|
|
أنطولوجيا الخوف في ظل الدولة الأسدية
محمود الصباغ
كاتب ومترجم
(Mahmoud Al Sabbagh)
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 23:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في زمن مضى في سوريا، وفي يوم يشبه هذا اليوم من عهد الدولة الأسدية، كنا نُجبر على الخروج من المدارس ومؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص في مسيرات جماعية تأييداً للقائد الخالد. كنا نخرج لنغني ونرقص وندبك.. وكان لزاماً التعبير عن فرط فرحنا الشديد، ومن غير المسموح التغيب أو التهرب أو المخاتلة، مهما كانت الأسباب والظروف. بل يجب المشاركة التامة والفعالة والقبول بترتيبات إعادة إنتاج صورة القائد في جسد الجماعة. وعلى كل شخص تأدية دوره كما لو يكون في مسرحية ضخمة وسيناريو معد مسبقاً، لا يجرؤ أحد على تعديله أو رفضه. كنا نعيش "عصر الخوف" بجميع المعاني الموصوفة والمتخيلة. إنه الخوف الجماعي والمجتمعي غير العادي. خوف منظم مبني على هياكل وأجهزة أمنية ومؤسسات الدولة والحزب والعشيرة والطائفة والريف... إلخ. خوف يتسرّب إلى اللغة والعلاقات اليومية، حتى يصبح الناس رقباء على أنفسهم وعلى بعضهم البعض. وفي الوقت الذي أعاد فيه النظام الأسدي تشكيل العالم الرمزي للسوريين، عبر تماهي حياتهم مع فروض الولاء، تبرز المفارقة القاتمة لمعنى الخوف في أنه عابر لجميع ما ذكر من هياكل ومبنى (طوائف وطبقات وإثنيات... وما إلى ذلك). في الواقع، لم نعد نتخيل أنفسنا خارج سلطة الخوف، لقد كان عامل توحيدي لنا بامتياز، يجمعنا تحت راية الرعب المشترك. خوف مطلق، أكثر منه تفصيلاً بروتوكولياً، وشكل من أشكال التعبئة النفسية، حتى ليعجز جورج أورويل عن وصفه لو كان بيننا. والأصل في القول، إن نهم الأنظمة الشمولية لا يتوقف عند التحكم بالأجساد، وإنما يمتد للمشاعر أيضاً. وفي تجربة الدولة الاسدية، بوصفها نموذجاً للاستبداد، كان الفرح الإجباري طقساً سياسياً لإظهار مشاعر الفرح في مسيرات حماسية وهتافات مبرمجة. بما يسمح بتحول السياسة إلى لاهوت من نوع خاص لشكل الطاعة العميقة والمستدامة والولاء إلى دين مدني - أي اختفاء الخوف خلف قناع البهجة يجمع بين الجسد والإيقاع والهتاف -. ولعل المفارقة الكبرى في الدولة الأسدية أن الخوف ( اقرأه الرعب الجماعي أيضاً) لم يفرضه السلاح والمخابرات فقط، وإنما جرى تعميمه اجتماعياً وانتقاله من حيّزه النفسي إلى فضائه البنيوي والسياسي، ومن حالة انفعال نفسي وفيزيولوجي إلى "نظام معرفة"، ومن ثم إلى "أداة حكم"، لتصبح السلطة هي التي تمنح الخوف معناه وتوزعه. وبهذا المعنى يفقد الخوف طابعه الأخلاقي*، ويتحول إلى ظاهرة محايدة أو تقنية أو نفسية أو اجتماعية بحتة، أي تجريده من معناه القيمي ومن علاقته بالخير والشر، أو بالمسؤولية الإنسانية. وسوف ينظر إليه بهذا المعنى، باعتباره آلية طبيعية في النفس أو أداة ضبط اجتماعي وسياسي. فيتحول إلى "شيء" يمكن فهمه وإدارته، والتغافل عن كونه حالة ضعف أو خطيئة أو ربما فضيلة قابلة للإدانة أو التمجيد. والأصل، أيضاً، في فلسفة الأخلاق النظر إلى الخوف من خلال ارتباطه بالقيمة الأخلاقية للفعل، فالخوف من العقاب مثلاً يعتبر دافعاً أدنى من الخوف من الخطأ ذاته. وحين ننزع الطابع الأخلاقي عنه، سنكف عن تقويمه أخلاقياً، وسنتعامل معه كحالة