أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوري حمدان - بين تعقيدات الداخل وضغوط الخارج.. الحكومة المقبلة على مفترق طرق














المزيد.....

بين تعقيدات الداخل وضغوط الخارج.. الحكومة المقبلة على مفترق طرق


نوري حمدان

الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 18:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو المشهد السياسي العراقي اليوم أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى، فحالة المخاض التي ترافق تشكيل الحكومة الجديدة تكشف حجم التداخل بين صراعات البيت الداخلي، وتقاطع الإرادات الإقليمية والدولية التي تحيط بمسار العملية السياسية. وبين ما يُقال في العلن وما يُتداول في الكواليس، تتشكل صورة معقدة لمرحلة تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة، وقدرًا مضاعفًا من الشجاعة.
يرى مراقبون أن قوى العملية السياسية، وخصوصًا القوى التي تمسك بثقلٍ واسع داخل مجلس النواب، لم تنجح بعد في تجاوز إرث الانقسامات القديمة، بل يبدو أن خلافاتها الداخلية باتت تُلقى بثقلها على مسار التفاهمات المتعلقة باختيار رئيس الحكومة ورؤساء السلطات الأخرى، وهو ما يدفع كثيرين إلى توقع تأخر الحسم إلى شهر نيسان المقبل، في ظل تزايد الهوة داخل البيوت السياسية الكبرى.
وفي الوقت الذي يُسجَّل فيه قدر من الرضا على الأداء الحكومي خلال المرحلة السابقة، خصوصًا على مستوى النجاحات الخارجية، فإن هذا الرضا لم يُترجم بعد إلى موقف موحد داخل القوى التي جاءت بهذه الحكومة. فالمخاوف تتعاظم لدى بعض اللاعبين من إمكانية توسع نفوذ رئيس الحكومة المنتهية ولايته، ما يدفعهم إلى التحفظ على منحه ولاية ثانية، ويرون فيه الحلقة الأضعف داخل توازنات الكتلة الأكبر لكونه لا يمتلك الأغلبية البرلمانية الكافية لضمان استمراره.
من جهة أخرى، تسود قناعة لدى محللين بأن البيئة الدولية ليست بعيدة عن حراك الداخل، بل إن القوى المؤثرة خارجيًا تعمل على إعادة تشكيل المشهد بطرق متعددة. فبينما يشير البعض إلى وجود محاولات لكسر وحدة القرار داخل القوى السياسية عبر الإشادة المحدودة بأداء الحكومة السابقة، يؤكد آخرون أن هذا الأسلوب يهدف إلى خلق شرخٍ داخلي يفضي إلى إعادة توزيع موازين القوة. وتبرز في هذا السياق مخاوف من تحركات بريطانية توصف بأنها "خطيرة" لخلق محاور متنافسة داخل الكتلة المهيمنة.
أما على مستوى السياسة الأميركية، فيرى مطلعون أن واشنطن لا تبدو منشغلة بأسماء المرشحين لرئاسة الحكومة بقدر اهتمامها بالمنهج الذي ستقوم عليه الحكومة المقبلة. فالمعيار الأميركي الواضح، كما يراه كثير من المراقبين، يتمثل في طبيعة التوجهات العامة للحكومة، لا في هوية من يقودها. وتذهب آراء أخرى إلى أن الولايات المتحدة تجد في كل عملية تشكيل حكومي فرصة لإعادة صياغة التأثير، وأن حضورها ظل ثابتًا في جميع الحكومات المتعاقبة.
وفي مقابل ذلك، تؤكد أطراف سياسية أن فصائل المسلحة ليست وكيلة لأي دولة، وأن قرارها يظل عراقياً خالصاً، حتى وإن كانت البيئة الإقليمية جزءاً من معادلة التوازن. كما يشير البعض إلى استعداد هذه الفصائل للقبول بخيارات التسليم أو الدمج، شريطة أن تتم وفق آليات وطنية لا تخضع لـ"المقاسات الخارجية". في المقابل، يُنظر إلى الدور الإيراني باعتباره أكثر مرونة في هذه المرحلة، ويتحرك بما يتوافق مع متطلبات المجتمع الدولي ومقتضيات اللحظة السياسية.
على الضفة الأخرى، تتصاعد الانتقادات الموجهة لآليات الترشيح داخل القوى الكبرى، وسط حديث عن فسح المجال أمام الطامحين والمغمورين للمنافسة على منصب رئاسة الوزراء، وهو ما يعكس ـ وفق بعض القراءات ـ غياب معايير واضحة تضمن اختيار الشخص الأنسب. ولا يخلو المشهد من تهكمات على ترشيحات تعكس خشية عميقة من تكرار تجارب سياسية سابقة أثارت خلافًا كبيرًا داخل تلك القوى.
ورغم هذا التشظي، تتفق معظم الاتجاهات على حقيقة واحدة: أن المكوّن الأكبر الذي يمسك بزمام المشهد السياسي يتحمل المسؤولية الأساسية عن إعادة ترتيب المرحلة المقبلة، وأن دوره يشكل رأس الرمح في إدارة التوازنات الوطنية والإقليمية. كما يُشار إلى أن جزءًا من هذا الدور يأتي من حرص بعض القيادات على الحفاظ على وحدة الصف الداخلي، في محاولة لضمان استقرار المشهد السياسي ومنع تفاقم الانقسامات.
في الخلاصة، تبدو الحكومة المقبلة ـ إن تشكلت ـ ثمرة صراع طويل بين إرادات الداخل وضغوط الخارج، وبين طموحات القيادات وهواجس المرحلة. العراق أمام منعطف يحتاج إلى صناع قرار يدركون أن اللحظة لا تحتمل المغامرة، وأن أي انقسام جديد قد يدفع البلاد إلى مسار أكثر تعقيدًا مما هي عليه اليوم. وبين التفاؤل والحذر، تبقى الأسئلة مفتوحة.. فيما تبقى الإجابات رهينة ما ستقرره القوى السياسية في الأسابيع والأشهر القادمة.



