أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - وفاة الشاب أحمد البالدي… شرارة الغضب التي كشفت مأساة الأهواز














المزيد.....

وفاة الشاب أحمد البالدي… شرارة الغضب التي كشفت مأساة الأهواز


جابر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 00:47
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ أن سكب الشاب أحمد البالدي البنزين على جسده وأشعل النار فيه احتجاجًا على إغلاق محله والاعتداء على والدته، وحتى وفاته، لم تهدأ مشاعر الغضب في الشارع العربي الأهوازي.
السلطات الإيرانية، خشية اندلاع احتجاجات شعبية واسعة، تتحرك في اتجاهين متوازيين:

أولًا: اتجاه أمني، من خلال تحريك مؤسسات القمع ممثَّلة بالحرس الثوري وميليشيات البسيج والعناصر الموالية لها.
ثانيًا: اتجاه دعائي، عبر شخصيات دينية موالية للنظام تحاول امتصاص الغضب الشعبي، مثل المعمَّم جزائري، ممثل الولي الفقيه في إقليم الأهواز، الذي هدد عشيرة آل بالدي محذرًا إياهم من “الإضرار بأمن النظام والمرشد” على حد قوله، في تصريح استفزازي كشف حجم خوف السلطة من أي تحرك شعبي.


حادثة أحمد البالدي… مأساة تتكرر

أحمد البالدي، طالب جامعي شاب، أقدم على إحراق نفسه بعد أن أهان موظفو البلدية والدته وهدموا الكشك الذي كان مصدر رزق الأسرة الوحيد.
فارق الحياة متأثرًا بجراحه، لكن موته لم يكن حادثًا معزولًا، بل حلقة جديدة في سلسلة من المآسي التي يعيشها أبناء الأهواز تحت القمع والتمييز.


صرخة الأهوازيين… احتجاج ضد الحرمان الممنهج

لم تكن مأساة أحمد البالدي سوى صرخةٍ ضد قرنٍ من الحرمان والتمييز الممنهج الذي يعانيه الشعب العربي الأهوازي.
تحولت النار التي التهمت جسده إلى رمزٍ للغضب الشعبي ضد سياسات طهران التي تسعى إلى تفريس الإقليم وطمس هويته العربية.
لقد سبق أحمدَ عشراتُ الشبان الذين أحرقوا أنفسهم احتجاجًا على الظلم.

هؤلاء لجؤوا إلى إشعال النار بأنفسهم بعدما أُغلقت في وجوههم كل الأبواب، وتُركوا فريسة للفقر والبطالة والتمييز.


هندسة سكانية وتمييز اقتصادي

منذ نحو قرن، تبنّت الدولة المركزية في طهران سياسة تهدف إلى تغيير البنية الديموغرافية في إقليم الأهواز عبر نقل أعداد كبيرة من الوافدين من مناطق إيرانية أخرى وتوطينهم هناك، بهدف تذويب الهوية العربية.
وفي الوقت الذي تُستخرج فيه الثروات النفطية من أراضي العرب، يُقصى شباب الأهواز من العمل في الشركات الوطنية، وتُمنح الامتيازات للوافدين، ما فاقم الفقر والبطالة وأضعف النسيج الاجتماعي.

حتى الأسواق والمهن الصغيرة لم تسلم من هذا التمييز، إذ باتت خاضعة لنفوذ مجموعات مدعومة من السلطة، فامتد الظلم من قمم الشركات إلى تفاصيل الحياة اليومية.


تمييز ثقافي وهوية محاصَرة

التمييز لا يقف عند حدود الاقتصاد، بل يتسلل إلى الهوية والثقافة.
فاللغة العربية ممنوعة عمليًا في المدارس والإعلام، وتُقدَّم الهوية العربية في الخطاب الرسمي بوصفها تهديدًا للأمن القومي.
ومن يرفع صوته ضد العنصرية يُتهم بالانفصال أو العمالة، ويُعاقَب بالقمع والسجن.

إحراق أحمد البالدي لنفسه لم يكن انتحارًا عاديًا، بل صرخة ضد منظومة الاضطهاد القومي التي حوّلت المواطن العربي الأهوازي إلى غريب في وطنه.


قضية وطنية وإنسانية

ما يجري في الأهواز ليس شأنًا محليًا، بل قضية وطنية وإنسانية تكشف عمق أزمة العدالة والمواطنة في إيران.
لن يتحقق الاستقرار في أي دولةٍ تُبنى وحدتها على القهر والتهميش، وتُدار ثرواتها بتمييز قومي صارخ.

