مروان فلو
الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 15:58
المحور:
القضية الكردية
وسط تعقيدات الحرب السورية المستمرة، برزت تصريحات الجنرال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية، كخارطة طريق محتملة لإعادة بناء الدولة السورية على أساس ديمقراطي شامل يحترم حقوق جميع المكونات، بما فيها الكُرد والسريان والعرب وغيرهم (١).
الاعتراف بالمكونات والتعددية
يركّز عبدي على أن أي دستور جديد يجب أن يعترف رسميًا بالهوية القومية للمكونات المختلفة، خصوصًا الكُرد، ويضمن لهم:
اللغة والتعليم والثقافة: السماح بالتعليم باللغات الأم، وتوفير وسائل إعلامية ومؤسسات ثقافية لكل مكون.
المشاركة السياسية: تمثيل عادل في المؤسسات التشريعية والتنفيذية.
الحقوق المدنية: حماية الحقوق الفردية والجماعية في إطار دستوري متساوٍ.
يعتبر عبدي أن هذا الاعتراف ليس مطلباً كُردياً فقط، بل شرط أساسي لاستقرار سوريا وإعادة بناء الثقة بين مكوناتها المختلفة.
اللامركزية كأساس للحكم
في رؤيته، يشدد عبدي على ضرورة بناء نظام لا مركزي يتيح للمجالس المحلية والحكومات الإقليمية إدارة شؤونها بشكل مستقل ضمن إطار دستوري موحد (١).
اللامركزية، بحسب عبدي، تشمل:
إدارة التعليم والصحة والخدمات الأساسية محليًا.
مشاركة المجتمعات المحلية في وضع السياسات الأمنية والاقتصادية.
ضمان أن القرارات المركزية في دمشق لا تُفرّغ المناطق من سلطتها أو مواردها.
هذه النقطة تعكس فهمًا عميقًا أن الحلول المركزية لم تعد قابلة للتطبيق في سوريا الحديثة، خصوصًا في المناطق ذات التعددية القومية والدينية.
دمج القوى المسلحة ضمن الدولة
تتضمن رؤية عبدي أيضاً دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن هياكل الدولة الرسمية، بحيث تكون جزءاً من القوات المسلحة السورية، مع الحفاظ على صلاحياتها المحلية لحماية أمن المناطق الشمالية والشرقية (١).
الهدف هو إيجاد توازن بين الشرعية الدستورية والقدرة على الدفاع عن المجتمعات المحلية.
هذه الخطوة ضرورية لتجنب أي فراغ أمني قد يُستغل من قبل جهات مسلحة أخرى.
تحديات تنفيذ الرؤية
رغم وضوح الرؤية، تواجهها تحديات كبيرة:
مقاومة دمشق للتغييرات الهيكلية: رفض أي شكل من أشكال اللامركزية أو الاعتراف بالقوة العسكرية المحلية.
التعقيدات الإقليمية والدولية: تركيا، على سبيل المثال، ترى في أي توسع للسلطة الكُردية تهديدًا للأمن القومي.
الثقة المجتمعية: بناء توافق بين مكونات متعددة على دستور واحد يتطلب إرادة حقيقية ونضج سياسي.
الخلاصة
تصريحات مظلوم عبدي تقدم رؤية طموحة لسوريا المستقبل، مبنية على التعددية، المشاركة، والاعتراف بالمكونات المختلفة.
هذه الرؤية، إذا ما نُفذت، يمكن أن تشكل نموذجاً لدولة متعددة القوميات في الشرق الأوسط، وتوفر إطاراً لحل طويل الأمد للصراعات الداخلية التي طالما عرقلت استقرار البلاد.
++++++++++++++++++++++&&&
المراجع
(١) تصريحات مظلوم عبدي حول دستور سوري جديد يضمن حقوق جميع المكونات – Hawar News.
#مروان_فلو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