#نوري_حمدان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نون العراق.. حين يفتح المعرض بوابة الضوء
- المخدرات في العراق.. حين يتحوّل الخطر الصامت إلى تهديد وطني ...
- البلاد التي يعلو فيها صوت الخوف
- ماذا يراد من الكاظمي؟..
- رونگ سايد: خروج القوات الاجنبية
- رونگ سايد: گەندەڵ في ديوان العشيرة
- رونگ سايد: گەندەڵ بغداد
- رونكَ سايد: الناطق باسم المتظاهرين
- رونكَ سايد: استقالة عبدالمهدي
- رونكَ سايد: زيدان.. واستقلال القضاء
- رونكَ سايد.. برهم هل هو صالح
- رونكَ سايد: -مؤامرة-.. الفياض
- رونكَ سايد: الساعدي في الإمرة
- رونكَ سايد: المؤامرة في العقل العربي
- رونكَ سايد: الحلبوسي.. ما له وما عليه
- رونكَ سايد: نظام -سانت ليغو او ليكَو-
- رونكَ سايد: عيد الغدير
- متى يكفون عن استغلال معاناة الناس...؟
- الانتماء الجيني
- كثير الكلام لا يعمل...


المزيد.....




- إلغاء حق الجنسية بالولادة.. ماذا قال ترامب عن احتمال خسارة ا ...
- هل يبقى أحمد الشرع في السلطة -للأبد- وكيف يؤثر تاريخه بمستقب ...
- كوريا الجنوبية تنشر مقاتلاتها بعد دخول طائرات روسية وصينية م ...
- بيت لحم: شجرة الميلاد تضيء ساحة المهد رغم الجراح
- ذكرى سقوط نظام الأسد.. عودة إلى طفولة اختطفت وآلاف السوريين ...
- مقتل 67 صحافيا خلال سنة حوالى نصفهم في غزة
- المخ يغير وصلاته العصبية بالكامل 5 مرات خلال عمر الإنسان
- كيف تحولت شبابيك سوريا إلى أكبر منصة إعلامية خلال ردع العدوا ...
- اللواء الدويري: لهذه الأسباب تنقل إسرائيل قواعدها إلى الخط ا ...
- قلة النوم مرتبطة بانخفاض متوسط ??العمر المتوقع


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوري حمدان - بين تعقيدات الداخل وضغوط الخارج.. الحكومة المقبلة على مفترق طرق