أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (48)















المزيد.....

عن الطوفان وأشياء أخرى (48)


محمود الصباغ
كاتب ومترجم

(Mahmoud Al Sabbagh)


الحوار المتمدن-العدد: 8539 - 2025 / 11 / 27 - 21:37
المحور: القضية الفلسطينية
    


-شكيم ابن حمّور ودينة ابنة يعقوب
ورد في الإصحاح 34 سفر التكوين: "1 وَخَرَجَتْ دِينَةُ ابْنَةُ لَيْئَةَ الَّتِي وَلَدَتْهَا لِيَعْقُوبَ لِتَنْظُرَ بَنَاتِ الأَرْضِ، 2 فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَ الْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ، وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا. 3 وَتَعَلَّقَتْ نَفْسُهُ بِدِينَةَ ابْنَةِ يَعْقُوبَ، وَأَحَبَّ الْفَتَاةَ وَلاَطَفَ الْفَتاةَ. 4 فَكَلَّمَ شَكِيمُ حَمُورَ أَبِاهُ قَائِلًا: «خُذْ لِي هذِهِ الصَّبِيَّةَ زَوْجَةً». 5 وَسَمِعَ يَعْقُوبُ أَنَّهُ نَجَّسَ دِينَةَ ابْنَتَهُ" إلى آخر الإصحاح.
حين ألغت دولة الأمارات مشروع قرار في مجبس الأمن يدين الاستيطان، بعد تفاهمات أمريكية فلسطينية إسرائيلية (19 شباط 2023) ، وبعد أن اطمأنت إسرائيل أن الموضوع انتهى، خرج تصريح من مكتب نتنياهو "يدين" فكرة المشروع، إذ كيف يمكن للأمم المتحدة أن تدين قرار دولة ما تنوي إقامة مشاريع سكنية في بلدها؟ يعني معقول نقول للفرنسيين مثلاً ممنوع أن تبنوا بيوت في ضواحي مرسيليا.. طبعاً على افتراض أن إسرائيل دولة "طبيعية" مثل بقية دول خلق الله. أو هي كما يصفها مستر مايك بومبيو (17.02.2023) *، وعلاوة على إمكانية الدحض الجدلي لمزاعم مستر بومبيو، فكلامه يحمل من الركاكة ما يعوض حتى النظر إليه. وهكذا سوف يكون لمثل هذا السرد الإيديولوجي عنوان واحد يرى الإسرائيلي ضحية والفلسطيني معتدي ما يمنح إسرائيل الحق في عمل ما تريد بحجة "الدفاع عن نفسها". متناسين -عمداً- إن العنف الجوهري للمشروع الاستعماري الصهيوني مزق مساحة فلسطين وفضائها بطريقة تبدو غير مستردة. كانت الحجة الإسرائيلية التي تسوقها للغرب أن هذه "العمليات الأمنية" تستهدف "إرهابيين".. وهكذا سوف يقبل الغرب بهذا التبرير مع الطلب الخجول بـ "عدم المساس" بالمدنيين، من ناحية أخرى سوف يصبح هذا السلوك الإسرائيلي، تعميمياً ضد أي فلسطيني، طالما هو يرفض الاحتلال وسياساته.
ونحن نتحدث عن فلسطين لا ينبغي أن يغيب عن بالنا الطبيعة العنصرية لإسرائيل، ونذكر في هذا الصدد وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الفلسطينيين في اليوم الثالث من الحرب بأنهم "حيوانات بشرية". وبالنظر إلى إسرائيل بصفتها آخر مستعمَرة استيطانية في آسيا أو إفريقيا تحكمها قوانين ومؤسسات العنصرية، يرى الغرب في بقائها معقلاً أخيراً له لدعم العنصرية والاستعمار الاستيطاني خارج حدوده ضد الجحافل الهمجية غير الأوروبية المقاومة للسيطرة الاستعمارية التي تملك تصميماً قوياً للتخلص من هذه السيطرة . وفي حين يظهر التدخل العسكري الغربي المباشر المحتمل والمشاركة في الحرب لدعم إسرائيل ليس أكثر من خطاب وبروباغاندة واضحة ، تبدو المشاعر العنصرية التي تقف وراء هذا الدعم حقيقية تماماً.
