حسن خليل غريب
الحوار المتمدن-العدد: 8509 - 2025 / 10 / 28 - 00:33
المحور:
قضايا ثقافية
(أُنجز البحث بمساعدة الذكاء الاصطناعي)
مقدمة:
مشروع غريب نقدي تحليلي يجمع بين تفكيك الخطاب الديني التقليدي، والدفاع عن المشروع القومي العربي، ومواجهة الهيمنة الإمبريالية، مع التركيز على دور المقاومة في بناء الوعي والتحرر. وهنا، سنعمل على تنسيق أفكاره من خلال قراءتها في أربعة كتب منشورة، وكتب أخرى، من أجل تفصيل السياق الفكري لكل كتاب ضمن هذا المشروع:
أولاً: قراءة نقدية في مؤلفاته الأساسية الأربعة:
1- الردة في الإسلام:
الكتاب عبارة عن نقد تاريخي وفقهي لمفهوم الردة في الإسلام، من خلال تحليل النصوص الدينية والوقائع التاريخية. والهدف منه تفكيك الاستخدام السياسي لمفهوم الردة، ورفض توظيفه لقمع الحريات الفكرية والدينية. وفي منهجه يعتمد على قراءة تاريخية وسياقية للنصوص، ويستند إلى مناهج علمية في تحليل الظاهرة الدينية.
2- كتاب في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام:
الكتاب عبارة عن محاولة لتجاوز التناقض المصطنع بين الهوية القومية العربية والانتماء الإسلامي. والهدف منها بناء مشروع فكري يوفق بين العروبة كهوية ثقافية جامعة، والإسلام كمرجعية روحية وأخلاقية. وهو عبارة عن حوار نقدي بين التيارات القومية والإسلامية، مع التركيز على المشتركات الحضارية.
3- كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية:
نقد مزدوج للأصوليات الدينية من جهة، وللإمبريالية الغربية من جهة أخرى. والهدف منه فضح التحالف غير المعلن بين الأصوليات المتطرفة والمشاريع الإمبريالية التي تستغل الدين لتفتيت المجتمعات. وهو عبارة عن تحليل سياسي-فكري يربط بين صعود الأصوليات وتدخلات القوى الكبرى في العالم العربي.
4- كتاب القومية العربية من التكوين إلى الثورة
وهو تأريخ وتحليل تطور الفكر القومي العربي منذ نشأته حتى تحوله إلى مشروع ثوري. والهدف منه الدفاع عن القومية العربية كمشروع تحرري وحدوي، في مواجهة التجزئة والاستعمار. وهو عبارة عن دراسة تاريخية وفكرية لمسارات القومية، مع نقد ذاتي لتجاربها وإخفاقاتها.
والجامع الفكري بين الكتب الأساسية الأربعة: محاولته نقد الأصوليات الدينية والتوظيف السياسي للدين. والدفاع عن الهوية العربية الجامعة في مواجهة التفتيت الطائفي والإثني. والربط بين الفكر والمقاومة كأداتين للتحرر من الاستعمار والإمبريالية. وينهيها بالسعي إلى مشروع نهضوي عربي عقلاني، يستند إلى قراءة نقدية للتراث والتاريخ.
ثانياً: قراءة نقدية في مؤلفاته الفرعية:
هناك كتب فرعية أخرى لحسن خليل غريب تُكمل وتُعمّق مشروعه الفكري، وتتناول قضايا دينية، قومية، ومقاومية من زوايا متعددة. أبرزها: نحو طاولة حوار بين المشروعين القومي والإسلامي، الماركسية بين الأمة والأممية، ومفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر.
إليك أبرز هذه الكتب ومضامينها ضمن سياق مشروعه:
7- نحو طاولة حوار بين المشروعين القومي والإسلامي:
الكتاب دعوة صريحة لفتح حوار فكري بين التيارين القومي والإسلامي، بهدف تجاوز الصراعات الأيديولوجية. وفيه يسعى غريب إلى بناء أرضية مشتركة بين العروبة والإسلام، بعيداً عن الإقصاء والتكفير، ويؤمن بإمكانية التفاعل الإيجابي بينهما في مشروع نهضوي.
