رسالة إلى التاريخ المحترم

ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل
(Ahmad Ait Ouakrim)

الحوار المتمدن-العدد: 4872 - 2015 / 7 / 20 - 00:59
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

"السيد المحترم : التاريخ

الموضوع: شكاية بشأن الوضعية القانونية لكاتبات وكتاب المحامين بالمغرب

سيدي المحترم التاريخ:
اليوم وبعد طول انتظار نرفع إليك هذه الشكاية ربما لأول مرة لكي نشتكي من وضعية "منظومة العدالة المغربية"، لأنك أنت الوحيد الكفيل بتدبير هذا الأمر الذي لم يعد أي أحد في بلدنا من محامين وهيئات المحامين والسادة نقباء المحامين والسيد وزير العدل ولجنة التشريع المغربية بالبرلمان قادرا على الحسم فيه، وذلك بجعل مهنة الكاتبات والكتاب مجرد مهنة هامشية، رغم ما يبدوا من تعاطف وتضامن من بعض الاساتذة وبعض النقباء والهيئات لكن كل ذلك لم يعطي أي نتيجة لهاته الشريحة المهمشة والمقصية سواء من طرف الشريك في المكتب والذي يعتبر رب العمل في نفس الوقت أو من الهيئات في حد ذاتها بصفتها الساهرة على اخلاقيات وادبيات المهنة التي تعتبر من انبل المهن على وجه البسيطة.
كل املنا ان تكون هذه المهنة مقننة وأن تكون نزيه ومستقيمة وشجاعة بما تحمل هذه الكلمات من معاني شتى تصب في إقامة مكاتب محاماة تسموا للقيام بمشاركة فعالة في التقدم والرقي للبلاد.

