|
حسن خليل غريب ومشروعه الفكري رؤية في العلاقة بين العقل العربي والعقل القومي العربي (الحلقة الأولى) (1/2)
حسن خليل غريب
الحوار المتمدن-العدد: 8407 - 2025 / 7 / 18 - 12:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تنويه: لقد خصني صديق بدراسة مقارنة بين مشروعي الفكري ومشاريع لمفكرين معاصرين آخرين. وسأنشرها على حلقتين تحمل توقيعاً غير اسمه الحقيقي بناء على طلبه. وإذ أنشر الدراسة على حلقتين أشكر صديقي للفتته الكريمة في أن يجد الكاتب من يهتم بفكره وهو على قيد الحياة. وهذه الحلقة الأولى وعنوانها: حسن خليل غريب ومشروعه الفكري رؤية في العلاقة بين العقل العربي والعقل القومي العربي (مقارنات ومقاربات ونظرة فكرية جمعية) (الحلقة الأولى) أحمد عبد الله المغربي
مقدمة مفاهيمية 1-العقل العربي -يشير إلى المنظومة الفكرية والثقافية التي تشكلت عبر التاريخ في المجتمعات العربية. ويتأثر بالتراث الإسلامي، الفلسفة، اللغة، والعادات الاجتماعية. -ركّز المفكرون مثل محمد عابد الجابري على تحليل العقل العربي من خلال ثلاثية: البيان، البرهان، والعرفان، أي اللغة والمنطق والتصوف. ةيُنظر إليه كعقل ثقافي معرفي، يهتم بكيفية التفكير، وليس فقط بماذا يُفكر فيه. 2-العقل القومي العربي -يرتبط بالفكر السياسي القومي، خاصة التيارات القومية العربية مثل البعث والناصرية. -يُعنى بتوحيد العرب تحت هوية قومية واحدة، ويُركّز على اللغة، التاريخ، والمصير المشترك. ويتعامل مع العقل كأداة للتعبئة السياسية، ويُستخدم لتبرير السياسات القومية. ويميل إلى التعميم الأيديولوجي، وقد يتجاهل التنوع الثقافي داخل المجتمعات العربية. الفرق الجوهري مفكرون عرب من الرعيل الأول اهتموا بالعقل القومي العربي هناك عدد من المفكرين العرب الذين تناولوا قضية العقل القومي العربي من زوايا مختلفة، وإن لم يستخدموا المصطلح ذاته دائمًا. إليك بعض الأسماء البارزة: 1-ساطع الحصري: يُعد من أوائل المنظرين للقومية العربية، وركز على دور اللغة والتربية والتعليم في تشكيل الوعي القومي. اعتبر أن الأمة تتكون من مقومات مثل اللغة والدين والتاريخ، وكان يرى أن التعليم هو الوسيلة لتكوين عقل قومي موحد. 2-محمد عزّة دروزة: ربط بين العرق العربي والوحدة السياسية، واعتبر أن هناك جوهرًا خاصًا للأمة العربية يجب أن يُستكمل عبر مشروع سياسي وحدوي. 3-قسطنطين زريق: بدأ من منظور قومي جوهراني، ثم انتقل لاحقًا إلى الدعوة للتحديث والعقلانية، معتبرًا أن النهضة القومية لا تتحقق إلا عبر التطور العلمي والاجتماعي. 4-ميشيل عفلق: مؤسس حزب البعث، واعتبر القومية العربية امتدادًا للرسالة الإسلامية، وكتب عن فكرة "البعث" كنهضة قومية روحية وفكرية. 5-نديم البيطار: طرح فكرة أن الدولة هي التي تصنع الأمة وليس العكس، واعتبر أن بناء العقل القومي يتطلب سلطة مركزية قوية وأيديولوجيا توحيدية. 6-ياسين الحافظ: حاول التوفيق بين الماركسية والقومية العربية، وكتب عن العقل السياسي العربي من منظور نقدي، داعيًا إلى عقلانية ثورية. مفكرون تناولوا العقل العربي بشكل عام 7-محمد عابد الجابري: في موسوعته نقد العقل العربي، تناول تكوين وبنية العقل العربي، وناقش كيف تشكل عبر التراث، الدين، والفلسفة. ورغم أن تركيزه لم يكن على "القومي" تحديدًا، فإن مشروعه يُعد من أعمق المحاولات لفهم العقل الجمعي العربي. 8-برهان غليون: دعا إلى تأسيس عقلانية حديثة تتجاوز التراث، وناقش أزمة العقل العربي المعاصر في سياق اجتماعي وسياسي.