يسعى هذا التحالف الغربي المحموم، بكل ما أوتي من قوة ومهما كانت التكلفة، إلى منع الفلسطينيين من نيل حريتهم. ولكن إذا كانت الأيام القليلة الماضية قد تمخضت عن شيء يذكر فلا بد أنه لا يمكن وقف السعي الفلسطيني من أجل الحرية ومقاومته للقمع الاستعماري. ومن ثم، تتطلب الاستراتيجية الإسرائيلية لعملية "الحرب على الإرهاب" وإدارة الصراع، القيام بحرب شاملة ليس عسكرية فحسب، بل لا بد من تضمينها مستويات أخرى متنوعة؛ مثل عناصر قانونية: تشريعات في الكنيست؛ وعناصر عسكرية: عمليات اغتيال مباشرة وإعدامات ميدانية وتطبيق منهجي لمنطق المسؤولية الجماعية والعقاب، وتدمير البيوت وقتل عائلات بأكملها دون تمييز بين مدني ومقاتل؟ وعناصر اقتصادية: فرض حصار وإغلاق معابر ومنع دخول البضائع. بالإضافة إلى عناصر دبلوماسية مثل: منع اتخاذ أي قرار ضد إسرائيل ومنع محاكمة القادة السياسيين أو العسكريين؛ وعناصر إعلامية تعمل على إفشال توليد أي حالة غضب بين الأوساط الشعبية الأمريكية والعربية والدول الحليفة لإسرائيل عن طريق الرقابة الإسرائيلية الصارمة على وسائل نقل الأخبار والمعلومات والحد من انتشار السردية البصرية عن الدمار الفلسطيني وتحييد، قدر الإمكان، الآثار المحتملة التي قد تعمل على ظهور موقف متضامن مع المعاناة الفلسطينية.. وغيره من العناصر التي ينبغي ممارستها وتنفيذها بحذر ودقة شديدين؛ دون كلل ولفترات قد تكون طويلة.
ولعل هذا يعيدنا إلى حملة "السور الواقي" في الضفة الغربية في العام 2002، والتي يعتبرها الخبراء العسكريون الإسرائيليون بأنها "أبرز مثالاً على حرب ناجحة ضد الإرهاب"، حيث سمحت تلك الحملة لقوات جيش الاحتلال بحرية العمل في أنحاء الضفة كافة "بما في ذلك مناطق "أ" و "ب".
ويمكن تعميم هذه الحالة إسرائيلياً، كما يزعم إيهود باراك، بالقول أن العرب (اقرأها الفلسطينيين) محكوم عليهم بالهمجية بينما تمثل إسرائيل -ومن خلال تقويمها الذاتي الباذخ- "طليعة الحضارة ضد الهمجية.. فهي بمثابة قصر وسط غابة". و "جدار حماية" للغرب. وهذا يتطلب منها أن تكون دولة "استثناء" حتى في اعتبار ممارسة الإذلال النفسي للفلسطينيين كجزء من الوجود اليومي لهم، فهم، أي الفلسطينيون، يقعون، بالنسبة لإسرائيل، في بؤرة غير مرغوب فيها أو في وجودها ويتم إظهارهم على أنهم دون مستوى البشر, وحوش, إرهابيين, وشياطين وكفار.
لا شك أن هذا الشعب لن يستسلم، وسيبقى يقاوم، ويجترح الحلول التي تناسبه دون إملاءات ولا وصاية، ولا شك أيضاً أنهم سوف يستثمرون، هناك، تجاربهم السابقة المتراكمة من العمل المقاوم الفردي والجماعي، مع الإشارة إلى أن الإصرار على التمسك بـ "جماهيرية" العمل المقاوم وحده للتأكيد على عفويته سوف يلحق به أفدح الخسائر ما لم ينتظم في عمل واع "بمعنى غير عفوي عند لحظة معينة" يتبنى استراتيجيات سياسية تستفيد من نتائج العمل المقاوم.
وإذن يمثل العمل المقاوم حالة اشتباك يومية مع تجمع المستعمرين في فلسطين، باعتباره مقاومة جماعية، وتنطوي المقاومة، فلسطينياً، على فعل مسلح بحكم الواقع والمواجهة، فمن لا يعرف هذه الإسرائيل، لا يمكنه أن يعرف معنى أن تبقى متخفياً أو مطارداً تنتظر طلقة جبانة تصيبك، أو عميل فاسد لكشف مكانك
لا يحتاج الأمر لأن تعرف عدوك، أن تكون فيلسوفاً ولا خبيراً في السياسة، ولا ثقافة عالية، فالثقافة مثل المقاومة هي فكر وجهد وعمل وهي قبل كل شيء التزام بعيد عن الغرور والإحباط والكسل والسقوط في " شعبوية" ضحلة لا تفرق فعلاً بين الفريكة والثقافة.
الصورة: شعار وحدة "دوفدوفان" الإسرائيلية للعمليات الخاصة العاملة في الضفة الغربية
.......
* يصف مارك بومبيو إسرائيل بأنها "ليست دولة احتلال" وهو بصفته، مسيحي إنجيلي، مقتنع وبعد اطلاعه على نصوص العهد القديم أنه " بعد 3000 سنة من الآن، وعلى الرغم من إنكار الكثيرين، فإن هذه الأرض [يقصد فلسطين الانتدابية المطابقة، بمحض الصدفة، لأرض الميعاد الكتابية] هي الوطن الشرعي للشعب اليهودي".