إنسانية لا تستدعي لوماً ولا مديحاً. أما من الناحية السياسية، فينظر إلى "نزع الطابع الأخلاقي" عن الخوف بما نصف به انتقال الخوف من كونه شعوراً شخصياً تجاه الظلم أو الذنب، إلى كونه أداة إدارة في يد الدولة أو السلطة. فيتحول إلى "تقنية ناظمة أو حاكمة"، بعيداً عن كونه "حالة ضميرية". وسوف تسمح هذه "التقنية" بنزع الصفة الأخلاقية عنه لعدم ارتباط وظيفته، الآن، بالحق أو الباطل، وإنما بالانضباط والسيطرة. كما أن تجريد الخوف من صيغته الأخلاقية على مستوى التحليل النفسي أو الاجتماعي، يشير إلى فهمه كاستجابة بيولوجية أو اجتماعية، وليس علامة ضعف أو خطأ في الشخصية. أي الانتقال من إصدار حكم أخلاقي عليه إلى تحليله كظاهرة طبيعية أو ثقافية. بكلام آخر: تحيل عبارة «نزع الطابع الأخلاقي عن الخوف» إلى تحول عميق في طريقة فهم العلاقة بين الإنسان والسلطة، وبين الأخلاق والسياسة. وهذا النزع يعني تحويل الخوف إلى بنية. والانتقال من سؤال السماح بالخوف إلى السؤال عن كيفية إنتاج هذا الخوف، ولمصلحة مَن يعمل، أو يخدم ؟ لقد عملت الأنظمة الشمولية على استنسال الخوف الجماعي المنظم كشرط موضوعي لبقائها. وهنا لم يعد يفهم في المستوى الأخلاقي، أي في المستوى اللاشعوري (إذ لم يعد الخائف يدان أو يتلقَّ الرحمة، لأن الخوف لم يعد ينبع من ضعف الضمير أو غياب الشجاعة، بل من بنية نظامية تصنع الرعب كوسيلة للبقاء). وعند هذه اللحظة يتحول الخوف إلى وظيفة سياسية، فيتوقف النقاش عن "جبن الناس" أو "خنوعهم"، ويبدأ الحديث عن طرق تصميم الخوف لمحاصرة وشل الإرادة الاجتماعية. وهو ليس خياراً على كل حال، لكنه صار، بالأحرى بيئة وجودية تفرضها السلطة على الأفراد بغية إعادة إنتاج خضوعهم باستمرار. وفي مستوى آخر من البنية يكون الخوف أداة ضبط فعالة. وحين تقوم السلطة باستخدامه لتنظيم المجتمع يتحول إلى بنية أساسية من المجتمع. فالدولة الحديثة، لم تعد تخيف الناس عبر القوة، بل عبر المراقبة والقانون والطب والمدرسة والخطاب الأخلاقي ذاته. لتنتج "خوفاً ناعماً" غير مرئي. (ليتأمل كل منا علاقته بطبيبه الخاص -إن وجد- وتراتبية أنظمة العلاج والتدريب على الطاعة.. والامتثال لأهل الاختصاص في أي شأن... إلخ). وعلى هذا سيكون نزع الطابع الأخلاقي عن الخوف جزء لا ينفصم من بنية "العلاقات السلطوية". ولا يعود ينتمي فقط إلى الأخلاق الفردية (أي لجهة السؤال اللاشعوري الشخصي: هل أنا جبان؟)، وإنما إلى تقنيات السلطة ( أي يتحول السؤال اللاشعوري الشخصي هنا إلى الكيفية التي تجعلني هذه البنية خائفاً؟). وهذا ما يجعل من الخوف أثراً "بنيوياً" من آثار السلطة بما يسهم في تفكك الفهم الأخلاقي الكلاسيكي له بوصفه نقيضاً أو نقصاً في منسوب الشجاعة. غير أنه ثمة أمر بالغ الأهمية، من جملة أمور عدة، لا بد من التطرق إليه.، فحين تبني السلطة الحديثة شرعيتها على "صناعة" الخوف (الخوف من عدو أو من وباء، أو إرهاب، أو مندسين... إلخ) فهي تنقله دفعة واحدة ليصبح إطاراً للوجود السياسي والسيادة، وينتهي من كونه موضوعاً أخلاقياً، فيعمل على تبرير الإقصاء والعنف تحت شعار الحماية. وهنا يصبح الخوف بنية ملازمة للاستبداد بهدف تبرير حالة "الاستثناء"، أي تعليق القانون بذريعة النجاة. وتتحول السلطة، بدورها، من كيان :يحمي" الناس إلى كيان "يصنع" خوفهم ليبقى هو