أميركا بعض أصدقائها التاريخيين لأنهم أدركوا ولو متأخرين خطورته على أمنها القومي وأمنها الاجتماعي، فقد أرغمت الإدارة الأميركية نفسها على إعادة النظر به جملة وتفصيلا. وكان تغيير الاستراتيجية من مرحلة (الصدمة والترويع) إلى مرحلة توفير ملاذ آمن لحركة الرساميل، والاستثمار فيها. تعمَّقت مسارات تلك الاستراتيجية بشكل أكثر إلحاحاً بعد عملية (طوفان الأقصى) التي حصلت في السابع من أكتوبر من العام 2023. وكان من أهم نتائج التغيير لتلك الاستراتيجية هو تجفيف كل مواقع التوتر في المنطقة، ويأتي في المقدمة منها إعادة المشروعين الغيبيين: التوراتي الصهيوني، وولاية الفقيه الإيراني، إلى وظيفتيهما الأساسيتين، ووضعهما من جديد في خدمة الرأسمالية الأميركية. على أن يكونا منزوعي الأنياب من أغراضهما الغيبية. وإن من يشكِّك بمآل المشروع الصهيوني، عليه ألا ينسى (أن مصلحة الرأسمالية الغربية، وفي الأولوية الرأسمالية الأميركية أولاً)، لن تسمح لأي مشروع غيبي أن يعرقل مسارات مصالحها. وبمثل هذا المتغير الافتراضي، الذي لا يزال قيد التنفيذ، ابتدأت خطواته الأولى في التعامل مع إيران بما يطمئن العرب، وخاصة أمن الأنظمة الرسمية، بحصر اهتمام النظام الإيراني بشؤونه الداخلية. وأما عن دور المشروع التوراتي الصهيوني، فسوف يأتي لاحقاً، من خلال حصر اهتمامه بشؤون الدولة التي سوف تُعطى له على جزء من أرض فلسطين، ليشكل قاعدة عسكرية متقدمة للرأسمالية في المنطقة العربية. وهذا ما تمَّ التخطيط له في مؤتمر كامبل بانرمان في العام (1905 – 1907). في مواجهة تلك المتغيرات، أصبح من واجب حركة التحرر العربية، أن تقوم بحركة نقدية جديدة، ليس لثوابتها في الوحدة والحرية والاشتراكية، كقيم قومية وإنسانية، بل لإعادة النظر في وسائل الوصول إليها، على قاعدة ثنائية (الاستراتيجية والتكتيك). ولمثل هذا الجانب يمكن صياغة التفصيلات المناسبة في الظرف المناسب.
رابعاً: القضية الفلسطينية إحدى القضايا القومية المعقَّدة بين المثال والواقع: كانت استراتيجية حركة التحرر العربية، في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، قريبة من الواقعية، بالنسبة للوحدة العربية، وقضية تحرير فلسطين من (البحر إلى النهر). لأنها كانت لها قواعد رسمية وشعبية تبشِّر بالنجاح. إلى أن انتهت بالعجز عن تحقيق ما كان مكتوباً لها بتنفيذه. وباختصار شديد. أثبتت أن الحرب النظامية في تحرير فلسطين مستحيلة، لأن تلك الأنظمة سقطت في أول امتحان لها في حرب الستة أيام من العام 1967. كما أن استراتيجية الكفاح الشعبي المسلح، العربي والفلسطيني على حد سواء، وصلت إلى الحائط المسدود خاصة في آخر مراحلها خلال الاجتياح الصهيوني للبنان في العام 1982، وإخراج المقاومة الفلسطينية إلى دول الشتات. وهذا ما دفع الفلسطينيين إلى أحضان اتفاقية أوسلو في العام 1993. 1-ومن أهم تعقيدات القضية الفلسطينية أن مشاريع تحريرها تاريخياً قد فشلت بعد تجارب خمسة وسبعين عاماً: أ-الحرب النظامية: حازت على شرعية سياسية بدعم رسمي، ولكنها فشلت للأسباب التالية: ضعف التسليح، تدخل إمبريالي، انقسامات عربية. بـ-الكفاح الشعبي المسلح: حاز على شرعية شعبية ثورية، ولكنها فشلت للأسباب التالية: فقدان الأرض، حصار إقليمي، تنصل رسمي. جـ-كل من المشروعين تعرضا لتصفية مدروسة، إما عسكريًا كما في أيلول الأسود (1970) في الأردن. و1982في الاجتياح الصهيوني للبنان. أو سياسيًا عبر احتواء النضال ضمن أروقة النظام الرسمي العربي.
