ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل
(Ahmad Ait Ouakrim)
الحوار المتمدن-العدد: 8549 - 2025 / 12 / 7 - 02:48
المحور:
سيرة ذاتية
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10158345663003474&set=pb.578003473.-2207520000&type=3
لم تعد الأيام تسير بالوقع نفسه، ولا الجسد يستجيب لنداءات صاحبه كما كان يفعل حين كانت العافية ظلاً وفيّاً لا يفارق. اليوم، تبدو الخطوات مثقلة، والنَفَس متقطّعاً، وكأن العمر يعلن — بلا مواربة — أن الرحلة بدأت تقترب من محطتها الأخيرة. فالأعمار بيد الله، غير أن الإنسان، حين يخونه البدن وتخذله الذاكرة ويضيق صدره بما كان يتّسع له، يشعر بأن نداء الرحيل صار قريباً، يمرّ قرب أذنه، ويتردّد في أعماقه.
لم تعد القدرة الصحية كما كانت، ولا الذهن ذلك البرق اللامع الذي كنّا نستند إليه لنتحمل ثقل الأيام. حتى الصبر الذي كان زاداً للمجالس الطويلة، وللأحاديث المكررة عشر مرات دون أن يرفّ الجفن، صار اليوم هشّاً، سريع التصدّع، قاب قوسين من الانفجار عند أول جملة تعاد… وكأن الروح نفسها فقدت جلدها.
إنّ السنّ والمرض لا يغيران تفاصيل الجسد فقط، بل يبدّلان طبائع النفس، ويهزّان ثباتها الداخلي. يصبح الإنسان أكثر حساسية، أقل احتمالاً للضجيج، سريع الاشتعال عند اللمس، وكأنه يختزن وجعاً طويلاً كان يخفيه تحت ابتسامة صامتة.
ومع ذلك، يظلّ الأمر كلّه على مراد الله. فالحياة لا تخطئ حين تغيّر نظرتنا للأشياء، ولا حين تهمس لنا بأن القوة ليست أبدية، وأننا — في نهاية المطاف — بشر من طين، تعصف بنا السنوات وتعيد تشكيلنا كما تشاء.
إنها لحظة مواجهة صريحة مع الذات:
أن نعترف بأننا لم نعد كما كنّا، وأن الرحلة في شطرها الأخير تحتاج منا هدوء يليق بمن عرف جوهر الحياة بعدما ذاق حلاوتها ومرارتها.
ومع أن الأجل بيد الخالق وحده، يبقى هذا الإحساس الداخلي — إحساس الوهن، وضيق الصدر، وغياب القدرة على الاحتمال — رسالة لا تخطئ، تقول لنا بصوت خافت:
رفقاً بأنفسكم… فقد تعب القلب قبل الجسد.
#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)
Ahmad_Ait_Ouakrim#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