الحامي. سينتهي الخوف من كونه خطيئة الإنسان ليصير بيئة منتجة للسياسة ذاتها، وخلفية وجودية تبرر استمرار السلطة ذاتها. وسوف يتحول إلى أحد مكونات التجربة الإنسانية. فالخوف هو الوعي الأول المبكر بالوجود، الإحساس بالهشاشة أمام المجهول، الشعور بأن الوجود ذاته مهدد دائماً بالعدم. فالإنسان، بخلاف الحيوان، لا يخاف فقط مما يراه، بل مما يتخيله ويعرف أنه قادم. التقطت الدولة الحديثة عمق هذا البعد "الأنطولوجي" للخوف، وحوّلته إلى مورد سياسي. فبدلاً من أن يكون لحظة مواجهة مع الوجود، صار إلى مسار ضبط، وجرى تحويل القلق الوجودي من سؤال عن المصير إلى آلية لإدارته. وحين تدعي السلطة حماية مواطنيها، فهي في الحقيقة تستثمر في قلقهم من التفكير الفناء، وفي خوفهم من المجهول (الموت، الفقد، الآخر... إلخ). فتعيد تعريف ما ينبغي للفرد أن يخاف منه (الأجنبي، المرض، الانهيار الاقتصادي، "العدو" الذي تصنعه له وسائل الإعلام). بهذا المعنى، يكون "نزع الطابع الأخلاقي عن الخوف" في حقيقته نزع الطابع الوجودي عنه أيضاً. لأنه حين يجري فصله عن الأخلاق، سيفصل أيضاً عن سؤال المعنى. ويتحول إلى منظومة قياس ويكف عن كونه تجربة وعي. إن ما فعله النظام الأسدي بإطباقه على سوريا (كل سوريا، بكل فيها من بشر وشجر وحجر )، إنما هو فعل قصدي لتحويل الخوف إلى جوهر بات مصاحباً للكينونة السورية المعاصرة، طوال النصف الثاني من القرن العشرين وما تلاه، أي إلى أنطولوجيا كاملة تحدد معنى في أن نكون سوريين في عصر الطغيان ضمن مناخ وجودي شامل يتخلل الجسد واللغة والذاكرة، ويعيد تعريفنا بصفتنا كائنات هشة مهددة يسكننا الرعب مثل ظلنا. لقد أعادت الدولة الأسدية بعد "التصحيح" صياغة علاقتنا بذواتنا وبالعالم من حولنا بخلقها واقع موازٍ، أرواحنا معلقة فيه بين سندان الخضوع ومطرقة النجاة. لقد صررنا نعيش في ظلنا، نقيس كلماتنا وفق ميزان الرعب، نمشي بمحاذاة الحائط على اعتبار أن النجاة تكمن في التخفي والإخفاء، مستسلمين لفكرة أن لا حياة خارج هذا الخوف. صرنا نعيش بحكم العادة، هكذا دون انتباه،، يركبنا ويتلبسنا الخوف في أغاني الصباح، وفي صور القائد الخالد المعلّقة فوق السبورة، وفي مسيرات الفرح الإجباري، وفي احتفالات الثورة والحزب، وفي حركات الجسد الجماعية** التي تحاكي طقوس العبادة. نجبر على صنع ( أو اختراع) فرح بلا روح، تحرسه عيون العسس والبصاصين . أنطولوجيا الخوف في سوريا ليست مجرد حالة نفسية أو سياسية، بل بنية شاملة تحدد مستويات الحياة كافة. فلم يعد يهم السلطة أن تحصل على الطاعة، وإنما تطور جشعها لطلب العبادة، والاستحواذ على ما نحسه ونتخيله بكل صدق... كنا نعيش يا سادة في خوف ينتج الزمن، والمعنى، والذاكرة. ..... *يعد فرانك فوريدي أبرز من تناول مسألة نزع الطابع الأخلاقي عن الخوف في السياق الثقافي والاجتماعي المعاصر، خاصة في كتابيه سياسات الخوف «Politics of Fear» (2005) و ثقافة الخوف«Culture of Fear Revisited» (2006) فالخوف عنده ليس أداة قمع سلطوية بقدر ما هو بنية ثقافية لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والمجتمع والأخلاق في المجتمعات المعاصرة[ الحديث هنا لا شك عن المجتمعات الغربية]، التي يرى فوريدي أنها دخلت مرحلة «ثقافة الخوف»؛ ليصبح هذا الأخير لغة مشتركة بين الدولة والإعلام والعلم والسياسة