رؤية ثلاثة مفكرين معاصرين في العلاقة بين العقلين: تناول محمد عابد الجابري وجورج طرابيشي الفرق بين العقل العربي والعقل القومي العربي من زوايا متباينة، بل متعارضة أحيانًا، ضمن سجال فكري غني ومثير امتد لعقود.
1-الجابري: تفكيك العقل العربي -أطلق مشروعه الضخم "نقد العقل العربي" في أربعة أجزاء: تكوين العقل العربي، بنية العقل العربي، العقل السياسي العربي، العقل الأخلاقي العربي. ورأى أن العقل العربي تشكل داخل الثقافة العربية الإسلامية، وهو عقل بياني يعتمد على اللغة والنقل، وعرفاني يميل إلى التصوف، وبرهاني عقلاني مستند إلى المنطق. واعتبر أن النهضة العربية متعثرة بسبب غياب نقد جذري للعقل ذاته، ودعا إلى إعادة بناء العقل العربي على أسس عقلانية حديثة. وميّز بين العقل السياسي العربي الذي يتأثر بالسلطة والقبيلة والغنيمة، وبين العقل المعرفي الذي يجب أن يتحرر من هذه البُنى. المفكر محمد عابد الجابري لم يفرد مصطلح "العقل القومي العربي" كحيّز مستقل في مشروعه، بل تناول القضايا القومية ضمن إطار نقد العقل العربي بشكل عام، وخاصة في الجزء الثالث من مشروعه: "العقل السياسي العربي". كيف تعامل الجابري مع القومية؟ -لم يستخدم مصطلح "العقل القومي العربي" بشكل مباشر أو منهجي. لكنه ناقش الفكر القومي العربي من خلال نقده للعقل السياسي، الذي اعتبره متأثرًا بثلاثية: القبيلة، الغنيمة، والعقيدة. ورأى أن المشروع القومي العربي تعثّر لأنه لم يُبنَ على عقلانية نقدية، بل على خطاب تعبوي وشعارات عاطفية. -ناقش ذلك في كتابه "العقل السياسي العربي"، تناول الجابري بنية التفكير السياسي في العالم العربي، بما في ذلك التيارات القومية. واعتبر أن العقل السياسي العربي لم يتحرر من التراث السلطوي، وأنه يعيد إنتاج نفس البُنى التي تعيق النهضة، سواء في الفكر القومي أو الديني. الجابري لم يمنح "العقل القومي العربي" فصلًا مستقلًا، لكنه تناوله ضمن نقده للعقل السياسي، واعتبر أن أي مشروع قومي لا يقوم على عقلانية نقدية سيكون عرضة للفشل.
2-رؤية جورج طرابيشي: نقد النقد =أطلق مشروعًا مضادًا بعنوان "نقد نقد العقل العربي"، تناول فيه أطروحات الجابري بالنقد والتحليل. =رفض تقسيم الجابري للعقل العربي إلى مغربي عقلاني ومشرقي لا عقلاني، واعتبره تبسيطًا جغرافيًا أيديولوجيًا. =دافع عن وحدة العقل العربي الإسلامي، ورأى أن العقل العربي لا يمكن فصله عن سياقه التاريخي والحضاري، ولا عن تفاعله مع العقول الأخرى كالهندي والصيني واليوناني. =اتهم الجابري بـ"طرد" مفكرين كبار من كنيسة العقل، مثل ابن سينا والغزالي والرازي، بسبب تحالفاتهم المعرفية التي لا تتماشى مع تصنيفه الثلاثي. مقارنة موجزة 3-رؤية حسن خليل غريب حول العلاقة بين العقلين: المفكر اللبناني حسن خليل غريب تناول الفرق بين العقل العربي والعقل القومي العربي من زاوية نقدية تحليلية، ضمن مشروعه الفكري الذي ركّز على نقد الفكرين الديني والقومي، وسعى إلى بناء رؤية قومية علمانية عقلانية تتجاوز التناقضات التقليدية. يرى غريب أن العقل العربي التقليدي يعاني من التجميد القسري بسبب هيمنة المسلّمات الدينية والثقافية التي تمنع التجديد والتطور. لذلك ينتقد غياب الحركة النقدية في الفكر العربي، ويعتبر أن الجمود الفكري هو أحد أسباب تخلف الأمة. ويدعو إلى تحرير العقل العربي من القيود المذهبية والطائفية، والانفتاح على مناهج معرفية حديثة. -ويميز بين العقل القومي الديني الذي يخلط بين الدين والقومية، ويؤدي إلى ضياع الحدود بين الانتماء الديني والانتماء القومي. والعقل القومي العلماني الذي يدعو إليه، ويعتبره السبيل لبناء مجتمع قومي موحد يحترم الخصوصيات الدينية دون أن يخضع لها. -وينتقد التيارات القومية التي تفتقر إلى التحليل العلمي، ويعتبر أن الشعارات العاطفية لا تكفي لبناء مشروع قومي ناجح.
خلاصة الفرق من وجهة نظر غريب
أبرز أفكاره في كتبه -في كتابه "في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام"، يدعو إلى فصل العلاقة العضوية بين الإسلام والعروبة، ويرى أن التداخل بينهما أدى إلى إشكاليات فكرية وسياسية. -في "تهافت الأصوليات الإمبراطورية وشروق العصر القومي العربي"، يطرح تصورًا لمشروع قومي عربي حديث، يستند إلى العقلانية والنقد الذاتي، ويبتعد عن الأصوليات الدينية والسياسية. اقتباسات من كتبه من كتاب في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام: "-إن التداخل بين العروبة والإسلام، إذا لم يُفكك نقديًا، سيبقى مصدرًا للتوتر الفكري والسياسي، ويحول دون بناء مشروع قومي عقلاني." -ويرى غريب أن العلاقة بين العروبة والإسلام ليست بالضرورة عضوية، بل تحتاج إلى تفكيك معرفي لفهم حدود كل منهما. وهو يدعو إلى فصل الدين عن المشروع القومي دون إنكار تأثيره التاريخي.
من كتاب تهافت الأصوليات الإمبراطورية وشروق العصر القومي العربي: -"إن الأصوليات، سواء كانت دينية أو إمبراطورية، لا تُنتج فكرًا تحرريًا، بل تُعيد إنتاج الاستبداد بأقنعة مختلفة." ينتقد غريب بشدة الأصوليات التي تتستر خلف الدين أو القوة السياسية، ويعتبرها عائقًا أمام نهضة عربية حقيقية. وهو يطرح البديل في الفكر القومي العقلاني الذي يرفض التبعية ويؤمن بالتحرر.
