أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - نماذج من الغباء الجزائري: أولا غباء النظام














المزيد.....

نماذج من الغباء الجزائري: أولا غباء النظام


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8545 - 2025 / 12 / 3 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغباء الجزائري سارت بذكره الركبان وأصبح ماركة مسجلة عالميا (made in Algeria)؛ وبذلك، فهو يستحق أن يكون موضوع دراسة علمية تتناوله في أبعاده وعناصره البيولوجية والسيكولوجية والسوسيولوجية وحتى الأنثروبولوجية والإثنية من أجل رصد تجلياته وانعكاساته على المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية: التعليم، الصحة، الرياضة، الثقافة والفن، البنيات التحتية، مستوى المعيشة، فن العيش، العلاقات الإنسانية... وهذه مهمة مراكز البحث العلمي والمختبرات العلمية المتخصصة.
وقد سيق لكاتب هذه السطور أن نشر أكثر من مقال في موضوع الغباء في الجزائر. وهاكم بعض الأمثلة: "الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟" (نشر بموقع "ميديا. كوم" بتاريخ 2 أبريل 2023)؛ "تحذير من العدوى بالغباء الجزائري" (نشر بموقع "أخبارنا" بتاريخ 24 أبريل 2023)؛ رسالة مفتوحة " موجهة للتونسيين تحذرهم من العدوى بالغباء الجزائري" (أنظر "الحوار المتمدن"، الموقع الفرعي لـ"محمد إنفي" بتاريخ 19 شتنمبر 2024) و"رسالة مستعجلة موجهة إلى منظمة الصحة العالمية: أنقذوا الجزائر من الحُمق الجماعي" (نفس الموقع بتاريخ 8 مايو 2024)...
ونحن، في هذا المقال، لا نسعى إلى الإساءة للجزائريين؛ بل هدفنا هو كشف الواقع أمامهم لعلهم يستيقظون وينفضون عنهم غشاوة الأوهام التي يستمرئون العيش فيها بفعل "بروباغندا" الإعلام الموجه من قبل النظام العسكري المتحكم في قدرات البلاد والجاثم على أنفاس الشعب (أنظر "استمراء العيش في الأوهام"، محمد إنفي، جريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 9 أكتوبر 2024).
لن نتحدث، في هذا المقال، عن كل نماذج الغباء التي تعبر عن نفسها في القرارات الرسمية وفي السلوكيات البشرية وفي الحوارات والمنصات والتلفزيونات والإذاعات والصحف وغير ذلك من المنابر والمؤسسات. سوف نخصص لهذا الموضوع عدة مقالات تتناول كل نموذج على حدة.
وسوف نبدأ بغباء النظام الجزائري الذي أصبح مكشوفا اليوم أمام العالم؛ ومن تجليات هذا الغياء أنه لا يستوعب التطورات التي تحصل في العالم؛ فهو لا يزال يعيش بعقلية مرحلة الحرب الباردة، ويبني سياسته على رد الفعل وليس على الفعل، ويعتمد على ديبلوماسية الشيكات والهبات وليس على الديبلوماسية الناعمة والديبلوماسية المتعددة الأبعاد (ديبلوماسية اقتصادية تقوم على الاستثمار، ديبلوماسية روحية، ديبلوماسية أمنية، ديبلوماسية رياضية...). وحتى في العلاقات الدولية، لا تبحث الجزائر على تنويع تحالفاتها؛ بل تضع بيضها في سلة واحدة. فهي لا تؤمن بأنه ليس هناك صديق دائم ولا عدو دائم. ولذلك، فهي فاشلة في علاقتها الدولية؛ فحتى الدول التي تعاقدت معهم على صفقات البترول والغاز بأثمنة زهيدة على أساس أن يدعموها في صراعها مع المغرب في قضية الصحراء، انقلبوا عليها وأصبحت تعيش اليوم عزلة قاتلة، بالإضافة إلى أن حدودها كلها ملتهبة.
وكل تصرفات النظام وقراراته تدل على غبائه سواء تحدثنا عن موكنه العسكري أو مكونه المدني. ولنا في الأرقام الخيالية والمشاريع الوهمية التي يقدمها الرئيس عبد المجيد تبون سواء في المحافل الدولية أو في خرجاته الإعلامية ما يكفي من الدلائل على غباء الرجل؛ ونجد في تدخلات الوزراء وخطب شنقريحة وعنترياته من القرائن والأمارات ما يدل على أن النظام بكل مكوناته وأتباعه كلهم في الغباء سواء. فلو كان في الجزائر حكماء وعقلاء ورجال دولة ونخب سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية...في المستوى لما وصل الوضع بالشعب الجزائري إلى ما هو عليه اليوم من وضع مزر اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا وحقوقيا وإعلاميا...
فلو لم يكن النظام الجزائري (وأبواقه أيضا مثل بونيف وبنسديرة وغيرهما) غبيا لما تمسك بقضية خاسرة لمدة خمسين أنفقوا من أجلها مال قارون كما قال عبد المجيد تبون. وبسبب قضية الصحراء المغربية التي جعل منها النظام الجزائري البليد قضية وجود، فقدت الجزائر كل أوراقها الخاصة بالصحراء الغربية المغربية. ورغم ثرواتها الطائلة (بترول، غاز، معادن ثمينة، أراض فلاحية شاسعة، ثروة بشرية هامة...)، فإنها تعيش اليوم على حافة المجاعة. لقد عجزت "الدولة" الجزائية الفاشلة عن بناء اقتصاد متنوع واكتفت بريع البترول والغاز، وفشلت في توفير أبسط المواد الغذائية للجزائريين؛ والطوابير ألا متناهية خير دليل على حدة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ونتحدى "النظام الجديد" أن يقدم لنا وزيرا أو واليا أو بوقا من أبواقه، خطابه مقنع وتحليله منطقي ومرافعته محترمة. وقد نعود إلى هذا الموضوع لما نتناول غباء النخب.
خلاصة القول، الغباء في الجزائر أصبح عملة رائجة في كل المجالات والسياقات. وسوف نتناول بحول الله لاحقا الغباء في الإعلام الجزائري الرسمي منه وغير الرسمي، ثم بعد ذلك سنتناول غباء النخب قبل أن نأتي على غباء نشطاء التواصل الاجتماعي.
مكناس في 3 دجنبر 2025