2-واقع القضية الفلسطينية بعد عملية (طوفان الأقصى) في تشرين الأول من العام 2023: على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها الفلسطينيون طوال أكثر من عامين، وهي تضحيات تفوق الخيال ويكفيها أنها واجهت الآلة الصهيونية الأكثر همجية في التاريخ. كانت نتائجها العملية أنها شكَّلت فرصة تاريخية للقضية الفلسطينية للدخول من بوابة الحلول القابلة للتنفيذ. لأن الحلول المطروحة حازت على إجماع شعبي ورسمي عربي، وشبه إجماع فلسطيني، هذا بالإضافة إلى إجماع دولي رسمي وشعبي، قد يُشكّل لحظة تأسيس جديدة للدولة الفلسطينية. 3-انسداد الأفق والبحث عن حلول: إن استمرار الانسداد يحوّل القضية إلى "أنشودة وطنية رومانسية"، قد تستمر إلى ما لا نهاية. وقد تتحول القضية إلى حائط للمبكى، بعد معاناة قاسية ألمَّت بالفلسطينيين أجيالاً بعد أجيال، وحبل تلك المآسي على الجرار في غياب أي حل منظور. وهذا ما قد يؤدي إلى تهديد الهوية الفلسطينية بالاندثار، لأن انتشارهم في أصقاع العالم قد يُنسيهم الأرض. لذلك، من الواقعي المبادرة إلى فتح "كوة أمل واقعية"، عبر مشاريع قابلة للتطبيق حتى ولو كانت حلولاً جزئية وعلى جزء من الأرض الفلسطينية. ولأن الهوية الوطنية تحتاج إلى أرض وشعب يستند إليها كحل مرحلي. 4-يُظهر تحليل البنية الدولية أن الاعتراف بحق "الكيان الإسرائيلي" في دولة بات جزءًا من منظومة ثابتة في الخطاب العالمي، سواء لدى القوى التي تُعلن دعمها للقضية الفلسطينية أو تلك التي تتبنى موقفًا معادياً لها. هذا الثبات يعكس تحوّلًا في المرجعية القانونية والسياسية الدولية، حيث أُدرجت شرعية "إسرائيل" كأمر واقع لا يخضع للمراجعة. في المقابل، يكشف النظام العربي الرسمي، بعد ما يقارب ثلاثة أرباع القرن من الصراع، عن محدودية قدرته على صياغة بدائل استراتيجية، إذ ظل سقف مبادراته محصورًا في إطار "الأرض مقابل السلام" كما أُقر في قمة بيروت عام 2002، دون أن يتمكن من تطوير أدوات ضغط أو تفاوض جديدة. أما الفلسطينيون، فقد وجدوا أنفسهم محاصرين ضمن بنية "سلطة أوسلو"، التي تفتقر إلى مقومات السيادة الفعلية، وتتعرض بشكل متكرر لانتهاكات تجعلها عاجزة عن ممارسة وظائفها الأساسية. وفي السياق ذاته، تبدو حركة التحرر العربية، رغم تبنيها لمركزية القضية الفلسطينية في خطابها، عاجزة عن تجاوز حدود البيانات السياسية، إذ يفتقر مشروعها إلى الموارد المادية والعسكرية التي تمكّنها من تحويل الموقف المبدئي إلى فعل ملموس. إن هذا التباين بين ثبات الموقف الدولي، وعجز النظام العربي الرسمي، وانكفاء حركة التحرر، يعكس أزمة بنيوية مزدوجة: من جهة، رسوخ الشرعية الدولية لإسرائيل، ومن جهة أخرى، غياب أدوات عربية قادرة على إعادة تعريف موقع القضية الفلسطينية في النظام العالم 5-تُظهر التجربة التاريخية أن الفلسطينيين ظلّوا الطرف الأكثر تحمّلًا لأعباء الصراع، سواء في الماضي أو الحاضر، ومن المرجّح أن يستمر ذلك في المستقبل. ومن هنا، يصبح الحل شأنًا فلسطينيًا بالدرجة الأولى، إذ يحق لهم اختيار الصيغة التي لا تمس هويتهم الوطنية، على قاعدة توافق داخلي يتجاوز الانقسامات العقائدية. ويُفترض أن يتضمن أي مشروع سياسي عناصر الوطنية الجوهرية: الأرض والشعب، إلى جانب ضمانات دولية للحماية، بما يضع حدًا للطموحات التوسعية ذات الطابع اليميني الصهيوني. واستناداً إلى ما جاء أعلاه يمكن إعادة تعريف الوطنية في السياق الفلسطيني، بما يلي: لا يمكن اختزال الوطنية الفلسطينية بكونها حلمًا مثاليًا أو شعارًا تعبويًا، بل هي عملية تفاعلية بين الأرض والشعب، تتجسد في إجماع على صيغة الحكم. وإذا ما جرى التوصل إلى حل الدولتين على أرضية توافقية داخلية، فإن ذلك سيحافظ على جوهر القضية الفلسطينية، ويتيح للفلسطينيين بناء نموذج سياسي واجتماعي يُحتذى به، يربط بين الكرامة والحرية، ويحوّل الوطنية من مفهوم