أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تحليل: ما وراء تحذير ترامب لهاكان فيدان في اجتماع الشارقة















المزيد.....

تحليل: ما وراء تحذير ترامب لهاكان فيدان في اجتماع الشارقة


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 20:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان فلو- ١٣/١١/٢٠٢٥
مدخل
ينظر الأتراك بإيجابية إلى مشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في اجتماع الشارقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبرين أن الدعوة دليل على مكانة تركيا السياسية. إلا أن المعطيات تشير إلى أن الصورة مغايرة تمامًا لما يروَّج؛ إذ يبدو أن الاجتماع كان أقرب إلى استدعاء وتحذير أميركي لأنقرة، لا تكريمًا دبلوماسيًا لها (١).

الوقائع والمعطيات
أولًا، تؤكد تقارير إعلامية أن هاكان فيدان عقد اجتماعات في واشنطن مع كبار المسؤولين الأميركيين لبحث الملف السوري، حيث قدّم عرضًا عن الموقف التركي. وصرّح بعد اللقاء قائلاً:
«في الواقع، نشهد نمطًا كهذا. إذا لم تُدار المشاكل في الشمال والشمال الشرقي والجنوب بعناية فمن المحتمل أن تنشأ مشكلة تتعلق بسلامة البلاد الإقليمية ووحدة أراضيها.» (١)
وفي موضع آخر من تصريحه قال:
«من الأهمية بمكان أن يكون البلد موحدًا وشاملاً، وأن يتمتع الجميع بأمن حياتهم وممتلكاتهم، وألا تتعرض مختلف الجماعات العرقية والدينية لأي ضغط في هذا الصدد.» (١)
الملاحَظ أن لهجة فيدان تغيّرت جذريًا مقارنة بتصريحاته السابقة، التي كانت تتضمن تهديدات مباشرة تجاه القوى الكردية. فقد بدا في هذه المرة أكثر هدوءًا وواقعية، مما يعزز الانطباع بأن واشنطن ضغطت عليه لتغيير نهجه (٢).
كما أشارت تسريبات دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة قد تبادلت معلومات مسبقة مع إداريين كرد قبل الاجتماع، ما يعني أن الاجتماع جاء في سياق تحذير مباشر لأنقرة بعد ملاحظات أميركية متزايدة حول عرقلة تركيا لجهود دمج مناطق شمال وشرق سوريا ضمن الدولة السورية (٣).

اتفاق 10 مارس وموقف واشنطن
تزامن هذا اللقاء مع الحديث عن اتفاق 10 مارس بين وفود كردية وسورية بدعم أميركي، وهو اتفاق يُنظر إليه بوصفه حجر الأساس لمسار الدمج السياسي والإداري للأكراد ضمن الدولة السورية (٤).
وتشير بعض المصادر إلى أن أنقرة أبدت امتعاضًا واضحًا من الاتفاق لأنه يضمن حقوق الكرد والأقليات ويعتمد تسمية "سوريا" دون الإشارة إلى "الجمهورية العربية السورية"، وهو ما رأت فيه تركيا اعترافًا غير مباشر بالإدارة الكردية (٥).
بعد اللقاء، بدا أن هاكان فيدان اضطر لتخفيف لهجته والقبول بمخرجات الاجتماع، بعدما أكد ترامب على ضرورة الالتزام بمسار التكامل السوري وعدم عرقلة اتفاق 10 مارس.
تقول مصادر دبلوماسية إن ترامب أجبر فيدان على القبول بمضامين الاتفاق، وهو ما انعكس لاحقًا في خطاب فيدان الذي أصبح أكثر توافقًا مع الرؤية الأميركية (٥).

تحليل الموقف: أنقرة من المبادِر إلى المتلقّي
التحوّل في اللهجة: انتقل الخطاب التركي من لغة التهديد إلى لغة التطمين. تصريحات فيدان الأخيرة، بنبرة حذرة، تُظهر أن تركيا أصبحت في موقع الدفاع أكثر من الهجوم.
التراجع أمام الضغط الأميركي: الاجتماع لم يكن بروتوكوليًا، بل أقرب إلى جلسة مراجعة وتوبيخ سياسي، خصوصًا بعد استياء واشنطن من دور أنقرة في تعطيل مسار دمشق–روج آفا.
البعد الكردي: استمرار واشنطن في دعم فكرة "التكامل الكردي السوري" يجعل تركيا أمام معادلة صعبة: إما القبول بالأمر الواقع أو المجازفة بتوتر أوسع مع الإدارة الأميركية.
تبدّل الأولويات الأميركية: انسحاب جزئي للقوات الأميركية من سوريا (٦) يرافقه انتقال لسياسة "الدمج بدل الانفصال"، وهو ما يتطلب ضبط الدور التركي كي لا يُعرقل إعادة التوازن في الشمال.

لماذا هذا التحوّل مهم؟
لأن الخطاب التركي الجديد يعكس بداية تراجع في موقف أنقرة الصلب تجاه الملف الكردي–السوري.
لأن الولايات المتحدة، بضغطها على فيدان، أرسلت رسالة واضحة مفادها أن التكامل السوري يجب أن يمضي قدمًا دون تدخل تركي مباشر.
لأن واشنطن تسعى لتسوية تحفظ وحدة سوريا وتقلص من نفوذ القوى الإقليمية على أراضيها، وفي مقدمتها تركيا وإيران.
وأخيرًا، لأن المؤشرات تشير إلى أن فيدان خرج من الاجتماع محذرًا لا مكرّمًا، وأن ما جرى لم يكن لقاء مجاملة بل تحذيرًا استراتيجيًا صريحًا.