8- الماركسية بين الأمة والأممية:
الكتاب تحليل نقدي للعلاقة بين الفكر الماركسي والمشروع القومي العربي. وفيه يطرح إشكالية التوفيق بين الأممية الماركسية والانتماء القومي، ويُبرز التناقضات التي نشأت عن تبني بعض الحركات القومية للماركسية دون مراجعة نقدية.
9- مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر
وفيه إعادة قراءة المفاهيم الإسلامية الأساسية مثل الجهاد، الأمة، الشورى، من منظور قومي عربي. وهو يسعى إلى تحرير الفكر الإسلامي من القراءات التقليدية، وربطه بمشروع التحرر القومي، مع التركيز على البعد الإنساني والحضاري.
10- نحو تاريخ فكري – سياسي لشيعة لبنان (جزء أول وثاني):
الكتاب دراسة تاريخية وتحليلية لمسار الطائفة الشيعية في لبنان، من منظور قومي نقدي. يهدف إلى فهم التحولات الفكرية والسياسية للطائفة، بعيداً عن الطائفية، وفي إطار المشروع الوطني اللبناني والعربي.
11- البُعد الإيماني في الفكر القومي العربي:
الكتاب محاولة لتأسيس علاقة بين الإيمان الديني والفكر القومي، بعيداً عن التناقضات المفتعلة. وفيه يُبرز كيف يمكن للإيمان أن يكون دافعاً للتحرر والنهضة، لا أداة للتكفير أو الانعزال.
وما يميز هذه الكتب هي مواصفاتها بما يلي: تعدد المناظير الفكرية: ديني، قومي، ماركسي، مقاومي. وقد مزدوج: للتقليد الديني وللأيديولوجيات المستوردة. وسعي دائم للتوفيق بين الهوية والانتماء، وبين الفكر والممارسة.
رابعاً ترتيب كتبه حسب الموضوعات الفكرية الكبرى التي تشكل مشروعه النقدي والتحرري:
1- النقد الديني وإعادة قراءة التراث الإسلامي: يركز على تفكيك المفاهيم التقليدية وتحرير الدين من التوظيف السياسي.
-ففي كتاب الردة في الإسلام تحليل تاريخي وفقهي لمفهوم الردة، ونقد استخدامه لقمع الفكر.
-وفي كتابه مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر، إعادة تفسير مفاهيم مثل الجهاد، الأمة، الشورى، من منظور قومي.
-وفي كتابه البُعد الإيماني في الفكر القومي العربي، محاولة لدمج الإيمان الديني في مشروع قومي تحرري.
2-العلاقة بين العروبة والإسلام: يسعى إلى بناء أرضية فكرية مشتركة بين المشروعين القومي والديني.
-في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام، دعوة لتجاوز التناقضات بين الهوية القومية والانتماء الإسلامي.
-وفي كتابه نحو طاولة حوار بين المشروعين القومي والإسلامي، تأصيل فكري للحوار بين التيارين، وتحديد نقاط الالتقاء.
3-نقد الأصوليات والإمبريالية: يربط بين صعود الأصوليات وتدخل القوى الكبرى في العالم العربي. وفي كتابه تهافت الأصوليات الإمبراطورية، نقد مزدوج للأصوليات الدينية والمشاريع الإمبريالية.
4-المقاومة الوطنية العراقية – الكتاب الأول والثاني، تحليل سياسي للمقاومة العراقية كأداة لمواجهة الهيمنة الأميركية.
5-الفكر القومي العربي وتاريخه: يتناول تطور الفكر القومي، ويؤسس لرؤية وحدوية تحررية.
-في كتابه القومية العربية من التكوين إلى الثورة، دراسة تاريخية لمسار الفكر القومي وتحولاته الثورية.
-وفي كتابه، الماركسية بين الأمة والأممية، نقد العلاقة بين الفكر الماركسي والمشروع القومي العربي.
6- الطائفية والسياسة في لبنان: يركز على فهم التحولات الفكرية والسياسية للطوائف ضمن السياق الوطني. ففي كتابه نحو تاريخ فكري – سياسي لشيعة لبنان (جزء أول وثاني)، وهودراسة نقدية لمسار الطائفة الشيعية في لبنان من منظور قومي.
7- الروابط بين المحاور: كل محور يتقاطع مع الآخر في بناء مشروع تحرري عقلاني. فالدين يُقرأ من منظور قومي، والقومية تُربط بالمقاومة، والمقاومة تُفكك الأصوليات، والأصوليات تُحلل ضمن سياق إمبريالي.
ثالثاً: قراءة في الكتب التي تؤسس للجانب المقاوم في مشروع حسن خليل غريب
لتوضيح مشروعه الفكري المقاوم، أصدر ثلاثة كتب، وهي: المقاومة الوطنية العراقية – الكتاب الأول والثاني، وتهافت الأصوليات الإمبراطورية. هذه الكتب تُشكّل العمود الفقري لرؤيته حول المقاومة كفعل تحرري وقومي في مواجهة الاحتلال والهيمنة.
إليك تلخيصًا لمضمون كل كتاب:
12- المقاومة الوطنية العراقية – الكتاب الأول- معركة الحسم ضد الأمركة، الذي نشره بعد احتلال العراق عام 2003، وفيه يتناول نشأة المقاومة العراقية، ويعتبرها معركة فاصلة ضد المشروع الأميركي في المنطقة. والفكرة المركزية منه هو أن غريب يرى أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عسكري، بل هي فعل سياسي وثقافي يعيد تشكيل الهوية الوطنية العراقية ويُسقط مشروع "الأمركة". ومنه يربط بين المقاومة العراقية والمشروع القومي العربي، ويعتبرها نموذجًا للتحرر من الهيمنة الغربية.
13- المقاومة الوطنية العراقية – الكتاب الثاني: نهاية الإمبراطورية الأميركية، وفيه يُكمل تحليل المقاومة العراقية، متنبئًا بانحدار الإمبراطورية الأميركية نتيجة فشلها في العراق. ويخلص إلى الفكرة المركزية في أن المقاومة تُجبر الإمبراطورية على التراجع، وتُعيد التوازن إلى النظام العالمي. كما يُبرز فيه كيف أن الفعل المقاوم يُمكن أن يُعيد بناء الذات القومية ويُحررها من التبعية.
14-تهافت الأصوليات الإمبراطورية: ومضمونه نقد مزدوج للأصوليات الدينية المتطرفة وللإمبريالية الغربية، ويُظهر كيف تتغذى كل منهما على الأخرى. وفكرته المركزية هي أن الأصوليات تُستخدم كأداة لتفتيت المجتمعات، بينما الإمبريالية تستغلها لفرض الهيمنة. لذلك يدعو إلى مقاومة مزدوجة: فكرية ضد الأصوليات، وسياسية ضد الإمبريالية، ويعتبر المقاومة الفكرية جزءًا لا يتجزأ من المقاومة المسلحة.
رابعاً: كتب إلكترونية، وأبحاث أخرى:
15- كتاب: مقالات وردود متوفر بصيغة PDF على موقع Noor Book
أبرز الأفكار: يتضمن ردودًا فكرية على نقّاد ومفكرين، تُظهر عمق مشروعه النقدي. ويُناقش قضايا مثل العروبة، الإسلام، الطائفية، والمقاومة من زوايا متعددة. ويُعزز فكرة أن الحوار الفكري ضرورة للتحرر، لا ترفًا ثقافيًا. كما يُبرز أهمية التحليل التاريخي في فهم التحولات السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
هذه المقالات تخدم مشروعه الفكري، وتُكمل كتبه النظرية بتطبيقات واقعية وتحليلات راهنة. وتُظهر تفاعله مع الأحداث الجارية وتُعزز رؤيته بأن المقاومة تبدأ من العقل، لا من البندقية فقط. كما تُقدّم أدوات فكرية لفهم الديناميات السياسية والاجتماعية من منظور قومي تحرري.
خلاصة المشروع:
مشروع حسن خليل غريب هو دعوة إلى تحرير العقل العربي من القيود الدينية، والانقسامات الطائفية، والتبعية الثقافية والسياسية. إنه مشروع نهضوي عقلاني مقاوم، يُراهن على التفاعل بين العروبة والإسلام، وعلى المقاومة كفعل حضاري، وعلى النقد كأداة بناء لا هدم. وبين الكتب والدراسات والمقالات، تتكامل الرؤية لتُقدّم نموذجًا لفكر عربي يُلهم ويُحرّر.
#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