أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - حين تتكلّم الجبال: اللغة الكُردية والذاكرة المنهوبة في ظلّ صعود العربية














المزيد.....

حين تتكلّم الجبال: اللغة الكُردية والذاكرة المنهوبة في ظلّ صعود العربية


مروان فلو

الحوار المتمدن-العدد: 8521 - 2025 / 11 / 9 - 13:59
المحور: القضية الكردية
    


في المشرق، لا تُقاس الأزمنة بالتواريخ وحدها، بل باللغات التي ظلّت تُقاوم الفناء. وبين هذه اللغات تقف الكُردية بوصفها واحدة من أقدم لغات المنطقة وأكثرها رسوخًا في جغرافيا لا ترحم. إلا أنّ صعود العربية بصيغتها الفصحى – كما نعرفها اليوم – جاء لاحقًا، وبفضل جهود علماء ونُسّاخ ومترجمين من شعوبٍ متعددة، كان الكُرد أحد أعمدتها الأساسية.
المسألة هنا ليست خصومة لغوية.
بل سؤال تاريخي:
من يكتب السرد؟ ومن يُمحى حضوره من النص؟
العربية بصيغتها المقعّدة والمضبوطة التي تُدرّس اليوم، تشكّلت على مراحل متأخرة:
النقاط على الحروف أُقرت في أواخر القرن الأول الهجري (1).
التشكيل جاء بعده بقرن تقريبًا (2).
علامات الترقيم دخلت في القرن العشرين، واعتمد تدريسها رسميًا عام 1932م (3).
أي أن ما يُسمّى اليوم "الفصحى" ليس لغة جاهزة أزلية، بل لغة مُصطنعة تاريخيًا، تمت صناعتها عبر مدارس النحو والتقعيد.
هنا يظهر السؤال:
إذا كانت العربية الحديثة قد تبلورت لاحقًا، فمن أين أتت رصيدها اللفظي والمعجمي؟
الجواب يكمن في اللغات التي سبقتها في نفس الرقعة:
الكُردية، الآرامية، الفارسية، السريانية.
ولكن الكُردية تحديدًا ظلّت حية، متداولة شفاهة وكتابة، بعكس لغات اندثرت أو تحولت جذريًا. ولهذا كانت هي الأكثر حضورًا في الاقتراض اللغوي.
الاقتراض… أم محو الذاكرة؟
لم يحدث الاقتراض بوصفه تبادلًا طبيعيًا فقط، بل رافقه خطاب إنكار.
فالكلمة الكُردية التي كانت متجذّرة في الجبل والوادي والمأكل والملبس والطقس، أصبحت تُقدّم كأنها عربية أصلًا.
يكفي أن تُضاف إليها “الـ” التعريف… لتُعلن ملكيتها الجديدة.
الأصل الكُردي
معناها
الصورة في العربية الحديثة
بروسك
برق
البرق
بوستان
حديقة
البستان
كومار
جماعة / مجتمع
جمهور
بولاد
حديد صلب
فولاذ
كه له
حصن مرتفع
قلعة
نموونه
مثال
نموذج

هذه ليست كلمات متناثرة، بل نظام ذهني كامل.
الكلمة الكُردية مرتبطة بالطبيعة مباشرة: الجبل، النار، الأنهار، الريح، الحصاد، المطر.
وحين تنتقل، تنتقل العالم الذي داخلها.
لكن حين تُعرَّب ويتم إنكار أصلها، لا تُمحى الكلمة فحسب…
بل يُمحى صاحب الأرض.
لماذا الإنكار؟
لأن الاعتراف بأن العربية استفادت من الكُردية يعني الاعتراف بأن:
الكُرد كانوا موجودين قبل تشكل العربية الحديثة.
لهم ذاكرة ثقافية مستقلة.
لم يكونوا "أتباعًا" في التاريخ، بل شركاء وصناعًا.
والسرد السائد يريد الكُرد أقل من ذلك:
شعبًا هامشيًا بلا لغة، ليصبح بلا تاريخ.
اللغة ليست زينة… بل أرض
حين تُصادر اللغة، يُصادر ما يتجاوز الصوت والمعجم:
يُصادر الإحساس بالوجود.
الكُردي اليوم هو الوحيد الذي يستطيع تفكيك الكلمة وشرحها من جذورها الحية، لأن الجذر ما زال ينمو على لسانه.
أما ملايين من الشعوب التي تتكلم كلمات ذات أصل كُردي في إيران وأفغانستان وطاجيكستان والعراق وتركيا، فقد نسيت جذورها.
النسيان ليس صدفة.
إنه سياسة.
خلاصة
العربية الحديثة ليست نقيضًا للكُردية، لكنها ثمرة زمنية لاحقة استفادت من اللغات التي سبقتها في الجغرافيا نفسها.
الاعتراف بذلك لا ينتقص من العربية، بل يُعيد للتاريخ اتزانه، وللكُرد ذاكرتهم التي حاول البعض محوها عبر “الـ التعريب”.
فاللغة ليست ملك من يتكلمها بصوت أعلى،
بل ملك من حملها من جد إلى حفيد… دون انقطاع.
إ
++++++++++++++++++&&&
المراجع
ابن النديم: الفهرست.
السيوطي: المزهر في علوم اللغة.
أحمد زكي باشا: الترقيم وعلاماته في العربية.