المطلوب اليوم سياسة مواطنة متساوية تُعيد توزيع الثروة والفرص بعدالة، وتنهي الامتيازات العنصرية، وتعترف بحقوق كل القوميات دون استثناء.


الواجب الوطني

ما قام به أحمد البالدي لم يكن إلا صرخة احتجاج ضد الظلم.
فمن أهان أم أحمد البالدي اليوم، سيهين أمك غدًا.
الواجب الوطني والأخلاقي يدعونا — نساءً ورجالًا — إلى التجمهر أمام بيت أحمد البالدي للتعبير عن التضامن مع أسرته، وإدانة هذا الفعل الوحشي، والمطالبة بالعدالة له ولكل المقهورين في الأهواز.


الخاتمة

لم تعد قضية أحمد البالدي قضية محلية، بل تجاوزت حدود الإقليم لتشعل النقاش في عموم إيران.
استقالة رئيس بلدية الأهواز وتصريحات نائب البرلمان مسعود برشكيان المطالِبة بالتحقيق في الحادثة تؤكد أن ما حدث زلزال سياسي واجتماعي سيترك أثره طويلًا.
إن مأساة أحمد البالدي ليست النهاية، بل بداية مرحلة جديدة من الوعي والمطالبة بالكرامة والحقوق.



#جابر_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدمير البيئة في إقليم الأهواز العربي: قراءة في السياسات الما ...
- وفاة الشاب الأهوازي أحمد البالدي
- تصاعد الغضب الشعبي بعد محاولة شاب أهوازي إحراق نفسه احتجاجًا ...
- ظاهرة الانتحار في إقليم الأهواز: بين القهر القومي والتدهور ا ...
- معاناة السيدة مريم زبيدي في سجن سبيدار بالأهواز
- منظمة حقوق الإنسان الأهوازية تدين التمييز العنصري ضد العمال ...
- منظمة حقوق الإنسان الاهوازية تدين اعتقال عمال شركة الصلب وال ...
- إقليم الأهواز: منبع الثورة النفطية ومعاناة شعبه المتعددة
- التطورات الهامة التي حصلت خارجيًا وداخليًا، هل تدفع نظام ولا ...
- فرحة ممزوجة بالدموع… تحية للأسرى الفلسطينيين الأحرار
- بيان منظمة حقوق الإنسان الأهوازية بمناسبة اليوم العالمي لمنا ...
- منظمة الشعوب غير الممثلة في هيئة الأمم المتحدة (UNPO) تدين إ ...
- عندما تتحرك الشعوب ويصمت الحكام: مرحباً بأسطول السلام العالم ...
- العمال في مواجهة الإفقار والتهميش: الأهواز تنتفض مجددًا
- اجتماع هام لقوى التضامن الشامل من أجل الحرية والمساواة في إي ...
- اعتراف دولي متصاعد بفلسطين: انتصار للعدالة والشرعية الوطنية
- حضور فعّال لحزب التضامن الديمقراطي الأهوازي في جلسات المنتدى ...
- تقرير صادر عن منظمة حقوق الإنسان الإيرانية حول سجن سبيدار با ...
- شاب أهوازي يحرق نفسه احتجاجًا على انتهاك حقوقه
- من التاريخ الشفهي الأهوازي: قصة مقتل شيوخ بيت سعد من آل كثير


المزيد.....




- بعضها يكلف 40 ألف دولار في الساعة.. ما الأصول العسكرية التي ...
- -العالم يراقب الأمريكيين في سفرهم-.. سياسات ترامب تلاحقهم خا ...
- -سأموت خلال يومين-.. خطة إسرائيلية تثير ذعر ذوي مرضى فلسطيني ...
- إيطاليا تطبق أول نظام رقابة رقمية للتحقق من العمر قبل الدخول ...
- مصادر: سيمنس الألمانية وجنرال إليكتريك الأمريكية تتفاوضان مع ...
- الحكومة الهندية: انفجار نيودلهي -حادث إرهابي-
- موسكو مستعدة لتبحث مع واشنطن اتهامات ترمب في شأن تجارب نووية ...
- مقتل 42 مهاجرا جراء غرق قارب قبالة سواحل ليبيا
- ?90 في المئة من الأسر الأفغانية تعاني من الجوع أو الدين
- وصول صنصال إلى برلين قادما من الجزائر بعد العفو عنه


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - جابر احمد - وفاة الشاب أحمد البالدي… شرارة الغضب التي كشفت مأساة الأهواز