أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - حين تتحول المتعة إلى بديل عن السعادة في ظاهرة علاقات الفتيات مع رجال الأعمال














المزيد.....

حين تتحول المتعة إلى بديل عن السعادة في ظاهرة علاقات الفتيات مع رجال الأعمال


سوزان ئاميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8534 - 2025 / 11 / 22 - 15:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل يوم شاهدت لقاءً تلفزيونياً مع إحدى الفتيات اللواتي دخلن في علاقات مع رجال يكبرونهن بعشرين أو ثلاثين عاماً. كان السؤال المطروح في اللقاء يدور حول سبب انجذاب بعض الفتيات إلى علاقات مع رجال أعمال كبار.
ومع أن الإجابات التي قُدمت للجمهور بدت سطحية ومباشرة، فإن ما سمعته في الحقيقة كان يكشف شيئاً أعمق بكثير مما قيل.
إحدى الفتيات قالت بصراحة: “نحتاج هاتفاً جديداً أو سيارة أو قطعة مجوهرات… وهم يستطيعون توفيرها.” ولم أجد في كلماتها دلالة على بحث عن الحب أو علاقة إنسانية.
كان ما يظهر أمامي بوضوح هو غياب السعادة الداخلية ومحاولة تعويضها بما يسمى “التمتع” بالأشياء.
المتعة علاج مؤقت لجرح لم يُعالَج. الفتاة التي تبحث عن رجل يكبرها ليست مهتمة بالعمر أو المكانة الاجتماعية، بل تبحث عن شيء افتقدته داخلياً: اهتمام، الشعور بالقيمة، الأمان النفسي، والثقة بالنفس.
وحين يختفي هذا الإحساس، تصبح الأشياء المادية بديلاً سريعاً للشعور المفقود. فتتحول العلاقة إلى صفقة غير متكافئة هي (فراغ نفسي مقابل مال فائض).
والرجال الذين يستغلون هذا الفراغ ليسوا أبرياء أبداً. فمن الضروري قول ما لم يُقَل في اللقاء.
بعض رجال الأعمال يدركون تماماً هشاشة هذه الفتيات ويستغلون ذلك. يعرفون أنها بحاجة إلى قيمة، فيقدمون لها شيئاً من فتات ثروتهم مقابل أن يأخذوا منها سنوات من حياتها وثقتها بنفسها. هذا ليس كرماً ولا رجولة، بل استغلال واضح وشراء رخيص لضعف إنساني، ومن الظلم أن نحمّل الفتيات وحدهن مسؤولية علاقة صمم شروطها رجال يملكون المال والسلطة.
في الواقع، المشكلة أعمق من مجرد السلوك الظاهر. فالجيل الجديد يعيش ضغوطاً نفسية واجتماعية كبيرة تتجلى في عدة جوانب:
1- السوشيال ميديا، التي تصنع مقارنة يومية مؤذية وتزيد الشعور بالنقص والحرمان.
2- المجتمع، الذي يبالغ في ربط قيمة الإنسان بما يملك، فلا تُقاس قيمة الفرد بما هو عليه بل بما يملك أو يقدّم.
3- الأسر، التي غالباً ما تكون مرهقة اقتصادياً وعاطفياً، فتغيب عن توفير الاحتواء والدعم النفسي الكافي.
4- غياب مساحات الاحتواء النفسي، حيث يجد الشباب صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو تلقي الدعم، مما يترك فراغاً كبيراً يدفعهم للبحث عن حلول خارجية مؤقتة.
وعندما تُقاس قيمة الفتاة بهاتفها أو سيارتها، فمن الطبيعي أن تبحث عن الطريق الأسرع، حتى لو كان مؤلماً ومدمّراً.
وفي الحقيقة أرى أن بناء السعادة هو الطريق الأقوى لكسر الظاهرة. فالسعادة ليست حالة عابرة، بل بناء داخلي لا يُشترى، وتتكوّن عبر:
1- التمسك بالقيم الحقيقية
قيمة الإنسان في خلقه ومبادئه، لا في مقتنياته.
2- عمل الخير والعطاء
الخير يعيد للإنسان مكانته وثقته بنفسه.
3- الإنجازات الصغيرة
خطوات بسيطة ترمّم شروخاً كبيرة.
4- العلاقات الصحية
علاقات تحترم الإنسان، لا تستغله.
5- اكتشاف معنى الحياة
من يعرف لماذا يعيش، لا يحتاج للهروب إلى متع زائفة.
وأخيراً وليس آخراً، هذه الظاهرة ليست مجرد “انحلال اجتماعي”، إنها مرآة لغياب السعادة الداخلية لدى الفتيات، ووجود رجال لا يترددون في استغلال هذا الغياب.
ولذلك، يبدأ الإصلاح من: فهم الألم النفسي قبل الحكم، ومن دعم الفتيات نفسياً، ومحاسبة من يستغل ضعفهن، وبناء مجتمع يقدّر الإنسان بما هو عليه… لا بما يقدَّم له أو يُشترى منه .