سيدي التاريخ عندما نتكلم عن شريحة كاتبات والكتاب المحامين بالمغرب ولم نركز على أي هيئة من الهيئات بالمغرب، لأننا نقصد مهنتة الكاتبات والكتاب على الصعيد الوطني وبدون استثناء أي هيئة من هيئاتنا في مغربنا الحبيب وبرمته:
وحلمية على عادتها القديمة الجديدة سائرة، وبشكل أكثر فظاعة وأكثر تنظيما وجرأة، وحليمة هي هيئات المحامين بالمغرب، أما عادتها القديمة فهي الاستغلال البشع لهذه الفئة، والتي للاسف تكتب مقالات اجتماعية وتسهر على مساطرها حتى أخر إجراء وهو تنفيذ الحكم او القرار، ودون ان تكون لها تلك الحقوق والمطالب التي تشتغل عليها لفائدة باقي الاجراء في باقي الميادين العملية.
وهذا ما سيؤدي إلى انهيار أخلاقيات وأدبيات مهنة المحاماة والذي سيؤثر على سير العدالة وعلى سيادة العدل كقيمة وطنية.
أصبحت النزاهة والموضوعية عملة نادرة. في التعامل بين الكاتبات والكتاب من جهة ومع المحامين من جهة ثانية فإذا كانت الشروط قد تجمعت من كل صوب وحدب، وصنعت لقاء النقابة الديمقراطية لكتاب المحامين بالمغرب، وتوجت اعمال الكاتبات والكتاب باللقاء الوطني للجمعية الوطنية لكتاب المحامين بالمغرب بمدينة اكادير والتي حضر نشاطها كل السادة الرئيس الاول لمحكمة الاستئناف باكادير بالنيابة والسيد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف باكادير بالنيابة والسيد رئيس المحكمة الابتدائية بانزكان الاستاذ المحترم عزيز الخو وكذا الاستاذ النقيب لهيئة اكادير والعيون الاستاذ النقيب محمد امين بيزولال وثلة من المحامين والكاتب العام لموظفي العدل باكادير وشخصيات فاعلة في المنظومة القضائية بالجهة.
واليوم إذا كنا نحن نعبر عن استيائنا ككاتبات وكتاب المحامين بالمغرب ونحمل جزءا من المسؤولية التي آلت اليها الوضعية لهذه الشريحة الى كل من الهيئات التالية:
- السيد وزير العدل بصفته المسؤول على قطاع العدل بكل مرافقه.
- هيئات المحامين بالمغرب بصفتها الممثلة لكل المحامين والمكاتب المتواجدة في حدود كل هيئة.
- مفتشية الشغل بالجهات التي لا تقوم بعملها على احسن ما يرام والى حد كتابة هذه السطور لا يوجد ملف لمكتب محام بهذا الخلل القانوني والمثمتل في عدم التصريح بالكاتبات والكتاب لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.
سيدي التاريخ المحترم، عاد الاستغلال البشع بشكل قوي وتتقوى شيئا فشيئا، ويتجلى ذلك في استغلال بعض الكاتبات والكتاب كمتمرنين في المكاتب دون ان ينالوا أي تعويض ولو رمزي من بعض المكاتب، مما يدفع باستقواء بعض المحامين والمحاميات على كاتباتهم وكتابهم بسبب وفرة اليد العاملة وخريجي الجامعات شعبة القانون والذي يعانون البطالة القاتلة في هذه الازمنة الاخيرة.
سيدي التاريخ نحترمك ونجلك ونعلم أنك ملم عالم جامع بما يدور في هيئاتنا وليس لدينا من الوقت لنحكي لك الحكايات والمعاناة التي تتخبط فيها هذه الشريحة باسثتناء القلة القليلة التي تتمتع بحقوقها كاملة.
يكفي أن نجد بعض الكاتبات والكتاب الذي قدموا استقالاتهم وغيروا مهنتهم هاته الى مهن اخرى، ومنهم بعض الكتاب الذي غيروا مهنتهم كمساعدين للمحاماة الى سواق شاحنات توزيع المواد الغدائية او العمل داخل شركات التلفيف وغيرها من المهن.
لنكن صرحاء، وعلينا أن نصرح ببعض مشاكلنا لأنه مستقبل قضائنا بصفة عامة ومهنة المحاماة بصفة خاصة اصبح قاب قوسين من الحضيض.
وكل من يحاول اليوم التستر على هذه المعضلة التي تعيشها هذه الشريحة المنتمية بطريقة غير مباشرة الى سلك القضاء فهو كمن يخفي مرض السرطان ومثل من يضع أبناءه وفلذات كبده على سكة الموت، وعلينا أيضا فضح كل من يقف وراء عرقلة العمل النقابي والجمعوي لهذه الشريحة مهما كان منصبه، لان همنا يعتبر من اهم المشاكل المطروحة على الفعاليات الساهرة على منظومة القضاء بالمغرب.
سيدي المحترم التاريخ إن إصلاح المنظومة القضائية بدون إشراك فعاليات اخرى تم اقصاءها بطريقة أو أخرى تعتبر مجرد ترقيع لهذه المنظومة القضائية التي لم تفيدها ب‘ي شيء يذكر.
اقصى موظفي العدل وممثليهم من المشاركة في المنظومة القضائية وكذا اقصاء كاتبات وكتاب المحامين لدليل قاطع على فشل المجهودات التي يريد البعض ان يبدلها من اجل الصالح العام لكن كل تلك المجهودات ستذهب سدى لأنها غير مؤسسة على اساس صحيح وسليم.
سيدي التاريخ المحترم: لا نريد أن نقول لك هل تعلم بأن الظلم منتشر يصنعه المال. أو هل تعلم أن المال يؤخذ من هذا ويعطي لذاك، هل تعلم أن حركة المال الخبيثة والقبيحة في عملية العدل هي التي جرت المغرب كله إلى هذا الوضع، أو هل تعلم أن الحق عاجز عن إسقاط الظلم والاعتداء، أو هل تعلم بأن الارتشاء و اللصوصية أصبحتا من صفات الذكاء والحداثة، وما عدا ذلك غباء ومسكنة.
ونختم هذه الرسالة إلى جناب السيد التاريخ المحترم، ونطلب منك أن تستعمل كل صلاحياتك، أنت الذي تتحكم في آلة العلاقات بين المهن وتطورها، ومن أبسط ما نطلب سن قاون منظم لمهنة كاتبات وكتاب المحامين، التي سوف تضع السكة الحقيقية لهذه المهنة المرتبطة ارتباطا وثيقة بمكاتب المحامين ومكاتب الضبظ بالمحاكم، وسيتجند لذلك الشجعان النزهاء والأكفاء المطلعين، ونعلم أنك قادر على وضع حل شرعي وقانوني لهذه المطالب البسيطة لهذه المهنة الشريفة التي تساعد القضاء بصفة عامة ومكاتب المحامين بصفة خاصة للقيام بالواجب المهني المنطوط بهذه المؤسسات القائمة الذات.

#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)       Ahmad_Ait_Ouakrim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات