أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل محمود - فيلم -الست- … علي صفيح ساخن














المزيد.....

فيلم -الست- … علي صفيح ساخن


عادل محمود
محامِ مصري

(Adel Mahmoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 10:29
المحور: الادب والفن
    


يعد فيلم "الست" ، من أكثر الأعمال السينمائية العربية المنتظرة في نهاية عام 2025، حيث يسعى لتقديم سيرة ذاتية شاملة لكوكب الشرق في وقت لا تزال فيه أم كلثوم تمثل علامة فارقة في تاريخ الغناء العربي، مما يضع الفيلم أمام تحد فني وجماهيري هائل، بين آمال المنتظرين ومخاوف المحبين لتراثها.

يقود المشروع أحد أبرز المخرجين المصريين في الوقت الراهن مروان حامد، بينما تولى كتابة السيناريو أحمد مراد، في تعاون فني يعد بإضافة بصمة حديثة على السيرة الذاتية لأم كلثوم. يتناول الفيلم أبرز المحطات في حياتها الشخصية والفنية، والعلاقات التي أثرت في مسيرتها، مع وعد بكشف جوانب وأسرار جديدة لم تطرح من قبل.

إلى جانب منى زكي في دور أم كلثوم ، يشارك في الفيلم نخبة من نجوم السينما المصرية، منهم عمرو سعد، نيللي كريم، أمينة خليل، أحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، مما يضيف بعدا جماهيريا إضافيا للعمل.

تواجه منى زكي تحديا مزدوجا في تجسيدها لشخصية أم كلثوم، فبالإضافة إلى الثقل التاريخي والفني للشخصية، هناك ذاكرة جماهيرية قوية مرتبطة بتجسيد سابق ناجح للفنانة صابرين في مسلسل "أم كلثوم" عام 1999، الذي حقق نجاحا كبيرا ولا يزال حاضرا في الوعي الجمعي المصري والعربي. هذه المقارنة التلقائية تضع منى زكي أمام اختبار صعب، خاصة أن المسلسل السابق قدم سيرة مطولة وحظي بقبول جماهيري واسع.

لا يغيب عن المشهد الفشل السابق الذي منيت به منى زكي عندما جسدت شخصية النجمة سعاد حسني في مسلسل "السندريلا" عام 2006، الذي تعرض لهجوم نقدي وجماهيري عنيف، وتبعاته التي لاحقتها لسنوات. هذا الإرث يجعل الجمهور متوجسا من قدرتها على تجسيد الشخصيات الفنية التاريخية بنجاح، ويضعها تحت مجهر النقد منذ اللحظة الأولى.

أثار الإعلان الترويجي للفيلم الذي طرح في نوفمبر 2025 موجة انتقادات واسعة، تركزت حول التباين الشكلي بين منى زكي وأم كلثوم الحقيقية، رغم الجهود الواضحة في المكياج والتقنيات المستخدمة. كما لوحظ أن طريقة حديث منى زكي في بعض المشاهد كانت مشابهة لشخصيتها السابقة "حنان" في مسلسل "تحت الوصاية"، مما أثار تساؤلات حول قدرتها على خلق شخصية مستقلة ومختلفة.

برغم الانتقادات، يبدو أن الجدل المحيط بالفيلم يخدم الحضور الإعلامي له، حيث تصدر كلمة "الست" مواقع التواصل الاجتماعي فور طرح الإعلان، مما وفر له انتشارا مجانيا واسعا. هذا النقاش الحاد، بين مؤيد ومعارض، يخلق حالة من الترقب والانتظار التي قد تتحول إلى دافع جماهيري لمشاهدة الفيلم عند طرحه، لمعرفة حقيقة مستوى العمل والأداء.

اختار صناع الفيلم استراتيجية عرض غير تقليدية، حيث سيتم عرض الجزء الأول منه (مدته 18 دقيقة) في مهرجان مراكش السينمائي، قبل العرض التجاري الكامل المقرر في 10 ديسمبر 2025. هذه الخطوة تسلط الضوء على الطموح الدولي للفيلم، وتستهدف النخبة النقدية قبل الجمهور العام، في محاولة لبناء شرعية فنية تعزز موقفه.