#مروان_فلو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سيفر ولوزان: التحولات الراهنة في القضية الكُردية وإمكاني ...
- عثمان بايدمير بين أنقرة وروژآفا وإقليم كوردستان: تقاطعات الم ...
- إعادة تشكيل الدولة السورية بين مشروع اللامركزية الديمقراطية ...
- قسد تفرض شروطها: طريق مسدود مع دمشق واستعدادات مفتوحة للحماي ...
- الجزيرة الكُردية: حضور تاريخي راسخ في سياق التكوين السياسي ل ...
- افتتاح جمعية عثمان صبري للثقافة والتراث في دمشق: تكريم للذاك ...
- تحليل بصري و سياقي لحجر منسوب للأتراك القدماء: بين الحقيقة و ...
- الساسانيون وسرقة التراث الكردي: كيف أعاد القوميون الفرس والم ...
- من الدوحة إلى العالم: الأمم المتحدة تضع حقوق الكُرد وعديمي ا ...
- بين الدين والهوية: الانتفاضة الكردية التي أرعبت أتاتورك
- اللغة والهوية: حق إنساني مشروع للشعب الكُردي في إطار العدالة ...
- ماذا يجري في عفرين؟: تحليل إخباري–أكاديمي مفصّل
- الجذور التاريخية: بين -التركية- وتعددية الهويات
- جبل الأكراد: دراسة تاريخية وجغرافية عن التواجد الكردي وفقدان ...
- قسد داخل الجيش السوري: شراكة استراتيجية أم بداية تفكيك الدول ...
- هل الساكا، أتراك، أم كُرد: دراسة مقارنة بين اللغة، الثقافة، ...
- هل هناك انفراجات حقيقية بين قسد ودمشق وبين قسد وتركيا؟
- دمشق وأنقرة على خطوط التماس: كيف يربط اتفاق قسد مستقبل سوريا ...
- اتفاق تاريخي بين قوات سوريا الديمقراطية و حكومة دمشق المؤقتة ...
- عودة جول ريبورن: قراءة في التحول الأمريكي تجاه الشرق الأوسط ...


المزيد.....




- هيئة فلسطينية: ظروف كارثية للمعتقلين في معسكر جلعاد الإسرائي ...
- مؤسسات الأسرى: استمرار واقع الإبادة في سجون الاحتلال بعد إعل ...
- هيئة فلسطينية: ظروف كارثية للمعتقلين بمعسكر -جلعاد- الإسرائي ...
- -استهدفا دور العبادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام مواطنين - ...
- الأمم المتحدة تعلن نزوح أكثر من 12 مليون شخص في السودان
- الانتخابات العراقية: بدء التصويت الخاص للقوات الأمنية والناز ...
- سجن راكيفت.. جحيم سري تحت الأرض لاعتقال فلسطينيين دون تهمة
- المنتخب الإيراني للجودو للمكفوفين يحرز لقب وصافة آسيا
- سريلانكا تطلق حملة شاملة لمكافحة الفساد
- بدء التصويت الخاص للقوات العسكرية والنازحين في الانتخابات ال ...


المزيد.....

- الى جمهورية كردستان الاشتراكية المتحدة!، الوثيقة 3 - كردستان ... / كوران عبد الله
- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مروان فلو - حين تتكلّم الجبال: اللغة الكُردية والذاكرة المنهوبة في ظلّ صعود العربية