أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جابر احمد - التطورات الهامة التي حصلت خارجيًا وداخليًا، هل تدفع نظام ولاية الفقيه إلى التراجع عن سياساته السابقة؟














المزيد.....

التطورات الهامة التي حصلت خارجيًا وداخليًا، هل تدفع نظام ولاية الفقيه إلى التراجع عن سياساته السابقة؟


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 16:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يواجه نظام ولاية الفقيه في إيران جملة من الأزمات المتفاقمة على المستويين الداخلي والخارجي، ما يضعه أمام مرحلة حاسمة من التحديات التي تهدد تماسكه واستمراريته. فعلى الصعيد الداخلي، تتفاقم الأزمة الاقتصادية نتيجة الفساد المستشري، وارتفاع معدلات البطالة، والتضخم المتزايد، وتدهور قيمة العملة الوطنية. هذا بالإضافة إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالحريات والإصلاحات والحقوق الأساسية.

وفي الوقت ذاته، يتراجع نفوذ النظام خارجيًا في مناطق كانت تُعد سابقًا جزءًا من “عمقه الاستراتيجي”، بدءًا من سوريا، مرورًا بالعراق، ووصولًا إلى اليمن. فالمؤشرات الحالية لا تصب في مصلحة المشروع الإيراني الذي اعتمد لعقود على “تصدير الثورة” وبسط النفوذ من خلال دعم الميليشيات والوكلاء المحليين.

في لبنان، على سبيل المثال، يواجه “حزب الله”، أبرز حلفاء طهران، أزمة داخلية خانقة وسط الانهيار الاقتصادي والتراجع العسكري، إضافة إلى تزايد الرفض الشعبي له ولدور إيران في البلاد. أما في اليمن، فإن جماعة الحوثي، الحليف الآخر لطهران، تتعرض لضربات عسكرية متواصلة وتواجه صراعات داخلية تهدد تماسكها. وبفعل الضغوط العربية والدولية المتصاعدة، تشهد القوى الموالية لإيران تراجعًا واضحًا في حضورها ونفوذها.

في مناطق عدة من نفوذ إيران، بدأت الأصوات الوطنية ترفض التدخل الإيراني، مطالبة بوضع حد له وحصر الشؤون الداخلية في أيدي أبناء هذه الدول، بعيدًا عن التدخلات والهيمنة الإيرانية.

هذا التراجع الإقليمي، الذي أشرنا إليه آنفًا، إلى جانب التصدعات الداخلية، يعتبر عقبة أمام استراتيجية نظام ولاية الفقيه التي قامت طوال العقود الماضية على التوسع الخارجي وتصدير الأيديولوجيا عبر الأذرع المسلحة. ومع تآكل هذه الأذرع، تُطرح تساؤلات أساسية:
هل لا يزال النظام قادرًا على التمسك بأولوياته الدفاعية، كبرنامجه النووي والصاروخي؟ وهل يستطيع الاستمرار في تدخلاته الإقليمية كما في السابق؟

من خلال متابعة تطورات الأوضاع، يتضح أن ذلك بات صعبًا للغاية. فالوضع الداخلي يغلي، وهناك فجوة متزايدة بين النظام وشرائح واسعة من المجتمع الإيراني بسبب الفقر والبطالة وانهيار العملة، إضافة إلى غياب الشفافية واستشراء الفساد، اللذين أديا إلى اندلاع احتجاجات متكررة، لا سيما في السنوات الثلاث الأخيرة.

والأخطر من ذلك كله هو تصاعد الخلافات الحادة بين التيارين “الإصلاحي” و”الأصولي”، إلى جانب بوادر انقسام داخل الحوزة الدينية في قم نفسها، بعد أن أدركت شرائح واسعة من الشباب أن النظام، وخصوصًا رجال الدين، يشكلون عائقًا أمام طموحاتهم وتقدمهم.

ورغم أن النظام يحاول إظهار تماسكه ووحدته، إلا أن الواقع يشير إلى تصاعد أزمة شرعيته التي باتت تهدد باندلاع موجات غضب شعبي جديدة قد يصعب احتواؤها، وذلك بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليه، حيث يعجز النظام عن تلبية المطالب الشعبية، مما يدفعه إلى استخدام القمع كوسيلة وحيدة للبقاء في حال اندلاع أي مظاهرات.

ومع تزايد العجز، يُتوقع أن يلجأ النظام إلى مراجعة بعض سياساته، كما فعل سابقًا حين تراجع عن قرارات تخص المرأة، مثل إلغاء إلزامية الحجاب. وقد يُعلن استعداده للانفتاح على الغرب وأمريكا والتجاوب مع مطالبه، خاصة وأن بعض رجال الدين بدأوا يعبّرون عن رأي مفاده أن “الحفاظ على النظام” أهم من أداء “الواجبات الدينية”، وذلك في استحضار وترديد فتوى الخميني بإيقاف الحرب العراقية الإيرانية، وتجميد أداء فريضة الحج بسبب خلافه آنذاك مع المملكة العربية السعودية.

وانطلاقًا من المعطيات الداخلية والإقليمية والدولية، يمكن القول إن نظام ولاية الفقيه في طريقه إلى الزوال. ومع ذلك، تُعلّمنا التجارب أن الأنظمة الديكتاتورية غالبًا ما تتشبث بالحكم حتى اللحظات الأخيرة من عمرها، ومهما كان الثمن.



#جابر_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرحة ممزوجة بالدموع… تحية للأسرى الفلسطينيين الأحرار
- بيان منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بمناسبة اليوم العالمي لمنا ...
- منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة (UNPO) تدين إ ...
- عندما تتحرك الشعوب ويصمت الحكام: مرحباً بأسطول السلام العالم ...
- العمال في مواجهة الإفقار والتهميش: الأهواز تنتفض مجددًا
- اجتماع هام لقوى التضامن الشامل من أجل الحرية والمساواة في إي ...
- اعتراف دولي متصاعد بفلسطين: انتصار للعدالة والشرعية الوطنية
- حضور فعّال لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي في جلسات المنتدى ...
- تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية حول سجن سبيدار با ...
- شاب أهوازي يحرق نفسه احتجاجًا على انتهاك حقوقه
- من التاريخ الشفهي الأهوازي: قصة مقتل شيوخ بيت سعد من آل كثير
- موتمر شعوب ايران الفدرالية يحذير من عودة الاستبداد
- أبناء الشعب العربي الأهوازي وظاهرة التشاؤم من شهر صفر
- اعتقال اثنان من العمال العرب الاهوازيين بسبب المطالبة بحقوقه ...
- نظام ولاية الفقيه يلجأ إلى الإعدامات لقمع الحراك الشعبي في إ ...
- وضع مأساوي في قاطع السجناء السياسيين بسجن شيبان في الأهواز و ...
- الحكم على شقيقين بالإعدام والثالث بالسجن المؤبد
- في قلب الثروة النفطية… شاب عربي يحاول إحراق نفسه بسبب البطال ...
- سبعة آلاف سجين في إيران يواجهون أحكام الإعدام
- المؤتمر الدولي حول فلسطين يؤكد على حل الدولتين ويدعو إلى خطو ...


المزيد.....




- فيديو لسيارة دفع رباعي تابعة لإدارة الهجرة تصدم شاحنة ناشط ح ...
- مصر: فيديو -صادم- لما فعله شخصان بسيدة مسنة لحظة سرقتها والد ...
- قوات من الحرس الوطني في حالة تأهب مع انطلاق أولى احتجاجات -ل ...
- نشوب حريق في سفينة قبالة ساحل عدن اليمنية إثر إصابتها بمقذوف ...
- السفارة الفلسطينية في مصر: إعادة فتح معبر رفح الحدودي بين غز ...
- السفارة الفلسطينية تعلن إعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر الإث ...
- عائلة فرجينيا جوفري إحدى الضحايا المفترضات في ملف إبستين ترح ...
- الولايات المتحدة: مسيرات حاشدة ضد سياسات ترامب بشأن الهجرة و ...
- برج آزادي رمز طهران الأبيض بين التاريخ والحداثة
- إصابة فلسطيني ومواجهات مع قوات الاحتلال خلال اقتحاماتها بالض ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جابر احمد - التطورات الهامة التي حصلت خارجيًا وداخليًا، هل تدفع نظام ولاية الفقيه إلى التراجع عن سياساته السابقة؟