تداعيات محتملة
من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تحولًا تدريجيًا في السياسة التركية تجاه الملف السوري، خاصة في التعامل مع القوى الكردية في الشمال.
قد تتجه أنقرة إلى ضبط تدخلاتها العسكرية لتجنب الصدام مع واشنطن، مع التركيز على الحلول الدبلوماسية بدلاً من العمليات الحدودية.
كما قد تسعى تركيا إلى فتح قنوات غير مباشرة مع دمشق لضمان وجودها في المعادلة السياسية المقبلة، خصوصًا إذا ما بدأ تنفيذ اتفاق 10 مارس فعليًا على الأرض.
أما على الصعيد الأميركي، فسيُنظر إلى هذه الخطوة بوصفها نجاحًا في تليين الموقف التركي وتوسيع قاعدة التفاهمات الإقليمية، في حين ستسعى القوى الكردية لاستثمار هذا المناخ في تثبيت مكاسبها السياسية والإدارية ضمن إطار وطني موحّد.
كل هذه التطورات تشير إلى أن اجتماع الشارقة بين ترامب وفيدان لم يكن مجرد حدثٍ عابر، بل نقطة انعطاف قد تعيد رسم التوازنات الإقليمية في شمال سوريا لعقدٍ قادم.
++++++++++++++++++++++&&&
المراجع
(١) وكالة الأناضول – "وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يعرض الموقف التركي في واشنطن حول سوريا", 2025.
(٢) Le Monde – "Kurdish integration offers hope for Syria s reconstruction", 17 يونيو 2025.
(٣) Al-Monitor – "US warns Turkey over interference in Kurdish-Syrian integration talks", 2025.
(٤) Rudaw.net – "Tripartite meeting after March 10 agreement emphasizes Kurdish-Syrian unity", سبتمبر 2025.
(٥) Reuters – "Syrian Kurdish YPG should stop delaying Syria integration, Turkey says", 13 أغسطس 2025.
(٦) The Washington Post – "U.S. begins troop drawdown in Syria as allies boost new government", أبريل 2025.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديانة الإيزيدية وامتداداتها التاريخية والجغرافية: دراسة في ...
- من زنزانة إمرالي إلى أفق السلام: لماذا حرية أوجلان تعني حرية ...
- تركيا وتزييف التاريخ الكُردستاني: محاولات ممنهجة لإعادة صياغ ...
- فوز أول أمريكية كردية في مجلس مدينة بيلفيو… انتصار للهوية ال ...
- بين مشروع أوجلان الإنساني ومشاريع الخرائط الممزقة: من أجل شر ...
- التحركات الدبلوماسية التركية: قراءة في تداعيات زيارة هاكان ف ...
- التعايش بين المكوّنات – نحو دولة تعددية تُدار بالمساواة الكي ...
- حين تتكلّم الجبال: اللغة الكُردية والذاكرة المنهوبة في ظلّ ص ...
- بين سيفر ولوزان: التحولات الراهنة في القضية الكُردية وإمكاني ...
- عثمان بايدمير بين أنقرة وروژآفا وإقليم كوردستان: تقاطعات الم ...
- إعادة تشكيل الدولة السورية بين مشروع اللامركزية الديمقراطية ...
- قسد تفرض شروطها: طريق مسدود مع دمشق واستعدادات مفتوحة للحماي ...
- الجزيرة الكُردية: حضور تاريخي راسخ في سياق التكوين السياسي ل ...
- افتتاح جمعية عثمان صبري للثقافة والتراث في دمشق: تكريم للذاك ...
- تحليل بصري و سياقي لحجر منسوب للأتراك القدماء: بين الحقيقة و ...
- الساسانيون وسرقة التراث الكردي: كيف أعاد القوميون الفرس والم ...
- من الدوحة إلى العالم: الأمم المتحدة تضع حقوق الكُرد وعديمي ا ...
- بين الدين والهوية: الانتفاضة الكردية التي أرعبت أتاتورك
- اللغة والهوية: حق إنساني مشروع للشعب الكُردي في إطار العدالة ...
- ماذا يجري في عفرين؟: تحليل إخباري–أكاديمي مفصّل


المزيد.....




- إحباط محاولة اغتيال مسؤول روسي رفيع في مقبرة.. أجهزة الأمن ا ...
- اقتحم السجادة الحمراء.. معجب يندفع فجأة نحو أريانا غراندي وس ...
- كيت بلانشيت تدعم الموضة المستدامة بإطلالة -ريش نباتي- في ميو ...
- سامي حمدي الصحفي البريطاني الذي احتجزته دائرة الهجرة بأمريكا ...
- ليس عملاً سهلاً… لماذا قد يرغب أي شخص في أن يصبح المدير العا ...
- عملية -الرمح الجنوبي-.. الولايات المتحدة تطلق عملية عسكرية ض ...
- الفيضانات تجبر رجلا تايلانديا على العيش فوق سطح منزله لأسابي ...
- أمريكا توافق على أول صفقة أسلحة لتايوان منذ عودة ترامب والصي ...
- قتلى في هجوم واسع على كييف وروسيا تسقط عشرات المسيرات
- واشنطن توافق على أول صفقة أسلحة لتايوان منذ عودة ترامب للحكم ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان فلو - تحليل: ما وراء تحذير ترامب لهاكان فيدان في اجتماع الشارقة