أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 8533 - 2025 / 11 / 21 - 14:08
المحور:
الادب والفن
لم يكن يعرف من أحب ، ولا كيف تسلل ذاك العشق المجهول إلى تجاويف روحه ، كل ما كان يدركه أن شيئا ما يفوق اللغة ينعقد في صدره كلما مر الفجر فوق نافذته ببطء ، كأن الضوء الأول يذكره بوعد طمس اسمه ، وبحضور لم يتجسد أو يظهر امامه ابدا .
كان يعيش انجرافا لا يقاوم نحو الحزن ، حزن لا يشبه الانكسار ، بل يشبه وحدة تضيء من الداخل ، كأن العشق الذي لا يعرفه يوقد كنار سرية كلما رأى البحر يتثاءب عند حدود الأفق ، أو كلما انطفأت الشمس تاركة ابتسامتها الأخيرة على كتف الغروب .
وفي الليالي التي يشتد فيها السواد ، حين لا يبقى في السماء سوى ضوءٍ شاحب خائف ، كان يشعر بأن قلبه هو الآخر يلوح له من مسافة بعيدة ، مسافة لم يقطعها سوى ذلك العشق الذي لا اسم له ، ولا وجه و . . لا ذكرى مؤكّدة .
كل ما كان يملكه هو ذاكرة شعور لا ذاكرة شخص ؛ ذاكرة موجة لم يرَ البحر الذي أنجبها ، ووهج فجر لم ير الشمس التي أطلقته - كان يعرف أنه عاشق - يعرف لأنه كلما حاول الهرب من إحساسه، عاد الضوء - أي ضوء - ليدله على الطريق ذاتها ؛ الطريق التي لا تفضي إلى أحد . .
سواه .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