#محمود_الصباغ (هاشتاغ)       Mahmoud_Al_Sabbagh#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الطوفان وأشياء أخرى (49)
- قراءات في كتاب عصور الرأسمالية الأمريكية : تاريخ الولايات ال ...
- في معنى أن تكون فلسطينياً: -باراديم- الفعل السياسي والمعنى
- كيف يصبح الخوف مصنعاً لحكايات -الغولة-
- أنطولوجيا الخوف في ظل الدولة الأسدية
- من -الكيانية- إلى -الفلسطينيزم-: تحولات الوعي الفلسطيني بين ...
- المثقف السمسار والمستعمِر: التبعية والهيمنة
- ما بعد إيران: صعود نموذج -القوة الوظيفية- وانحسار استراتيجية ...
- رائحة الحياة الأولى: حكاية الجيوسمين
- إيران في عمق التداعيات والتحولات الجيوسياسية: هامش تحليلي
- حدود السلطة على النص
- العقوبات الاقتصادية على إيران: هندسة جديدة للشرق الأوسط
- ما بعد الطوفان : تفكك -الهلال الشيعي- والنظام الإقليمي الجدي ...
- من بلفور إلى ترامب: الدلائل الجوهرية
- الحصار الأخلاقي: عن عسكرة التفوق اليهودي في إسرائيل
- عن الطوفان وأشياء أخرى (47)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (46)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (45)
- عن الطوفان وأشياء أخرى (44)
- The Company You Keep حلم ثورة لم تأتِ


المزيد.....




- الأردن يعلن مقتل اثنين من مواطنيه -تم التغرير- بهما للقتال ف ...
- بعد عام على وقف إطلاق النار، -أم كامل- لا تفارق سماء لبنان
- الشرع يُقِرّ بأحقية الكثير من المطالب الشعبية: قيام سلطة مست ...
- خامنئي ينفي إرسال رسائل إلى واشنطن: الإدارة الأميركية ليست ش ...
- هل تستطيع أوكرانيا مواصلة القتال إذا انسحبت واشنطن؟.. خمسة ع ...
- صوت أبو عبيدة يعود إلى قلب إسرائيل ويثير الارتباك والذعر
- ما دوافع ماكرون للتجنيد -الطوعي- في زمن توتر الأمن الأوروبي؟ ...
- لديك مقابلة عمل؟.. إليك هذه النصائح
- ذاكرة النزوح اللبنانية: 76 عاما من التهجير والصمود المتكرر
- أوروبا تطالب بضمانات أميركية قبل اتفاق السلام لأوكرانيا


المزيد.....

- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمود الصباغ - عن الطوفان وأشياء أخرى (48)