#سوزان_ئاميدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس بارزاني: إعادة النظر في سايكس-بيكو فرصة لاستقرار العر ...
- التوزيع غير العادل للمقاعد بين بغداد وكوردستان تعداد مشوَّه ...
- بدل أن تكون هيئة تحرير الشام جارة لتركيا فليكن الكورد هم الج ...
- إلى المرشحين الكورد للبرلمان العراقي
- من سايكس–بيكو إلى وعد بلفور… لماذا يُثير أي تحرك بريطاني الق ...
- المدخلية في العراق بين الولاء للسلطان وتغييب القانون
- إلى المجتمع الدولي… انتظار الكورد الطويل… استقرار يُقدَّم وح ...
- من السليمانية إلى أربيل ..معركة الانتخابات ورهانات الاستقرار
- جيرار شاليان رحل جسداً وبقي حيّاً في ذاكرة الكورد
- مؤتمر الحسكة وتحديات المستقبل السياسي للكورد في سوريا
- إبادة الكورد… جريمة تتكرّر وصمت دولي لا يتغيّر
- مظلوم عبدي بين واشنطن وأنقرة: هل تنقلب أمريكا على شريكها الك ...
- من حرق البنادق إلى صناديق السياسة… ماذا تعني حرق السلاح لدى ...
- إيران ومعاهدة عدم الانتشار في ميزان التهديد والعزل
- لماذا فشلت النخبة الشيعية في قيادة الدولة العراقية؟
- إيران بين المشروع النووي وتصدير الأزمات ،حين يدفع الشعب ثمن ...
- كندا تحت الضغط وصراع العملاقين يهدد مستقبلها الاقتصادي
- الكورد وبغداد…عقود من المعاناة في ظل تجاهل الدستور
- العراق لا يحتاج عملية استبيان لمعرفة مستوى تقييمها عند العرب ...
- زيارة ترامب وإعادة تشكيل المحاور الإقليمية من الخليج إلى الك ...


المزيد.....




- من الشاشات إلى جوائز الغرامي.. صعود أسطوري لفرقة -كاتساي- ال ...
- أربعة صغار فهود تبصر النور في حديقة حيوانات سميثسونيان الوطن ...
- -ربت على كتفه-.. مبادرة أردوغان لتحية وزير خارجية السعودية ب ...
- موجة برد قطبية تجلب تساقطا كثيفا للثلوج إلى شمال إسبانيا
- حين خرج -القطّ الساحر- الإيراني من السرّية.. تسريب واسع يكشف ...
- انطلاق قمة مجموعة العشرين في جوهانسبرغ وأميركا أبرز الغائبين ...
- رئيس وزراء ماليزيا يبحث التعاون مع المجلس الإسلامي الإثيوبي ...
- قتيل بقصف إسرائيلي لسيارة في جنوب لبنان
- نائبة أميركية تستقيل من الكونغرس بعد خلافها مع ترامب بشأن مل ...
- مستوطنون يحرقون منشأة زراعية ومسكنا بقرية شرق رام الله


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سوزان ئاميدي - حين تتحول المتعة إلى بديل عن السعادة في ظاهرة علاقات الفتيات مع رجال الأعمال