أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايت وكريم احماد بن الحسين - أزمة ضمير كوكب بأكمله














المزيد.....

أزمة ضمير كوكب بأكمله


ايت وكريم احماد بن الحسين
مدون ومراسل

(Ahmad Ait Ouakrim)


الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 14:07
المحور: المجتمع المدني
    


حين يُحاصَر قاضٍ دولي… (بالمحكمة الجنائية الدولية) وتُكشَف هشاشة العدالة
نجد السؤال التالي يفرض نفسه لطرحه على المهتمين:
أين اختفى أنصار فلسطين هذه المرة؟
في لحظة تكشف هشاشة العالم أمام سطوة السياسة، وجد القاضي الفرنسي نيكولا جيو — أحد وجوه المحكمة الجنائية الدولية — نفسه محاصرًا خارج المنظومة المالية والرقمية العالمية، بعد العقوبات الأمريكية التي فُرضت عليه بسبب دوره في التحقيق بجرائم إسرائيل.
حادثة خطيرة في ظاهرها، لكنها أخطر بكثير في دلالاتها: إذ تُظهر أن العدالة الدولية قد تُشلّ بالكامل بمجرد أن تلامس الخط الأحمر الإسرائيلي.
لكن المفارقة ليست هنا فقط.
المفارقة الكبرى هي الصمت.
صمت الجمعيات.
صمت المنظمات.
وصمت أولئك الذين اعتادوا ملء الساحات العمومية في العالم اجمع هاتفين “فلسطين.. فلسطين” بينما اليوم كأنهم لم يسمعوا شيئًا.
بين الاحتجاج والتصوير… أين اختفى “المجتمع المدني الداعم لفلسطين”؟
حين يتعلق الأمر بمسيرة حاشدة أو وقفة فيها كاميرات كثيرة، يملأ “أنصار القضية” الشوارع.
لكن حين يُعاقَب قاضٍ دولي بسبب ملف فلسطين، حين تُهدَّد العدالة الدولية ذاتها، حين يُحاصَر رجل لأنه حاول وضع قادة الاحتلال أمام القانون… يسود الصمت.
وهنا يطرح السؤال نفسه بقوة:
هل كان كل ذلك الحماس من أجل فلسطين فعلًا؟
أم كان من أجل صورٍ تُنشر على شبكات التواصل، وافتخارٍ رمزي لا يكلّف صاحبه شيئًا؟
لأن من يدافع عن قضية لا يدافع فقط عن الضحية، بل عن كل من يحاول إنصافها.
ومن يناصر فلسطين حقًا، لا يسكت حين يُعاقَب قاضٍ وقف في وجه آلة الاحتلال.
فالقضية ليست راية تُرفع ساعة وتُنسى عند أول اختبار.
هل قضية القاضي جيو فعلاً “غير مهمة”؟
البعض يتساءل: ما علاقة محاصرة قاضٍ بالقضية الفلسطينية؟
والحقيقة أنها في صلب القضية.
فالقاضي جيو يُعاقَب اليوم لأنه:
• فتح ملفات جرائم حرب في غزة؛
• أصدر — مع زملائه — مذكرات توقيف تطال القيادة الإسرائيلية؛
• ورفض أن يطأطئ رأسه أمام نفوذ سياسي أو ضغط مالي.
إذا لم تُعتبر هذه القضية أولوية، فماذا تبقى من القضايا المصيرية الفلسطينية؟
وإذا كان الدفاع عن شخص يسعى للعدالة “تفصيلًا هامشيًا”، فكيف يمكن ادعاء الدفاع عن شعب كامل تحت الاحتلال؟
هل أصبحت المحكمة الجنائية الدولية مؤسسة بلا حماية؟
الواقعة تطرح سؤالًا أكبر وأكثر قسوة:
هل المحكمة الجنائية الدولية نفسها عاجزة وغير قادرة على حماية قضاتها؟
إذا كان قاضٍ واحد يمكن عزله ماليًا وتقنيًا بقرار سياسي،
فما الذي يمنع غدًا تعطيل التحقيق بالكامل؟
وما الذي يضمن ألا تُعاقَب المحكمة نفسها إذا تجرأت على فتح ملفات أخرى؟
إنها لحظة اختبار لمصداقية مؤسسة تدّعي أنها حامية القانون الدولي.
فإذا كان التحقيق في جرائم إسرائيل يتحول إلى “جريمة”، فأي معنى يبقى للعدالة؟
ومتى نكتب النعي الرسمي للقانون الدولي وللمحكمة التي يفترض أن تُجسّده؟
القضية ليس اختبارًا للقاضي جيو… بل هي للعالم بأسره
القاضي نيكولا جيو مجرد فرد، لكنه يمثل منظومة كاملة.
ومحنة هذا الفرد تكشف محنة أكبر بكثير:
محنة عالم يتحدث عن العدالة حين يريد، ويسكت حين يخاف، ويرفع شعارات فلسطين حين لا يدفع ثمنًا، ويختفي حين تقترب المواجهة من مراكز القوة.
وهكذا يصبح سؤال المستقبل واضحًا:
• هل يمكن لمحكمة لا تستطيع حماية قضاتها أن تحمي القانون الدولي؟
• هل يمكن لعالم يسكت اليوم أن يدّعي نصرة الحق غدًا؟
• وهل نستطيع بعد هذا المشهد أن نصدق أن “العدالة الدولية” ما زالت حيّة؟
هذه ليست مجرد أزمة قاضٍ… إنها أزمة ضمير كوكب بأكمله وهذه هي الحقيقة الصادمة



#ايت_وكريم_احماد_بن_الحسين (هاشتاغ)       Ahmad_Ait_Ouakrim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو الزفازف … آخر الرواة في ساحة سوق حمورابي البغدادي
- إشكالية الزمن القضائي في الممارسة المغربية: قراءة في مفارقات ...
- الاولويات المختلة
- مذكرة قانونية حول مشروعية النقاش بشأن إعلان حالة الاستثناء ف ...
- ترهات سياسية… وأوجاع عدلية
- حماية المال العام من الاخطاء الجسيمة المرتكبة من طرف الموظفي ...
- إعتدار لصاحبة الجلالة
- فضيحة من العيار الثقيل بالمحكمة الابتدائية بالصويرة المغربية
- خرافة القضاء الاكتروني في المغرب
- القضاء على القضاء في زمن الاعلامية
- مجرد رسالة
- رسالة إلى التاريخ المحترم
- الحياة الحلوة التي دنستها بعض الكائنات الحية
- اليوم ينعي المغاربة الرفيق احمد بنجلون
- vرضينا بالهم والهم ما رضا بنا
- كم صافع صفعة
- حين تغتصب الورود في وضح النهار
- خانها ذراعها قالت سحروني
- أنقدوا شباب 20 من فبراير
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من مجاعة في إقليم كردفان بالسودان
- تنبيه! تُدين حركة “لا ?يا كامپيسينا” بشدة الهجمة التي تعرضت ...
- اعتقال صوماليين في مينيابوليس وتقليص تصاريح العمل للاجئين بأ ...
- حملة مناهضة للمهاجرين تستهدف الصوماليين في مينيابوليس بعد تص ...
- تركيا تعلن عن اعتقال أكثر من 230 شخصًا بتهمة الانتماء لداعش ...
- حملة اعتقالات تستهدف مهاجرين صوماليين في مينيابوليس وتقليص م ...
- اعتقال صوماليين في مينيابوليس وتقليص تصاريح العمل للاجئين بأ ...
- حماس تتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وتدعو لفتح معبر رفح فورا ...
- اعتقال مواطن ومداهمات إسرائيلية في رام الله
- بعد إهانات ترامب.. اعتقال صوماليين في -حملة مينيابوليس-


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ايت وكريم احماد بن الحسين - أزمة ضمير كوكب بأكمله