أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - العنف اشكالية تناقض مفهومي بين النظرية والواقع















المزيد.....

العنف اشكالية تناقض مفهومي بين النظرية والواقع


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 8536 - 2025 / 11 / 24 - 13:33
المحور: قضايا ثقافية
    


ظاهرة العنف موصفة بالإشكالية المتناقضة لكونها تقف مفهوميا في معلق تعارضي ظاهري أو تداخل معقد بين أنواع متعددة من العنف، بحيث يصعب رسم حدود واضحة بينها، لكونها تتفاعل وتتحول وتتبادل التأثير فيما بينها.
ومن تمفصلات الظاهرة في متحول معنى توصيفها تقف امامنا عدة تخريجات من مسميات المركب الاصطلاحي لمفهوم العنف ، ومنها ما سيأتي تاليا :
العنف المنظم مقابل العنف العشوائي

١ . العنف المنظم
هو العنف المخطط والمبرمج الذي ينفذ وفق أهداف محددة وبنى اوامرية قيادية موجهة واضحة - على سبيل المثال أجهزة الدولة القمعية، التنظيمات الإرهابية، العصابات المنظمة، الميليشيات.
وهنا تبنى هذه المكونات الموسومة بنوع العنف سابق الذكر على خصائص اساسية منها :
- وجود هرمية البناء الهيكلي للتنظيم واعتماده على التنظيم في ادارة العمل وعلى التخطيط والبرمجة المسبقة للفعل المراد عمله بشكل مسبق .

- استخدام اعتماد العنف القمعي الترهيبي أداة رئيسية سياسية أو اقتصادية.
- الاستمرارية وليس الاندفاع اللحظي.

٢ - العنف العشوائي

هو العنف غير المخطط الذي يحدث بدافع انفعالي أو ظرفي صدفي فجائي او لأثر تراكمي محمول من سابق-
من امثلتها على ذلك الشجارات الفردية، ردود الأفعال الغاضبة، انفلات اجتماعي - وتتسم الخصائص التي يقوم عليها موصف هذا العنف على :
- غياب التخطيط.
- تحقق الضرر بلا هدف استراتيجي.
- غالبا مرتبط بظروف لحظية.

مدخل الى اشكالية منظور التحول

رغم اختلاف نوعي العنف المذكورين سابق ، إلا انه يمكن أن يتحول العنف العشوائي إلى مدخل للعنف المنظم، والعكس صحيح ، وهنا يحدث أن تستثمر التنظيمات الغضب الشعبي أو الفوضى لبناء قواعدها وتنمية مخططاتها المنفذة واقعا للوصول الى غاياتها .
ومن مدخل آخر فهناك موصفات أخرى لهوية العنف وطابعه وسماته ومنها :
العنف الاجتماعي مقابل العنف الفردي

١ ) العنف الفردي
العنف الذي يمارسه شخص واحد نابع من دوافع شخصية، نفسية تراكمية، أو لحظية.

٢ ) العنف الاجتماعي
وهو نوع العنف الناتج وجود تصدعات في البنى الاجتماعية او اخلاقياتها ، والتي توصف بعلم الاجتماع
ب . . " اختلال البنى الاجتماعية " ، والتي تتجلى بعدد من المظاهر ، التي منها :
- التهميش
- الفقر
- التمييز
- انهيار المنظومة القيمية

هذا وقد وجدت العديد من الدراسات النفس-اجتماعية أن العنف الفردي يعد- عبر مستقرأ كثير من الحالات المدروسة- انه يعد انعكاسا لـ تراكمات جروح اجتماعية، بينما العنف الاجتماعي قد يتمظهر ايضا عبر ممارسات فردية - أي أن الحدود بينهما غير ممكن تمييزها بسهولة ، وبمعنى آخر أن محددان التمييز الظاهري بين مرجعية عنف الفرد يتعلق بخصوصية ذاته وما تحمله شخصيته من تراكمات نفسية سلبية ام انه يعود لمؤسس اجتماعي سلبي جوهرا ، وهو ما يعطي انطباعا حكميا بأن مسألة قدرة التمييز الحكمي الدقيق ليست قاطعة .

ومن بغض ما تقدم نجدنا نخوض في متولد جديد آخر لموصف العنف في خصوصية طابعه وهو :
عنف المجاميع الإرهابية المتطرفة

يعد هذا النمط جامعا بنيويا في التكوين بين التنظيم المصاحب بالإرث الأيديولوجي والذين كليهما موسومين كمكون منتج عن مفككية البنى الاجتماعية او اختلالاتها التكوينية الهيكلية او الاخلاقية او كليهما معا والتي تتجلى في ظاهرة واحدة اجتماعيا في الواقع . وهذا النوع من العنف يتسم طابعه المتشدد من حيث انه :

» منظم من حيث البناء العسكري.
» عشوائي من حيث استهداف المدنيين.
» اجتماعي من حيث تجنيده لضحايا التهميش والاضطرابات.
» فردي من حيث اعتماد عمليات "الذئاب المنفردة".

أما بنى التناقض في هذه الظاهرة من طابع العنف تكمن في :
1. التنظيمات الإرهابية تعتمد تنظيما عاليا لكنها تمارس عنفا يقترب ليبدو عشوائيا واحيانا مزاجيا وفق التخطيط اللحظي .
2. تتغذى هذه الظاهرة على إرهاصات آثار المشكلات الاجتماعية ، إلا أنها تعتمد على تعبئة الأفراد بدوافع شخصية وأيديولوجية.
3. انها تتخذ اشكالا خلوية عنقودية مزدوجة الوجود والفعل بين المتصل المركزي الحاد وبين الخلوية المنعزلة ، كما وتجمع بين التخطيط العسكري والانفلات السلوكي.

ومثل سابقات تجليات مظاهر العنف بمتعدد تناقضي في معطى المفهوم ، فإن طبيعة ظاهرة العنف عند التنظيمات الارهابية تتناقض ذاتها في متجليات طابعها وفعلها ، وهو ما سنراه في الآتي :
1. انها تتمظهر بمتعددة من المستويات
فردي ، اجتماعي ، جماعي ، مؤسسي

2. غير مستقرة نمطيا في طابعها او عملها ، من حيث كونها سريعة التحول من حالة إلى أخرى

3. انها تتغذى عادة على الفوضى المجتمعية او الانفلات للمؤسسي الرسمي الضابط لحياة المجتمع وايضا تتغذى على التنظيم الذاتي وقوة ادارته الحادة في نفس الوقت .

4. يصعب حولها التنبؤ بها ولحظات تحولات انماطها وطابع عملها العنفي بسبب تداخل العوامل النفسية والاجتماعية والسياسية .

5. انها غالبا ما تكون قابلة او خاضعة للتسيس والادلجة الرسمية او بالنسبة للجماعات المتطرفة ، بحيث تصبح أدوات العنف نفسها جزءًا من الخطاب السياسي والهوية

الخاتمــة

إن التناقض في ظاهرة العنف ليس خللًا في توصيفها، بل خاصية جوهرية فيها. فهي ظاهرة متعددة المستويات، تتغذى على التفاعل بين الفرد والمجتمع والتنظيم والأيديولوجيا. العنف المنظّم يحتوي في داخله بذور العشوائية، والعنف العشوائي يتحول إلى عنف منظّم، والعنف الفردي يتكثّف داخل سياقات اجتماعية مأزومة، والجماعات الإرهابية تجسد قمة هذا التناقض من خلال توظيف كل أنماط العنف في بنية واحدة.
لذا فإن فهم العنف لا يقوم على الفصل بين أنماطه، بل على إدراك حركية انتقاله وتداخله، وعلى تحليل بيئاته النفسية والاجتماعية والسياسية التي تنتجه وتعيد تشكيله.



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشكالية الجنس في سياق التقنين الإنساني ونظم التحريم الدينية ...
- أعظم جريمة في التاريخ . . أنتجها الإنسان / مقالة فكرية
- عشق . . يفوق ذاته / اقصوصة خاطرة مارس18 /٢٠£ ...
- على حافة الذاكرة / ١٥ نوفمبر ٢٠£ ...
- الذكاء الاصطناعي عبقرية تهدد الانسانية ب : تحولات السلطة وال ...
- وجها مرآة واحدة / يناير ٢٠٢٣ م
- راقص الجمر اقصوصة الومضة. 10نوفمبر 2025
- لي نشوة الغمام المسافر /9ابريل 2025 - ذكرى عودتك مولدي
- على فراغ تقف / مايو ١٩٨٧ م - ...
- على فراغ تقف / مايو ١٩٨٧ م ...
- ضباب الذاكرة / قصيدة مدورة
- تحليل كتاب ابجديات يمنية معاصرة في التفكير والكتابة للكاتب أ ...
- مؤلفي ( ابجديات يمنية معاصرة في التفكير والكتابة)
- الانسان . . وغائية العقل التخليقي June 1981 - من كتابي (اب ...
- تحليل نقد ادبي جمالي اولي ل : رواية البلاد المشمسة لا تعرف ا ...
- البلد / المدينة . . تغرق بالخطيئة - قصة قصيرة / 26سبتمبر 2 ...
- الشوفة / قصة 23/ اكتوبر 2025
- الثقب / اقصوصة
- بلدي اليوم مطير قصة قصيرة / ومضة - 15 اكتوبر ...
- ليلة ممطر حمرة


المزيد.....




- روبيو يكشف عن رد فعل ترامب على تطور المحادثات بشأن خطته للسل ...
- رحالة بريطانية تخوض مغامرة مثيرة بأحد أجمل أودية عُمان
- ممداني يتحدث لـCNN عن أهم ما دار بينه وترامب في اجتماع المكت ...
- سيناتور يمينية متطرفة ترتدي البرقع بمجلس الشيوخ الأسترالي وت ...
- الكاتب بوعلام صنصال يدلي بأول تصريح إعلامي له منذ خروجه من ا ...
- -ويكد: الجزء الثاني- يكتسح شباك التذاكر الأميركي ويحصد 150 م ...
- تصاعد الخطف يدفع نيجيريا لتجنيد 30 ألف شرطي
- صحف عالمية: هجرة جماعية لنخب إسرائيل وجيشها يبدأ محاسبة قادت ...
- حساسية العين للإبهار.. علام تدل؟
- هكذا يتم صناعة الذعرِ في فرنسا


المزيد.....

- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - العنف اشكالية تناقض مفهومي بين النظرية والواقع