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نجاح المؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي خيب آمال ال ...
- في الجزائر خصاص مهول في رجال الدولة والنخب؛ فهل من أمل في إص ...
- المنظومة الانتخابية المرتقبة ورسائل المجلس الوزاري للشباب وا ...
- في خاطر خونة الداخل، تجار القضية وأبواق إيران
- تتمة اللمحة التاريخية عن الأزمات الداخلية لحزب القوات الشعبي ...
- لمحة تاريخية سريعة عن الأزمات الداخلية للاتحاد الاشتراكي للق ...
- على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي ...
- لا يوجد في العالم إعلام بقذارة وحقارة الإعلام الجزائري
- الإخوان المسلمون والحلم بالخلافة
- تجار القضية الفلسطينية في المغرب وخدمة الأجندات الأجنبية
- إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة
- ألا يحق لنا أن نشك في وطنية مغاربة إيران؟
- إخوان مسلمون أم إخوان مجرمون؟
- هل يعي عبد الإله بنكيران خطورة ما يتلفظ به؟
- وقاحة إدريس -البليكي والديبشخي-
- الكذب على الذات في دولة الطوابير
- عبد الابه بنكيران في حالة هستيرية قريبة من السعار
- رسالة مفتوحة إلى السيد محمد ربيع الخليع، رئيس المكتب الوطني ...
- سؤال يؤرقني منذ 7 أكتوبر 2023
- في بلد عاش دائما تحت عباءة الاستعمار، فعلى أية قيم تمت تنشئة ...


المزيد.....




- محكمة جزائرية تؤيد حكما بالسجن 7 سنوات بحق الصحفي الفرنسي غل ...
- تـونـس: أي واقـع لـلـحـقوق والـحـريـات؟
- فرنسا - الصين: أي اختراق سيحققه ماكرون في بيكين؟
- ما أسباب تأييد الحكم بسجن الصحفي الفرنسي كريستوف غليز سبع سن ...
- لأول مرة خارج إسرائيل... ألمانيا تبدأ بتشغيل نظام -آروو 3- ل ...
- معبر رفح بين خطة ترامب وخطوة إسرائيل
- -شبكات- تتناول تفاعل المنصات مع تهديدات روسيا وتعليق هجرة ال ...
- سوريا ومخاطر المستقبل
- من المستفيد من استهداف الصينيين بطاجيكستان؟
- خبير عسكري: إسرائيل عاجزة عن رسم خارطة أنفاق غزة بعد عامين


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - نماذج من الغباء الجزائري: أولا غباء النظام