من كتاب الردة في الإسلام: "-الردة ليست خروجًا عن الدين، بل هي خروج عن سلطة التأويل الأحادي الذي يحتكر الحقيقة." يعيد غريب تعريف مفهوم الردة من منظور نقدي، معتبرًا أن المشكلة ليست في العقيدة بل في السلطة التي تحتكر تفسيرها. وهذا يعكس توجهه نحو تحرير الفكر الديني من القيود السلطوية. أبرز ملامح مشروعه الفكري -نقد مزدوج: يوجه نقدًا للفكر الديني التقليدي وللفكر القومي الذي لم يتحرر من الشعارات. -دعوة للتجديد: يؤمن بأن النهضة تبدأ من تحرير العقل، لا من تكرار الماضي. -فكر تحرري علماني: يسعى إلى بناء مشروع قومي عربي يستند إلى العقلانية، بعيدًا عن الطائفية والأيديولوجيا المغلقة. -موقف من السلطة: ينتقد الأنظمة العربية التي فشلت في بناء الدولة القومية، ويرى أن غياب الديمقراطية هو أحد أسباب هذا الفشل. النصوص الأكثر تأثيرًا 1- الردة في الإسلام يناقش فيه مفهوم الردة من منظور نقدي، ويُعيد تعريفها كخروج عن سلطة التأويل الأحادي، لا عن الدين نفسه. يُعد هذا النص تأسيسيًا في مشروعه لنقد الفكر الديني التقليدي. 2-في سبيل علاقة سليمة بين العروبة والإسلام: يُفكك العلاقة التاريخية بين الإسلام والعروبة، ويُحذر من التداخل غير النقدي بينهما. ويدعو إلى بناء مشروع قومي مستقل عن الهيمنة الدينية. 3-تهافت الأصوليات الإمبراطورية وشروق العصر القومي العربي: يُهاجم فيه الأصوليات الدينية والسياسية، ويطرح تصورًا لمشروع قومي عربي عقلاني.يُعد من أكثر نصوصه تأثيرًا في الفكر القومي المعاصر. 4-مفاهيم إسلامية بمنظار قومي معاصر: يُعيد قراءة المفاهيم الإسلامية مثل الجهاد، الشورى، والولاء، من منظور قومي تحرري. ويُبرز فيه أهمية تحرير الدين من التوظيف السياسي. 5-نحو طاولة حوار بين المشروعين القومي والإسلامي: يُقدم فيه دعوة للحوار بين التيارين القومي والديني، بشرط أن يكون الحوار عقلانيًا نقديًا. يُعد محاولة لبناء جسور فكرية بين التيارات المتصارعة. لماذا هذه النصوص مؤثرة؟ -لأنها تؤسس لرؤية نقدية مزدوجة: تفكك الفكر الديني التقليدي، وتعيد بناء الفكر القومي على أسس عقلانية. وتُعبر عن تحول فكري جذري في التعامل مع التراث، بعيدًا عن التقديس أو التبعية. كما تُقدم بدائل معرفية وسياسية قابلة للتطبيق في الواقع العربي المعاصر. الفلسفة الأساسية وراء فكر حسن خليل غريب تقوم على مشروع نقدي مزدوج يسعى إلى تحرير العقل العربي من القيود الدينية والأيديولوجية، وبناء رؤية قومية علمانية عقلانية تتجاوز الجمود الفكري والانقسامات الطائفية. وأبرز ملامح هذه الفلسفة: أ-نقد الفكر الديني التقليدي: يرى أن الفكر الديني السائد يمارس سلطة تأويلية احتكارية تمنع التجديد وتكرّس الاستبداد. ويعيد تعريف مفاهيم مثل الردة والجهاد والشورى من منظور عقلاني تحرري. كما يدعو إلى فصل الدين عن السياسة، دون إنكار البعد الروحي أو الأخلاقي للدين. بـ-نقد الفكر القومي التقليدي: ينتقد التيارات القومية التي تفتقر إلى التحليل العلمي وتعتمد على الشعارات العاطفية. ويرفض التداخل غير النقدي بين العروبة والإسلام، ويعتبره سببًا في التشويش الفكري والسياسي. ويدعو إلى بناء مشروع قومي عربي يستند إلى العقلانية والديمقراطية، لا إلى التقديس أو التبعية. جـ-مركزية العقل النقدي: يؤمن بأن النهضة تبدأ من تحرير العقل، لا من استعادة الماضي. ويرفض التبعية لأي سلطة معرفية أو سياسية، ويُشجع على الشك المنهجي والتفكيك النقدي. كما يعتبر أن العقل العربي يجب أن يُعاد بناؤه على أسس علمية وفلسفية حديثة. -د-التوازن بين الحرية والديمقراطية: يرى أن الحرية والديمقراطية مفهومان متلازمان: الحرية هي القيمة الفلسفية، والديمقراطية هي التطبيق السياسي. ويدعو إلى بناء مجتمع يضمن العدالة والمساواة بين الأفراد والتيارات الفكرية، دون طغيان أي طرف. هـ- فلسفة المقاومة والتحرر: في كتاباته عن العراق وفلسطين، يُبرز أهمية المقاومة الوطنية كفعل تحرري ضد الاحتلال والاستبداد. ويرى أن التحرر السياسي لا ينفصل عن التحرر الفكري، وأن النضال يجب أن يكون معرفيًا بقدر ما هو ميداني.
4-المقارنة بين مشروعه ومشروع الجابري وطرابيشي المقارنة بين مشاريع حسن خليل غريب ومحمد عابد الجابري وجورج طرابيشي تكشف عن ثلاث رؤى فكرية مختلفة في تناول أزمة العقل العربي، كل منها ينطلق من خلفية معرفية وأيديولوجية خاصة، ويقترح مسارات مختلفة للنهوض الحضاري.
أولًا: محمد عابد الجابري: مشروع نقد العقل العربي: منهج الجابري تفكيكي تحليلي، يعتمد على تصنيف العقل العربي إلى ثلاث منظومات معرفية: البيان، العرفان، البرهان على إعادة بناء العقل العربي على أسس عقلانية مستمدة من التراث الفلسفي الإسلامي والمناهج الحديثة. وطرحه السياسي يدعو إلى عقلانية مغربية، ويعتبر الديمقراطية المدخل الأساسي للإصلاح. والانتقادات ضده أنه اتُّهم بتهميش مفكرين كبار مثل ابن سينا والغزالي، وبالتبسيط الجغرافي بين المشرق والمغرب.
ثانيًا: جورج طرابيشي – مشروع نقد نقد العقل العربي -منهج طرابيشي سجالي تفنيدي، يرد على أطروحات الجابري ويقترح بديلًا معرفيًا. وهدفه لدفاع عن وحدة العقل العربي الإسلامي، ورفض التصنيفات الجغرافية أو المعرفية التعسفية. وطرحه السياسي هو أنه يرى أن العلمانية هي المدخل الحقيقي للإصلاح، لا الديمقراطية فقط. ويتميز بأنه يُعيد قراءة التراث الإسلامي من منظور عقلاني شامل، ويُبرز تأثير الحديث النبوي والمعجزات على العقل المستقيل.
ثالثًا: حسن خليل غريب – مشروع نقد الفكر الديني والقومي -منهج غريب نقد مزدوج للفكر الديني التقليدي والفكر القومي العاطفي، مع دعوة لبناء مشروع قومي علماني عقلاني. وهدفه تحرير العقل العربي من سلطة التأويل الديني والأيديولوجي، وبناء دولة مدنية ديمقراطية. وطرحه السياسي هو أنه يرفض التداخل غير النقدي بين العروبة والإسلام، ويدعو إلى فصل الدين عن المشروع القومي. ويتميّز بأنه يُبرز مركزية المقاومة والتحرر في بناء العقل القومي، ويُعيد تعريف مفاهيم مثل الردة والجهاد والشورى. مقارنة موجزة 5-العلاقة بين المشاريع الثلاث معقدة: الربط بين مشاريع الجابري وطرابيشي وحسن خليل غريب بواقع الفكر العربي اليوم يكشف عن أزمة مركبة يعيشها العقل العربي، تتراوح بين الجمود المعرفي، الاستقطاب الأيديولوجي، والتراجع الحضاري. إليك كيف تتفاعل هذه المشاريع مع الواقع الراهن:
الجابري: أزمة العقل وبحث عن عقلانية بديلة: مشروع الجابري يظل مرجعًا في تفكيك بنية العقل العربي، لكنه يواجه اليوم تحديات جديدة مثل الرقمنة، العولمة، وصعود الشعبوية. ودعوته إلى عقلانية مغربية تواجه تراجعًا في الفكر النقدي لصالح الخطاب الديني أو الشعبوي. لذا في ظل الانقسامات السياسية، يبدو أن العقل السياسي العربي الذي نقده الجابري قد عاد بقوة، مما يعيد إنتاج نفس البُنى التي دعا إلى تجاوزها.