والحياة اليومية، نظراً لأن مجمل تلك البنى الفوقية لم تعد قادرة على إقناع الناس بالقيم أو الحجج أو الذرائع [ لعل هذا أحد أسباب شيوع نظرية المؤامرة]، ولذلك يجري تحفيز الجموع البشرية وقيادتهم وتحذيرهم من "الخطر" الذي صار هو المنطق الأخلاقي الجديد للمجتمع، وحل الحديث عن الأمن والسلامة محل ما سواه من قضايا الخير والعدالة والكرامة... إلخ. ومن هنا تحديداً يبدأ “نزع الطابع الأخلاقي عن الخوف” بدقة: إذ لم يعد الخوف مسألة مرتبطة بضمير أو بموقف أخلاقي، بل غدا معيار إداري وإعلامي لإدارة المجتمع. وهذا ما قاد فوريدي إلى استنتاج أن المجتمعات الليبرالية الجديدة أفرغت الخوف من مضمونه الأخلاقي بعد أن فقدت يقينها الأخلاقي. ولما كان الخوف -في الماضي- مرتبطاً بمعانٍ قيمية، مثل الخوف من الله ومن الظلم ومن العار ومن الخطيئة. فقد أصبح اليوم محايد (بمعنى عدم ارتباطه بالشرط الذاتي للفرد)، فصار يعني الخوف من الفيروسات، أومن التغير المناخي، أومن الإرهاب، أومن الشيخوخة، أو من السمنة، أو من فقدان الوظيفة… وما إلى ذلك. أي أنه لم يعد يقاس بمعيار الخير والشر، بل بمعيار “المخاطر" (risks) لينتقل، بالتالي، من المجال الأخلاقي إلى المجال التقني والإحصائي. أما السؤال التقليدي هل هذا الخطر هو خطر أخلاقي أو روحي أو إنساني، صار: ما احتمال أن يحدث هذا الخطر؟. ويعد هذا تحول خطير في طبيعة طرح الأسئلة ونوعيتها، كما يرى فوريدي، لأن الخوف لم يعد هو المحرك للضمير، أو أحد محركاته، بل تحول في الحقيقة إلى وسيلة لشل هذا الضمير. فعندما ينزع الطابع الأخلاقي عن الخوف، يصبح المجتمع أكثر قابلية للانقياد، لأنه لا يشعر بالذنب من خوفه ولا بالكرامة في مقاومته. مما يسهم في تراجع أفكار الشجاعة والتضحية والمسؤولية الفردية بسبب شيوع "ثقافة الحذر" بدلاً من "ثقافة الفعل". إلى جانب أن الخوف بحد ذاته آلية دفاع سلبية تعطل التفكير أو الحث على التفكير (لاسيما التفكير الأخلاقي). إن الانتقال إلى مرحلة تجنب المخاطر دون التفكير في درئها يمثل، في واقع الأمر، تدهوراً في الوعي المدني والسياسي، وسوف يتحول السلوك السياسي إلى ممارسة سلطوية بقصد "الحماية" تعمل باسم المجتمع الذي سيتنازل طوعاً أو قسراً عن منطق "الحرية" لمصلحة منطق "السلامة". وحين يدار الخوف بهذه الطريقة يصبح غير قابل للنقاش، وحين يجري قياسه كمياً يصبح من الصعب تجاوزه، وحين تقدم الدولة الحديثة والإعلام السائد الخوف بصفته "نصيحة صحية"، ستنشأ حالة اجتماعية من الاعتماد والوصاية، لأن الناس يبحثون غريزياً عمّن «يحميهم» وليس عمّن "يخيفهم"، وحين نُنزع الطابع الأخلاقي عن الخوف، نفقد قدرتنا على التمييز بين الخطر والشر، ويصبح الخوف لغة السلطة وننسى لغة الضمير. **لم تكن حالات الرقص الجماعي في الساحات سوى محاكاة لطقوس العبودية القديمة، حين يحتفى بالحاكم-الإله الذي يمنح الشرعية لوجود الجماعة، حيث يذوب الفرد، ويختفي كل وعي ذاتي بالأخص. وتتجلى لحظة إلغاء الوعي هذه بتحول الحضور من سياسي إلى محض حضور جسدي، ينتهي عندها التفكير لمصلح إيقاع الحركة الجماعية. المدهش أن كثيرين لم يجبروا على هذا الأداء. وإنما الخوف المتراكم جعل الطقس طوق نجاة لهم، ليصبحوا مرئيين أكثر، فينالون، بالتالي، الاستثناء من الشبهة، ولو مؤقتاً. وهنا يعمل الطقس بوصفه آلية ثنائية