من الدوحة إلى العالم: الأمم المتحدة تضع حقوق الكُرد وعديمي الدولة في صلب أجندة العدالة الاجتماعية

مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8515 - 2025 / 11 / 3 - 20:55
المحور: القضية الكردية
    

تقرير تحليلي خاص
أعلنت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة أنالينا بيربوك أن قمة العدالة الاجتماعية التي ستُعقد الشهر المقبل في الدوحة ستتناول قضايا الشعوب عديمة الدولة، وفي مقدمتها الكُرد والدروز، مؤكدة أن العدالة لا تُقاس بالجنسية بل بالكرامة الإنسانية (1).
وتُقام القمة تحت شعار "عدم ترك أحد خلف الركب" في وقتٍ تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالهجرة وانعدام الجنسية، حيث تسعى الأمم المتحدة إلى بلورة مفهوم أكثر شمولًا للحقوق الاجتماعية يتجاوز حدود الدولة القومية (2).

العدالة بلا هوية سياسية
خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السفير القطري لدى الأمم المتحدة، قالت بيربوك إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يستثني أحدًا:
"الإعلان يُسمّى عالميًا لأنه لا يحتوي على بندٍ يستثني عديمي الجنسية أو المنتمين إلى أصلٍ أو دينٍ معيّن" (3).
وأكدت أن الحق في الكرامة والحياة هو للجميع، مشيرة إلى أن القمة ستكون منصة لتبادل الخبرات بين الدول حول كيفية تمكين الفئات المهمشة من الوصول إلى حقوقها الأساسية (4).

التعليم والصحة كحقّ إنساني شامل
لفتت بيربوك إلى أن بعض الدول تتيح التعليم والرعاية الصحية حتى لغير الحاصلين على جنسية، معتبرة ذلك نموذجًا عمليًا لإمكانية تحقيق العدالة الاجتماعية خارج الإطار القومي (5).
كما أشادت بدور وكالة الأونروا في تقديم التعليم والرعاية الصحية للاجئين الفلسطينيين، مؤكدة أن قرار المحكمة الجنائية الدولية الأخير أعاد التأكيد على أهمية الأونروا ودورها الإنساني (6).

العدالة الاجتماعية شرطٌ للسلام
وربطت بيربوك بين العدالة الاجتماعية والاستقرار العالمي، قائلة:
"لا سلام دائم دون عدالة اجتماعية. عندما يفقد الناس الأمل، تنشط الجماعات الإرهابية لاستغلال اليأس" (7).
وشددت على أن الفقر والبطالة وغياب الفرص تشكل جذورًا للنزاعات والهجرة القسرية، ما يجعل العدالة الاجتماعية أساسًا لعالمٍ أكثر استقرارًا وأمنًا (8).

الكُرد نموذجًا للعدالة الغائبة
يرى مراقبون أن إدراج قضية الشعوب عديمة الدولة في أجندة الأمم المتحدة يمثل تحولًا نوعيًا في المقاربة الأممية لحقوق الإنسان، حيث لم تعد الهوية السياسية محور النقاش، بل الحق الإنساني في الكرامة والمشاركة والتنمية (9).
ومن المنتظر أن تفتح قمة الدوحة الباب أمام رؤية جديدة تضع حقوق الكُرد وغيرهم ضمن إطار العدالة الاجتماعية العالمية (10).

خلاصة
تسعى الأمم المتحدة من خلال قمة الدوحة إلى إعادة تعريف العدالة الاجتماعية بوصفها حجر الأساس للسلام والتنمية المستدامة. وإذا نجحت في ترجمة شعارها "عدم ترك أحد خلف الركب" إلى خطوات عملية، فربما يكون ذلك بداية لعصرٍ جديد من المواطنة الإنسانية العابرة للحدود (11).
+++++++++++++++++++&&&
المراجع
مؤتمر صحفي لرئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، نيويورك، 31 تشرين الأول/أكتوبر 2025.
بيان البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، 2025.
تصريح بيربوك لمراسل روداو، الأمم المتحدة.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة، 1948.
تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، 2024.
المحكمة الجنائية الدولية، لاهاي، 2025.
أجندة التنمية المستدامة 2030، الأمم المتحدة.
وكالة الأنباء القطرية (قنا)، تشرين الأول/أكتوبر 2025.
مركز سياسات العدالة الاجتماعية، جنيف، 2025.
تقرير روداو حول قمة الدوحة، أربيل، 2025.
كلمة بيربوك الختامية، الأمم المتحدة، 2025.

#مروان_فلو (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل