أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - ملف موت هور العظيم: من صمت ابتكار إلى كارثة مفتوحة














المزيد.....

ملف موت هور العظيم: من صمت ابتكار إلى كارثة مفتوحة


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8537 - 2025 / 11 / 25 - 11:42
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يكن جفاف هور العظيم حدثًا طبيعيًا، ولا نتيجة قرار واحد، ولا خطأً تقنيًا عابرًا؛ بل هو جريمة بيئية–إنسانية مكتملة الأركان، تراكمت فصولها عبر سنوات من الإهمال، التعتيم، التواطؤ، وصناعة الأعذار.
اليوم، يتحول واحد من أهم أهوار الجنوب، الذي كان مصدر حياةٍ وغطاءٍ بيئيًّا لأهواز كلها، إلى أرضٍ ملحية تنفث الغبار والمرض والهجرة القسرية.

وسط هذا المشهد، برزت التصريحات الأخيرة لمعصومة ابتكار، الرئيسة السابقة لمنظمة البيئة في إيران، التي زعمت أنها «عند عودتنا في عام 1389 شمسي كان الهور جافًا» وأن «المياه أُغلقت عنه» خلال فترة عملها. لكن هذه التصريحات تكشف أكثر مما تخفي، وتفرض أسئلة لا يمكن تجاهلها:

إن كنتم مطلعين على جفاف الهور في عهدكم، فلماذا لم تصدروا تقريرًا رسميًا واحدًا؟
لماذا لم يُطلق أي تحذير عام للسكان؟
لماذا لم تُوقف مشاريع النفط التي شُيّدت دون تقييم بيئي؟
من هي الجهة التي منعتكم –إن كانت موجودة– من حماية الهور؟ ولماذا لم تُعلنوا ذلك؟
وكيف تكتشف رئيسة جهاز البيئة بعد مغادرتها المنصب فقط أن الماء قد أُغلق؟

هذه الأسئلة ليست شكلية؛ إنها جوهرية لأنها تتعلق بواحدة من أكبر الكوارث البيئية التي عمّقت الأمراض التنفسية، قتلت المواشي، دمّرت دورة الحياة الطبيعية، وأجبرت آلاف السكان على الهجرة من مناطقهم.

مسؤولية ابتكار ومسؤولي تلك المرحلة
جفاف هور العظيم لم يكن حادثًا؛ بل نتيجة مباشرة لقرارات رسمية، منح تصاريح نفطية بلا دراسات، وتشغيل مشاريع أدت إلى قطع المياه وبناء حواجز ترابية داخل الهور نفسه.
وفي فترة كانت فيها ابتكار المسؤولة الأولى عن البيئة، والمطّلعة الأولى على التقارير الميدانية، لم يُعلن شيء للشعب، ولم تُكتب وثيقة تحذيرية، ولم تُفتح قضية.
التصريحات المتأخرة لا تعفي أحدًا، بل تؤكد الحاجة الملحّة لكشف الحقائق:
من أصدر أوامر قطع المياه؟
من سمح بالتوسع النفطي داخل المسطح المائي؟
من منع نشر التقارير؟
ومن سكت وهو يعرف أن هور العظيم يتحول إلى جثة بيئية؟

كارثة أم جريمة؟
اليوم، هور العظيم ليس مجرد هور؛ بل شاهد صامت على أولوية النفط على الحياة، وعلى أن البيئة وشعب العرب في الأهواز كانوا أقل قيمة في معادلة التنمية الرسمية.
لقد تحولت أرض الهور إلى مصدر دائم للعواصف الترابية، وإلى مُسبّب مباشر لارتفاع الأمراض، ودمار الزراعة، واختناق قرى كاملة.
إن جفاف هور العظيم هجوم على حق الحياة لشعبٍ كامل، هجوم ستبقى آثاره على الأرض والرئات والأطفال لعقود طويلة.

المطلوب الآن
نؤكد أن ملف هور العظيم هو قضية حقوقية دولية، لذا يجب اتخاذ ما يلي بشأنه:
1. فتح تحقيق دولي وشفاف حول الجهات التي شاركت في تجفيف الهور، ونشر أسماء كل المسؤولين عن منح التصاريح النفطية داخل الهور، والذين أمروا بتجفيفه.
2. توثيق جميع أوامر قطع المياه وبناء السدود الداخلية.
3. محاسبة وفضح الساكتين والمتسترين، وليس القائمين على التنفيذ فقط.
4. إدراج القضية ضمن الملفات البيئية ذات الطابع الإجرامي لدى الهيئات والمنابر الدولية.

لقد جففوا هور العظيم…
لكن الحقيقة لا تُجفف.
وهذا الملف سيبقى مفتوحًا حتى تتم عاجلًا أم آجلًا محاكمة جميع من شارك أو سكت أو تستر على كارثة تجفيف هور العظيم.



#جابر_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتقال الفنانين الأهوازيين: استحضار لظلال النازية والفاشية ف ...
- الأسباب التي دفعت الشاب الأهوازي أحمد البالدي إلى إشعال النا ...
- لماذا تم اعتقال عالم علم الاجتماع الدكتور سنكسري؟ ولماذا طُر ...
- لن ننسى مجزرة معشور، ولن يفلت الجناة من العقاب
- وفاة الشاب أحمد البالدي… شرارة الغضب التي كشفت مأساة الأهواز
- تدمير البيئة في إقليم الأهواز العربي: قراءة في السياسات الما ...
- وفاة الشاب الأهوازي أحمد البالدي
- تصاعد الغضب الشعبي بعد محاولة شاب أهوازي إحراق نفسه احتجاجًا ...
- ظاهرة الانتحار في إقليم الأهواز: بين القهر القومي والتدهور ا ...
- معاناة السيدة مريم زبيدي في سجن سبيدار بالأهواز
- منظمة حقوق الإنسان الأهوازية تدين التمييز العنصري ضد العمال ...
- منظمة حقوق الإنسان الاهوازية تدين اعتقال عمال شركة الصلب وال ...
- إقليم الأهواز: منبع الثورة النفطية ومعاناة شعبه المتعددة
- التطورات الهامة التي حصلت خارجيًا وداخليًا، هل تدفع نظام ولا ...
- فرحة ممزوجة بالدموع… تحية للأسرى الفلسطينيين الأحرار
- بيان منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بمناسبة اليوم العالمي لمنا ...
- منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة (UNPO) تدين إ ...
- عندما تتحرك الشعوب ويصمت الحكام: مرحباً بأسطول السلام العالم ...
- العمال في مواجهة الإفقار والتهميش: الأهواز تنتفض مجددًا
- اجتماع هام لقوى التضامن الشامل من أجل الحرية والمساواة في إي ...


المزيد.....




- بركان في إثيوبيا يثور للمرة الأولى منذ 10 آلاف عام.. شاهد تص ...
- لبناني يحمل 12 كيلوغرامًا من النحل الحيّ بيده بلا قفازات
- تضرر أكثر من 100 منزل بعد أن ضرب إعصار عنيف ولاية تكساس الأم ...
- السعودية.. رد رسمي على أنباء -إمكانية حدوث تأثير إشعاعي- بعد ...
- السعودية.. المملكة المحافظة نحو مزيد من الانفتاح
- السودان.. قوات الدعم السريع تعلن هدنة إنسانية من طرف واحد لم ...
- سلسلة جديدة من الضربات الروسية -الضخمة- تستهدف العاصمة الأوك ...
- موسكو تعلن اعتراض 249 مسيّرة أوكرانية وترفض التعديلات الأورو ...
- ماكرون: نحن نريد السلام وليس سلاما بمثابة الاستسلام لأوكراني ...
- أستراليا: مجلس الشيوخ يعلق حضور مشرّعة يمينية متطرفة الجلسات ...


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - ملف موت هور العظيم: من صمت ابتكار إلى كارثة مفتوحة