طرابيشي: نقد الاستقالة ومواجهة الأصوليات -مشروع طرابيشي في "نقد نقد العقل العربي" يكتسب أهمية متزايدة اليوم مع تصاعد الأصوليات الدينية والسياسية. ودعوته إلى وحدة العقل العربي الإسلامي تتحدى الانقسامات الطائفية والمذهبية التي تعمّقت بعد الربيع العربي. ونقده لفكرة الغزو المعرفي الخارجي يبدو أكثر واقعية اليوم، حيث الاستقالة المعرفية تأتي من الداخل: من التعليم، الإعلام، والخطاب الديني. حسن خليل غريب: مشروع قومي عقلاني في مواجهة التفكك رؤية غريب لمشروع قومي علماني عقلاني تكتسب راهنية في ظل تفكك الدول الوطنية، وصعود الهويات الفرعية. ونقده للتداخل بين العروبة والإسلام ينعكس في الواقع السياسي حيث الطائفية تهيمن على القرار القومي. ودعوته إلى تحرير العقل من التأويل الديني والأيديولوجي تواجه مقاومة من الأنظمة السلطوية والتيارات الشعبوية. كيف تتقاطع هذه المشاريع مع الواقع؟ رسم بياني لرؤى المفكرين الثلاث
#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العَرَب والمَوْجَة الثَالِثة من الإسْترَاتِيجِيَّات الأميركِ
...
-
الظاهرة الدينية والظاهرة الدينية السياسية (بدايات ومآلات)
-
فِي وَرْشَةِ رَسْمِ خَرَائِطِ مَصَالِحِ الأُمَّة فِي الوَطَن
...
-
نداء إلى حكومة العهد الجديد في لبنان إحذروا ملائكة أمراء الط
...
-
إِشْكاليَّة الِاسْتِقْوَاء بِالْخَارِجِ وَمَخاطِرها عَلَى ال
...
-
في إشكالية التجميد والتجديد في المناهج المعرفية العربية تبقى
...
-
اليوم التالي لولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية
-
دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الثالثة) (3/ 3)
-
دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الثانية) (2/ 3)
-
دونالد ترامب ليس مجنوناً (الحلقة الأولى 1/3)
-
أفكار في رسم خريطة طريق لحل استراتيجي لإشكالية الطائفية في ل
...
-
رؤية نقدية في راهنية المقاومة الإسلامية من مقاومة شعبية إلى
...
-
بعد نفاذ الطبعات القديمة لمشروع الشرق الأوسط
-
(هيفاء غزة) تفتش عن جثة أمها
-
الولايات المتحدة الأميركية على مفترق طرق بين الوطنية والتورا
...
-
الأقليات في العالم العربي جذور الأزمة وآفاق الحل *.
-
ما بعد طوفان الأقصى المتغيرات الدولية وإلغاء وظائف المشاريع
...
-
هل يلتقط العرب فرصة اللحظة التاريخية الراهنة؟ لماذا؟ ومتى؟ و
...
-
لملاقاة الاستحقاقات القادمة لبنان من دويلات الطوائف إلى الدو
...
-
التطبيع مع نظام ولاية الفقيه وجه من وجوه المخاطر الوجودية عل
...
المزيد.....
-
دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه
...
-
واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
-
تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور..
...
-
إدانات دولية لاستهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة والفاتيك
...
-
جمعية الشبان المسيحيين في القدس.. تاريخ طويل من الخدمة والدع
...
-
لوموند | اعتقال -عشرات- من -اليهود- في إسرائيل بشبهة التجسس
...
-
وزراء خارجية 11 دولة عربية وإسلامية يؤكدون دعمهم لسيادة سوري
...
-
-حلف الدم-.. كيف توظف إسرائيل الطائفة الدرزية في صراعها مع س
...
-
استهداف إسرائيلي مدروس للكنائس في غزة يهدف لتهجير المسيحيين
...
-
مسؤولون: الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة تعرضت لقصف مباشر
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|