نظري إلى ممارسة عملية قابلة للتنفيذ. خاتمة عامة إن جدلية المثال والواقع، بين الثابت والمتغير، تظل الإطار الحاكم لأي مشروع فلسفي أو سياسي يسعى إلى التغيير في السياق العربي. فالقيم العليا ليست شعارات معلّقة ولا أحلاماً مستحيلة، بل هي البوصلة التي تمنح المشروع معناه، شرط أن تُترجم عبر وسائل واقعية تراعي شروط العصر وإمكاناته. إن التوازن بين الاستراتيجية التي تحفظ الأمل والتكتيك الذي يترجم القيم إلى خطوات قابلة للحياة هو سرّ النجاح في مواجهة التحديات. وفي هذا السياق، تكشف التجربة العربية أن القومية العربية، بما تحمل من قيم الوحدة والحرية والكرامة، لا تزال تمثل الأفق الجامع، لكنها تحتاج إلى إعادة صياغة أدواتها بما يتناسب مع التحولات الدولية والإقليمية. أما القضية الفلسطينية، التي شكّلت جوهر المشروع القومي، فقد أثبتت أن الوسائل التقليدية لم تعد كافية، وأن الحلول الواقعية التي تحفظ الهوية الوطنية وتفتح كوة أمل في جدار الانسداد هي المدخل إلى تحويل المثال إلى واقع. وبذلك، فإن الحفاظ على الأمل بالقيم العليا، مع ابتكار وسائل عملية قابلة للتنفيذ، هو الشرط الأساسي لنهضة عربية جديدة. فالمثال يظل مصدر الإلهام، والواقع يفرض شروطه، وبينهما تنشأ جدلية خلاقة تجعل من الأمل قوة فاعلة في صناعة المستقبل العربي.
#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤسسات الدينية بين الوظيفة الروحية والدور السياسي: في مشرو
...
-
وضوح النظرية القومية وشفافيتها عامل ضروري في الحوار مع الأمم
...
-
بين النص الديني المطلق والواقع المتغير:
-
الحلقة الثالثة من (سلسلة مفاهيم مختصرة في مشروع حسن خليل غري
...
-
الحلقة الثانية من (سلسلة مفاهيم مختصرة في مشروع حسن خليل غري
...
-
الحلقة الأولى من (سلسلة مفاهيم مختصرة في مشروع حسن خليل غريب
...
-
حول إشكالية البحث النظري للمفاهيم القومية في مشروع حسن خليل
...
-
بعد ألف وأربعمائة سنة من التكفير والتكفير المضاد (خاتمة كتاب
...
-
الحلقة الثانية من (في مواجهة أزمات الهوية والهيمنة إلى بناء
...
-
الحلقة الأولى من (في مواجهة أزمات الهوية والهيمنة من تفكيك ا
...
-
مشروع حسن خليل غريب الفكري من التواكل إلى الخلق الذاتي
-
تحرير العقل الأيديولوجي القومي في مشروع حسن خليل غريب الفكري
-
مشروع حسن خليل غريب الفكري بين الواقعية والمثالية
-
دَور إنتِفاضَات الشَبَاب العَرَبيّ فِي إعادَةِ بِنَاء الدّول
...
-
محنة الغرب مع الرأسمالية الصهيونية: من التأسيس إلى المواجهة
-
دور انتفاضات الشباب العربي في إعادة بناء الدولة الوطنية
-
الدَّولَة الوَطَنِيَّة العَرَبِيَّة بَيْنَ الإنهِيَار وإِعَا
...
-
هندسة المفاهيم القومية والدينية في مشروع حسن خليل غريب الفكر
...
-
المِيلشِيات الإِيرَانيَّة ومآلاتها فِي المُستَقبَل (الحلقة ا
...
-
المِيلشِيات الإِيرَانيَّة ظَاهِرَةٌ خَارِجَة عَنْ سُلْطَةِ ا
...
المزيد.....
-
روسيا تعلن وفاة سفيرها في كوريا الشمالية ألكسندر ماتسيغورا
-
-جزر صخرية- تمتد وسط سهول السافانا الشاسعة بأنغولا.. ما سرها
...
-
من السلطعون إلى الماريغوانا.. إحباط عملية تهريب غريبة بطائرة
...
-
الإمارات تدعم بـ550 مليون دولار خطة الاستجابة الإنسانية لـUN
...
-
لماذا تمتلك القطط قدرة عجيبة على التنبؤ بالطقس؟
-
مباشر: أوكرانيا تستعد لطرح نسختها المعدلة من خطة السلام على
...
-
المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو تغيب عن حفل تسلم جا
...
-
أميركا تحقق في وفيات يشتبه بارتباطها بلقاحات كورونا
-
الكونغرس يصوت اليوم لإلغاء عقوبات -قيصر- عن سوريا
-
مقاتلتان أميركيتان تقتربان من أجواء فنزويلا بشكل غير مسبوق
المزيد.....
-
اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون
/ سعيد العليمى
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|