جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 8446 - 2025 / 8 / 26 - 19:53
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كان للشعب العربي الأهوازي في شبه الجزيرة العربية قبل الدعوة الإسلامية بعض العادات والتقاليد الخاصة بهم. وعندما ظهرت الدعوة الإسلامية تعاملت مع بعض هذه الظواهر بإيجابية، وألغت البعض الآخر، كما أضافت إلى بعضها قيماً جديدة.
ومن ذلك ما نشاهده في التراث العربي قبل الإسلام وفي الدين الإسلامي من وجود أربعة أشهر من التقويم القمري، وهي ذو القعدة، وذو الحجة، والمُحرَّم، ورجب، وتسمى «الأشهر الحُرُم». في هذه الأشهر يُوقف القتال – إلا ردًّا للعدوان ودفاعًا عن النفس – كما تُضاعف فيها دِية القتيل إذا قُتِل في هذه الأشهر. وكان الهدف من هذا التقليد التفرغ لشؤونهم العامة، ومنها تمكين الحجاج والتجار والراغبين في الشراء من الوصول آمنين إلى أماكن العبادة والأسواق والعودة بسلام.
وبما أن شهر صفر هو الشهر الذي يلي الأشهر الحرم، فقد كان أبناء الشعب العربي الأهوازي يتشاءمون منه، فلا تُعقد فيه الخطوبة ولا يتم الزواج. وكان أبناء المجتمع الأهوازي في الأرياف يعبّرون عن انتهاء هذا الشهر بطرق مختلفة، منها إشعال النيران أو إطلاق الأصوات والضرب بالعصي على البيوت الطينية وهم يرددون: (اطلع يا صفر). وإذا تأملنا هذه الظاهرة نرى أنها كانت وسيلة للتواصل الاجتماعي بين القبائل، لإعلام بعضها البعض بانتهاء الأشهر الحرم.
ورغم أن الحداثة طرقت أبواب المجتمع العربي الأهوازي منذ عقود، إلا أن هذه العادة ما زالت تُمارَس حتى اليوم سواء في الريف أو المدينة، مع مراعاة الظروف الاجتماعية داخل المدن. ولعل ذلك ما يميز خصوصية الشعب العربي الأهوازي ووجوده على هذه الأرض قبل ظهور الإسلام بآلاف السنين، خلافًا لما يدعيه العنصريون من أنهم مهاجرون وأن هجرتهم اقترنت بالفتوحات الإسلامية.
#جابر_احمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