أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟














المزيد.....

هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ،احتاجت جمهوربة روسيا الاتحادية ، مركز الاتحاد السابق واكبر مكوناته ،لفترة نقاهة اسوعبت وامتصت خلالها صدمة لحظة الانهيار والتغيير الذي رافقها ،واعادت بناء مؤسساتها الدستورية والاقتصادية ، التي كانت تعاني الكثير من التردي في الاداء ، ومظومتها الاجتماعية بما يناسب وضعها الجديد . ان ما خسرته روسيا ، كعاصمة ومركز لثاني قطب في العالم (الاتحاد السوفيتي السابق ) هو مركزها في ميزان المعادلة الدولية التي كانت تقتسمها مع الولايات المتحدة الامريكية . ولم تكن خسارة موقع الموازنة والردع الدوليين ، خسارة روسية فقط ، بل كان خسارة دولية عامة ،تركت العالم ساحة مفتوحة لتفرد صناع القرار الامريكي واعادة رسم خارطة جديدة له ، وفق مقاسات مشروع الامبراطورية الامريكية . ان عودة المارد الروسي الى لعبة الموازنات الدولية ، حاجة دولية قبل ان يكون مطلبا روسيا لحماية مصالحها الستراتيجية في العالم . تمتلك روسيا من الاسلحة النووية ما يتيح لها تدمير الولايات المتحدة خمسين مرة . وتمتلك من الاسلحة الستراتيجية (الصواريخ على وجه الخصوص) ما يكفل حماية كامل مساحتها ويزيد .وبغض النظر عن حقيقة الاسباب التي تقف خلف (كمون) روسيا للستة عشر عاما الماضية ، واكتفاءها بدور المراقب للعبة التوازنات الدولية ، فان روسيا مازالت تمتلك من الوسائل والادوات (العسكرية والستراتيجية) ما يؤهلها للعب دور مؤثر في اعادة التوازن الى ميزان العلاقات الدولية ،وسحب بعض البسط من تحت اقدام الوحش الامريكي الذي اصابه وهن الشيخوخة السياسية ، قبل وهن مؤسسة الجيش ـ كأفراد ـ في حروب اداراته السياسية المجانية ، وغير المجدية في حساب الشارع الامريكي . وقريبا من هذه الصورة ، يبدو ان مشاكل روسيا تشابه منظومة المشاكل الامريكية الانفة الذكر، وتزيد عليها بالمشكلة الاقتصادية التي افرزتها السياسات الطائشة (اقتصادية ـ سياسية) للقيادات الاستبدادية للاتحاد السوفيتي السابق والمظومة البيروقراطية لاجهزتها السلطوية . ولكن ومع ذلك ، فان فترة نقاهة الستة عشر عاما التي قضتها روسيا خارج ميزان اللعبة الدولية ، قد اعادت للدوائر الروسية والسيد بوتن القدرة والثقة في العودة الى معترك الموازنة الدولي ، مدعوما بحزمة نت المميزات اللوجستية ، بالمقارنة مع الولايات المتحدة ، والتي يقف في مقدمتها:
1ـ اعادة ترصين مؤسسة الجيش الذي لم يشارك في حرب منذ حرب الاتحاد السوفيتي السابق على اافغانستان .
2ـ العودة الى (حضيرة) القبول الدولي ، بعد التخلي عن الايديولوجية الشيوعية والتحول الى النهج الليبرالي ونظام اقتصاد السوق ، على الاقل بالنسبة للدول التي كانت تربط مواقفها السياسية بنهجها العقائدي .
3ـ اقتصار تشكيلة الجيش على العنصر الروسي الذي تربط افراده عناصر الوحدة الوطنية ، بدل تشكيلة القوميات المتعددة (الولاءات المتعددة قوميا) ؛ وخاصة فيما يتعلق بالدول الصغيرة التي ضمت بالقوة او استسلاما ليمنة الاتحاد السابق ، والتي كانت غير راضية عن عملية زجها في حروب (روسيا)الدولية التي لاناقة لها فيها ولاحمل . بوادر العودة الروسية جاءت على اثر نشر الصواريخ الستراتيجية الامريكية في بولندا وجمهورية التشيك ، التي نصبت كسد دفاعي لحماية شرق اوربا من الصواريخ الايرانية بعيدة المدى ، بحسب التبرير الامريكي ، والموجهة ـ كعملية احتواء استباقية ـ ضد حالة التململ الروسي باتجاه العودة لملء كفة الموازنة العالمية ، والتي ظلت فارغة طوال الفترة السابقة . الرد الروسي على عملية نشر الصواريخ الامريكية في بولندا والتشيك ، والذي جاء على لسان الرئيس بوتن وقائد قوة الصواريخ الستراتيجية ، وبغض النظر عن مدى جديته ، يحمل نذر حرب باردة جديدة بين العملاقين النوويين ـ تملك الولايات المتحدة من الاسلحة النووية ما يتيح لها تدمير روسيا ثلاثمئة مرة ،بلغة الاعلام السياسي على الاقل . واذا ما سلمنا بصحة هذه القراءة فان الدخان الذي أخذ بالتصاعد من قمقم المارد الروسي يحمل ـ للمرة الاولى في تاريخ الدولة الروسية الجمهوري ـ رائحة البخور المهدئة للهواجس والوسواس في نفوس اغلب قادة دول العالم وشعوبها ، على امل ان يكون هذا المارد ولو بنصف حجم الطرح والصلف الامريكي الذي اخذ بالتقافز ـ كالدجاجة الرعناء التي تحمل ببيضتها الاولى وتعوزها خبرة وضعها ـ في كل مكان ، ليفاجئه المخاض (كدجاجتنا سابقة الذكر) على اشد مناطق الارض عراءا وصلابة !الوضع الدولي الذي ملئته الولايات المتحدة ضجيجا ورصاص وازمات ومشاكل ، في رايي ، على اهبة الاستعداد لعودة روسيا الى ساحة التوازن الدولي ، ولو على اجنحة حرب باردة جديدة تهدأ من غلواء راعي البقر الذي يرفض الاقتناع بان حبل صيده المتين قد تآكل الكثير من خيوط نسيجه ، وهي امام اعين كل من راقب ويراقب تجربة حرب احتلال العراق .



#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في سبيل بناء مجتمع مدني
- على حافة الراس
- لبنان في ميزان الهيمنة الاقليمي
- ايران و استراتيجية بوش الجديدة
- ايران وحلم الضيعة العراقية
- مكافآت الصبيان
- لعبة حظ على طاولة الطعام
- حرب العراق الاهلية .. الوجه والقفا
- حصيلة العراق من النظام الجمهوري
- عبث في قطار آخر الليل
- عواصمنا العربية وبعبع الثقافة
- كفانا نمارس السياسة حربا
- غباء اليمين المزمن
- احزابنا السياسية ومسؤولية بناء المجتمع
- اشكاليات الرواية العراقية
- فرائض ضلالاتي
- من قتل جلوريا بيتي ......؟
- استراتيجية الشرق الاوسط الجديد واعادة رسم جغرافية المكان
- من اجل تكريس قواعد الحوار المتمدن
- التخبط الامريكي في العراق


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - هل نحن على اعتاب حرب باردة جديدة؟