أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الحرب المربّحة والحرب المخسّرة !














المزيد.....

الحرب المربّحة والحرب المخسّرة !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8538 - 2025 / 11 / 26 - 22:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    



لو كان بالإمكان الحصول على صورة مكبّرة لحملات الاستعمار الاستيطاني في قطاع غزة و الضفة الغربية و جنوب لبنان و سورية لظهرت أمامنا ميزات مشتركة عديدة بينها من جهة و الحرب في اوكرانيا من جهة ثانية :
ـ من المعلوم أن الأطراف نفسها تشارك في النزاعين ، تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية ، و هي الدول الأوروبية الغربية ( دول الاتحاد الأوروبي ) و الدول التابعة لهم بالإضافة إلى جماعات المرتزقة ، خاصة المجيّشة في الأوساط الإسلامية الاصولية ، التي مثلت في الأصل ، مساهمة الدول الخليجية في الحرب الأفغانستانية 1979ـ1989 ضد الاتحاد السوفياتي و كانت منذ ذلك التاريخ و حتى يومنا هذا ، أداة رئيسة في دعم حملات الاستعمار الاستيطاني الغربي في تفكيك شبه الدولة العربية بين 1990 و2025 ، بدءا من العراق ووصولا إلى سورية . تحسن الإشارة بهذا الصدد استنادا إلى مصادر صحفية إلى أن عناصر مرتزقة ،من الجماعات الإسلامية المنخرطة في " الثورة السورية" المدعومة من الدول الغربية أرسلت إلى أوكرانيا في بداية الحرب هناك . على الأرجح أن مبرر الاستعانة بها ، هو كونها استقدمت ، إلى الثورة المذكورة، من بلاد القوقاز وغيرها من دول آسيا الوسطى ، المحاذية و المجاورة لروسيا .
ـ لكن اللافت للنظر أيضا ، في الصراعين في أوكرانيا و في بلاد الشام ، على وجه الخصوص ، هو أنهما في الأساس ، مشروعان للولايات المتحدة الأميركية بامتياز ، أرادت من ورائهما التمدد جغرافيا لاعتراض روسيا و الصين من جهة ، وإحكام هيمنتها على مصادر الثروات الطبيعية من جهة ثانية . و لعل خير دليل على ذلك يتمثل في الخطة التي وضعتها الإدارة الأميركية لكل منهما استنادا في أغلب الظن ، إلى جردة حساب تبين الربح و الخسارة .
من البديهي بهذا الصدد ، أن معطيات الميدان العسكري في أوكرانيا ليست في صالح المعسكر الغربي ، وبالتالي تبدو أهداف الحرب الأميركية في روسيا بعيدة المنال فخسائر أوكرانيا و الإتحاد الأوروبي كبيرة جدا و قد تتحول إلى هزيمة ساحقة ، مما دعا للاعتراف بالوقائع الموضوعية حفاظا على ما تبقى من أوكرانيا و من الإتحاد الأوروبي . هذا من ناحية أما من ناحية ثانية فإن الولايات المتحدة الأميركية لا تعتبر نفسها ، كما يبدو ، من بين "الخاسرين " في أوكرانيا ، و ربما تراودها الفكرة بان خسارة حلفائها في ينقص أرباحها ولكن لا يلغيها في حال تم التوصل إلى وقف الحرب ،فدول الإتحاد الأوروبي و قعت في أزمة اقتصادية خانقة و أوكرانيا تحتاج إلى إعادة إعمار ، و الولايات المتحدة الأميركية صاحبة تجربة في مجال إعادة الإعمار ، بعد خطة مارشال (1948 )لمساعدة الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية !
و في السياق نفسه ، طرحت الإدارة الأميركية ، خطة ثانية لمعالجة الوضع الذي تسببت به ، حتى الآن ، حرب السنتين التي أطاحت في ظاهر الأمر ، بشبة الدولة في فلسطين و لبنان و سورية و اليمن ، فتوفرت الشروط اللازمة و الضرورية لإعادة رسم خريطة هذه الأقطار ، السكانية و الجغرافية ، بحيث يتم إسكان المرحلين الناجين من الإبادة الغربية الصهيونية و إعادة إعمار المناطق التي طالها التدمير الشامل . لذا تضمنت الخطة تخيير شعوب هذه الأقطار المفجوعة بين الاستسلام و مواصلة الحرب ضدها حتى أتلافها او تبديدها .
خلاصة القول ، تحاول الولايات المتحدة الأميركية أيقاف الحرب التي أعلنتها على روسيا انطلاقا من أوكرانيا لأنها أيقنت أن الانتصار فيها مستحيل ، وان ارتهانها دول الإتحاد الأوروبي هو في هذا السياق تعويض مقبول و عقلاني .
و لكن الموقف في بلاد الشام و العراق و اليمن هو على عكس ذلك ، حيث تعتبر الإدارة الأميركية على الأرجح ، أن الانتصار الكامل و الساحق ممكن ، و ان الأهداف تكاد أن تكون جميعا في متناول اليد ، بعد أن انهارت المقاومات و سقطت كل الدفاعات. يتجسد ذلك بوضوح في الخطة الأميركية لمواصلة الحرب في الحاضر لتهيئة الظروف الملائمة مستقبلا لخلق أوضاع مختلفة عما كان قبلها , ،
و أخيرا يذكرنا لقاء الرئيس الأميركي مع و لي العهد السعودي ، بلقاء الرئيس روزفلت بالملك السعودي على ظهر الطراد الأميركي كوينسي في سنة 1945 ،عند انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حيث و قع الاثنان على معا هدة حلف كوينسي ، حصل من خلالها الأميركي على امتياز حصري باستثمار النفط في السعودية لمدة ستين عاما ، جددت في سنة 2005 لمدة مماثلة .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب المنفوشة
- الكيان المكسوح !
- الجاهلية الاستعمارية
- لا ثورة و لا تحرير !
- الوطن و الوطنية !
- هياج حكام الغرب !
- فائض المرتزقة !
- المسألة اللبنانية
- الشيعة و جبل عامل
- هيروشيما : الابادة في غزة و المجازر في سورية
- الصيادون و رعاة البقر
- خدعة -شرم الشيخ -
- الشارع الغربي و الشارع العربي
- شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -
- الحملات الصهيونية
- حزب الولايات المتحدة الأميركية !
- دولة واحدة لا دولتان !
- دولار النفط و الجيل الثالث
- زعامة الراسب في صفة !
- المجال الحيوي !


المزيد.....




- وزير خارجية لبنان يرد على تصريح مستشار خامنئي: -سيادتنا أهم ...
- إسرائيل تكشف -سرّها الأكبر- في المواجهة الأخيرة: كيف تعقّبت ...
- تقرير يُنذر بـ-مرحلة سوداء- في لبنان: ضربات إسرائيلية قد تقع ...
- الصراع الإسلامي-المدني وتداعياته على الحريات والمشهد السياسي ...
- انقلاب جديد في إفريقيا ... ضباط يستولون على السلطة في غينيا ...
- تنزانيا تلغي احتفالات الاستقلال وسط دعوات للتظاهر
- -مرسيدس بنز- تهدي عشاقها سيارة رياضية قادمة من المستقبل
- نواب ديمقراطيون يتهمون ترامب باستخدام -إف بي آي- لترهيبهم
- موقع استقصائي يكشف دور شركات النقل الأميركية في تمويل آلة ال ...
- فرك الوجه بقشور الموز.. هل يعادل تأثير حقن البوتوكس؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الحرب المربّحة والحرب المخسّرة !