تواجه معالجة سيرة أم كلثوم على الشاشة تحديات جوهرية، فهي ليست مجرد فنانة عظيمة، بل تمثل مرحلة تاريخية ووطنية مهمة في تاريخ مصر والوطن العربي. هذا يجعل مهمة الكاتب أحمد مراد شاقة، حيث عليه تجنب فخ التكرار مع الأعمال السابقة، وتقديم رؤية جديدة تستحق الطرح، خاصة أن المسلسل السابق قدم الكثير من التفاصيل. السؤال الجوهري هنا: ما الجديد الذي سيقدمه الفيلم في سيرة كوكب الشرق؟

يشير ظهور عدد كبير من النجوم كـ"ضيوف شرف" في الفيلم إلى استثمار تجاري واضح، لكنه يثير تساؤلات حول إمكانية أن يطغى حضور النجوم على الحكاية الأساسية للفيلم، ويشتت انتباه المتلقي عن صلب الموضوع، وهو سيرة أم كلثوم. هذا التوازن بين المتطلبات التجارية والعمق الفني سيكون أحد مفاتيح نجاح العمل أو فشله.

يقف الفيلم عند مفترق طرق حاسم، فإما أن يحقق المعجزة الفنية وينجح في تقديم صورة مقنعة ومحترمة لأم كلثوم، مما سينقل منى زكي إلى مصاف أعلى، ويعوضها عن فشل "السندريلا"، أو أن يكرر نفس الأخطاء السابقة، مما سيعمق من الجدل حول قدرة صناع السينما المصرية على التعامل مع الرموز الفنية التاريخية باحترافية.

فيلم "الست" يمثل أكثر من مجرد عمل سينمائي عادي، إنه محاولة لاستعادة أسطورة واختبار للذاكرة الجماعية العربية. رغم كل الجدل والانتقادات، يبقى الأجدر بالجمهور والنقاد الانتظار حتى العرض الكامل للفيلم، ثم تقييمه بشكل موضوعي بعيدا عن العواطف المسبقة. النجاح لن يقاس فقط بالإقبال الجماهيري، بل بقدرة العمل على تقديم صورة متوازنة تليق بإرث أم كلثوم، وتضيف جديدا لرصيد الأعمال الفنية التي تناولت سيرتها، مع احترام ذاكرة المحبين ووعي الأجيال الجديدة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جورجيا ميلوني .. امرأة هزت عرش أوروبا
- -مستقبل الثقافة في مصر- ..بين أسطورة التنوير وأزمة النهضة ال ...
- متى تشعر الأنظمة الديكتاتورية بالقلق؟ .. الصراع الداخلي على ...
- التأشيرة والثورة .. جوستافو بيترو يهز عرش الإمبراطورية
- -ورقة جمعية- ...الأمهات اللواتي يصنعن العالم ثم يغيبن في صمت
- -ولاد الشمس- ... محمود حميدة وموسيقى الشر السيمفوني
- -قهوة المحطة- .. تراجيديا معاصرة في فضاء القهوة المظلم
- -6 أيام- .. سينما العاشق المتأخر
- عروستي .. حين يتوه الإبداع في متاهات الترفيه السهل
- فوز ممداني .. انعطافة سياسية في عاصمة المال الأمريكي
- مؤتمرا شرم الشيخ : سلام حقيقي أم حلقة مفرغة ؟ قراءة في استمر ...
- ن أجل زيكو : حين يضحكك الفقر وتخفى الحقيقة
- الأسرة في مرآة الشاشة ... من حلم جماعي إلى عزلة وجودية ، قرا ...
- العبودية المختارة .. الكتاب الذي هز عرش الطغاة
- قراءة في كتاب -الثورة المضادة في مصر
- العلاقة الاردنية السورية والقلق المشترك
- حوار مع الشاعر والكاتب المسرحي مهدى بندق
- الحضارة الشرقية غنية بأشكال ما قبل المسرح


المزيد.....




- وزير الثقافة الباكستاني يشيد بالحضارة الإيرانية
- تحقيق يكشف: مليارديرات يسعون لتشكيل الرواية الأمريكية لصالح ...
- زيارة الألف مؤثر.. بين تسويق الرواية والهروب من الحقيقة
- إبادة بلا ضجيج.. اغتيال الأدباء والمفكرين في غزة
- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل محمود - فيلم -الست- … علي صفيح ساخن