الوظيفة، تكريس الخضوع من جهة، ومنح الأمان (المؤقت) من ناحية أخرى، غير أن طقس الفرح القسري هذا يشبه، في العمق، ما سمّاه فوكو "تقنيات الجسد"، حيث تُعاد صياغة الطاعة بالانضباط الحسي. فكل جسد راقص في تلك الساحات كان يعاد تشكيله ليكون امتداداً لجسد الدولة، فيشارك في إعادة تمثيل سلطتها ضمن حيز عام مشبع بالرموز والشعارات[القصد بالحيز هنا، الفضاء حين يصبح له معنى ما]. فالطقس هنا يمثل بنية سلطة مصغرة، تُعيد إنتاج الخوف في هيئة احتفال لترتيب الحواس وفق منطق السلطة، وبترجمة الخوف إلى طقس، نكون أمام صياغة جديدة له على هيئة "جماليات" الفرح، ويغدو الرعب مادة عرض واستعراض. أما الصورة، فكانت "الكاهن الأعظم" . وجه الحاكم المعلّق في الشوارع والمدارس والمكاتب، ويكشف هذا الوجود البصري عن حضور يذكّر الجميع أن الدولة ترى وتراقب، وأن العين [السلطوية] لا تغيب. ومثلما صورته مرئية للجميع، يكون الخوف أيضاً مرئياً ويتجه نحو مركز واحد: القائد والثورة والوطن. هذا الثالوث المقدس الذي يشكل دائرة مغلقة، لا مكان للخطإ فيها. كما أن المعرفة الوحيدة المتاحة صارت -الآن- ملكاً للسلطة، وكل ما يُقال خارجها هو خطأ بالضرورة.
#محمود_الصباغ (هاشتاغ)
Mahmoud_Al_Sabbagh#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من -الكيانية- إلى -الفلسطينيزم-: تحولات الوعي الفلسطيني بين
...
-
المثقف السمسار والمستعمِر: التبعية والهيمنة
-
ما بعد إيران: صعود نموذج -القوة الوظيفية- وانحسار استراتيجية
...
-
رائحة الحياة الأولى: حكاية الجيوسمين
-
إيران في عمق التداعيات والتحولات الجيوسياسية: هامش تحليلي
-
حدود السلطة على النص
-
العقوبات الاقتصادية على إيران: هندسة جديدة للشرق الأوسط
-
ما بعد الطوفان : تفكك -الهلال الشيعي- والنظام الإقليمي الجدي
...
-
من بلفور إلى ترامب: الدلائل الجوهرية
-
الحصار الأخلاقي: عن عسكرة التفوق اليهودي في إسرائيل
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (47)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (46)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (45)
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (44)
-
The Company You Keep حلم ثورة لم تأتِ
-
عن الطوفان وأشياء أخرى (43)
-
ثمة مدزرة هنا :الصورة التي نزفت معناها
-
عن الطوفان وأشياء أخرى(42)
-
-الفلسطينزم- والسؤال الأساس للمثقف
-
تاجر البندقية: The Merchant of Venice أو سرديات الغنيمة
المزيد.....
-
الكوفية الفلسطينية تروي حكاية وطن عبر الموضة
-
طيران الإمارات تعلن تزويد أسطولها بخدمة -ستارلينك- للإنترنت
...
-
-أمالا-.. وجهة سياحية فاخرة للسفر المستدام في السعودية
-
متحف الوسائط الجديدة يفتح أبوابه ويعرض الفن الرقمي عبر تقنيا
...
-
مجلس الأمن يناقش مستقبل غزة اليوم: أبرز بنود وتفاصيل المقترح
...
-
بيان مشترك: محاكمة هدى عبد المنعم للمرة الثالثة
-
هل يزعجك أصدقاء أطفالك؟ إليك ثلاث نصائح
-
ألمانيا تعتزم استئناف تصدير أسلحة إلى إسرائيل
-
ترامب يدعم الإفراج عن المزيد من الملفات المتعلقة بقضية إبستي
...
-
هل يضغط ترامب على نتنياهو من أجل مصلحة بن سلمان؟ وما حقيقة م
...
المزيد.....
-
رواية
/ رانية مرجية
-
ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|