أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الكيان المكسوح !














المزيد.....

الكيان المكسوح !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 20:38
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


امن المعلوم أن مفهوم "التبديل " يبطن قبول " الاستغناء " أو بتعبير آخر ، إن استبدال الشيء هو في الوقت نفسه التخلي عنه ، مؤقتا أو نهائيا ، و في مختلف الأحوال ، هو ضد التطوير والتحسين. مهما يكن فإن التفكر في هذه المسألة يقودنا حتما ، إلى البحث عن الأسباب التي تملي مثل هذا السلوك أو هذه التصرفات أو النقلات من جهة و عما إذا كانت هذه الأخيرة ضرورية و إجبارية ، أم أنها انعكاس لعادات و ميول ثقافية واجتماعية .
إننا نضع هذه التوطئة تمهيدا لمقاربة الأزمة الكيانية الاجتماعية و الوطنية في بلاد الشام ، من خلال النموذج اللبناني حيث اجتمعت و تداخلت في هذا القطر معظم عناصرها ، فصار فحصها واستخلاص النتائج و المصائر في متناول المراقب .
يمكننا القول بهذا الصدد أن " التبديل " و الهجرة " و " الترحيل " ، هم من الأمور العادية في متواليات عيش الجماعات ، قديما و حاليا ، بمعنى ان العلافة بين الناس من جهة و المكان من جهة ثانية ، تتمدد و تتراخى شيئا فشيئا في ظروف غير ملائمة ، إلى ان تنقطع . من البديهي اننا لا نستطيع الإتيان هنا بتفاصيل تاريخية ، لذا نكتفي بالإشارة على سبيل المثال ، إلى " الفتوحات الإسلامية " و إلى " الحروب الطائفية " التي نجم عنها ، جميعا ، حلول جماعاتٍ محل جماعاتٍ أخرى.
من المعروف في هذا السياق ، أن ملكية الفلاح اللبناني المتوسط كانت صغيرة ، حيث ظهر مبكرا أن انتاجه لا يغطي متطلبات العيش المتزايدة ، و في مقدمها كلفات تعليم الأولاد في المدرسة ، الضروري ، كون مجال الزراعة ، إذا بقي العمل فيها بنفس الطرق ، سيكون مغلقا في وجوهم . وهذا ما حدث في الواقع حيث لم تتوفر شروط تحسين هذه الطرق ، مما تسبب تدريجيا بهجرة من الريف إلى المدينة ، و أحيانا إلى بلدان بعيدة أوروبية و أميركية و إفريقية ، سعيا وراء تحصيل "المال " ، أو بكلام أكثر وضوحا وصراحة ، استبدلت الارض و البلاد بالمال . فكان طبيعيا أن تولد " ثقافة المال " إذا جاز التعبير ، وأن تطغى على " ثقافة الوطن ", لا سيما أن " الهجرة " الداخلية ، بين الريف و المدينة ، كانت عاملا مؤثرا في إفشال " التنظيم المدني " في الحد من انتشار الأبنية السكنية العشوائية في المدن و في تقصير البنية التحتية عن تغطية الخدمات المطلوبة ، نوعا و كما ،بإنصاف.
لا شك في أن " الهجرة " الداخلية ، الاضطرارية ، نتيجة أزمة معيشية ، أهملت او لم تستطع الفعاليات المحلية و سلطات شبه الدولة ، التصدي لها ، جهلا أو استجابة لتوجيهات أجنبية، تمثل انعكاسا " للثقافة المالية " التي المحنا إليها ، التي تشجع على " جمع المال و الإتجار " وتحويل " كل شيء معنوي أو مادي إلى " دراهم " ، مما جعل البلاد تشبه " سوقا تجاريا " تسودها الفوضى و الحيلة و السرقة .
مجمل القول ، أنه لم تكتمل خطة مشروع إقامة وطن في لبنان و ما "الخطوات التنفيذية "التي كانت تجري فعلا على الأرض في هذه المنطقة او تلك ، إلا خداع و ذر للرماد في العيون . لقد أقتنع المزارع في جنوب لبنان ، على سبيل المثال ، أن لا نصيب له في مياه نهر الليطاني لري أرضه ، و أنه إذا قطع أشجار التين و الزيتون و زرع " التبغ " حصد " المال عدا و نقدا " .
هكذا صارت الأرض بورا و لم تعد صالحة لغير الأبنية السكنية بأموال مصدرها حصريا الهجرة و التجارة و و الوظيفة الحكومية ، فاضمحل الإنتاج الزراعي كليا أو يكاد و توقفت الصناعات على جميع المستويات تقريبا ، مما سهل تضافر الظروف الملائمة لاستلاب الحياة سياسيا و اقتصاديا واجتماعيا ، تحت التهديد بالحصار و التجويع و القتل و التدمير لإجبار الناس على الرحيل و إخلاء المكان الذي لم يتحول إلى وطن !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجاهلية الاستعمارية
- لا ثورة و لا تحرير !
- الوطن و الوطنية !
- هياج حكام الغرب !
- فائض المرتزقة !
- المسألة اللبنانية
- الشيعة و جبل عامل
- هيروشيما : الابادة في غزة و المجازر في سورية
- الصيادون و رعاة البقر
- خدعة -شرم الشيخ -
- الشارع الغربي و الشارع العربي
- شريعة الغاب أو - العرض الأميركي -
- الحملات الصهيونية
- حزب الولايات المتحدة الأميركية !
- دولة واحدة لا دولتان !
- دولار النفط و الجيل الثالث
- زعامة الراسب في صفة !
- المجال الحيوي !
- معادلات عبثية !
- الطائفة الدينية السياسية و الإبراهيمية


المزيد.....




- لحظة وصول ترامب والأمير محمد بن سلمان لحضور منتدى الاستثمار ...
- ولي العهد السعودي يلتقي قادة وأعضاء في مجلس النواب الأمريكي ...
- غارات إسرائيلية جديدة على مواقع تابعة لحزب الله جنوب لبنان ب ...
- بعد موجة انتقادات واسعة.. الجزائر توضح خلفية تصويتها لصالح ا ...
- عرض في الشارع يحيي ذكرى نشطاء الديمقراطية في إسبانيا بعد 50 ...
- نتنياهو وكاتس في جنوب سوريا.. ما هي رسائل إسرائيل من هذه الز ...
- الحكم الذاتي… رؤية مغربية لحل دائم ومستدام
- ترامب مدافعا عن بن سلمان: لم يكن يعلم شيئا عن مقتل خاشقجي
- مصادر فلسطينية تؤكد إلغاء الاجتماع بين ستيف ويتكوف وخليل الح ...
- إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي.. إجراء إداري أم قرار سياسي؟


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - خليل قانصوه - الكيان المكسوح !