ميشيل الرائي
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 20:26
المحور:
قضايا ثقافية
الفوضى ليست اختلالًا
والنظام ليس استقرارًا
كلاهما ظاهرة لفراغ يعمل بذاته
يخلق النظام من اللا-نظام
والفوضى من النظام
التيه ليس حالة عرضية
بل قاعدة ضمنية تتحكم
في حركة الكائنات وفي توزيع الدلالة
كل ظهور لجسد كل حركة كل انعكاس ضوئي
هو إعادة كتابة للفراغ
كشف لإمكانياته
تأويل مستمر
للغائب
في حضوره
ما قبل الفراغ ليس زمنًا ماضياً
بل أرشيف احتمالي
شبكة متشابكة من احتمالات الحركة والمعنى
نظام داخلي لا يظهر إلا حين يتحرك الأداء
الفراغ نفسه أكثر قدرة
على التشظي
من أي تفسير
لا يكتمل إلا في اللحظة
التي تتوقف فيها الحركة
لكن هذا التوقف ليس نهاية
بل بداية لاحتمال آخر
حركة لم تتحقق غياب يسبق الحضور
ودلالة تنتظر أن تكتب نفسها
هكذا الفراغ المسرحي يتحول
إلى كيان ميتافيزيقي
حامل للذاكرة متن احتمالات
وميدان للتيه حيث كل فعل ليس مجرد فعل
بل تجربة للفراغ ذاته
قراءة لحركته الداخلية
وتفسير لنظامه الرمزي غير المرئي
الفراغ ليس (━ ━·━)
بل مصير حتمي للّافَراغ
هو مرمى بصري له
المكان الذي يلتقطه اللاوجود ليعلن نفسه
لكن من منا رأى فراغًا يركض
من حاول أن يلاحقه حول حدود اللافراغ
لإسكاته لإيقافه لمساعدته على التحول
التحول هنا ليس حركة مادية فقط
بل تداخل احتمالات
استدعاء لإمكانات الفراغ قبل أن يتحقق
الفراغ يتحرك في دوامة بين ذاته
ولافراغه كل ظهور كل إشارة كل صمت
هو محاولة لإعادة كتابة ذاته ضمن شبكة الاحتمالات الرمزية
إننا أمام طفولة الفراغ صراخاته مخاوفه نوازع ظهوره
كل ذلك يشير إلى أنه ليس مجرد فضاء ثابت
بل كيان متحرك يحكم ذاته ويعيد إنتاج وجوده
قبل أن يستدعي أي حضور خارجي
اللافراغ هنا ليس عدوًا
بل شرط داخلي لإمكانية الفراغ نفسه
الفضاء الذي نراه الحركة التي نراها
هي مجرد انعكاسات لمجموعة احتمالات لا تزال تنتظر أن تكتب أن تُقرأ أن تُفهم
الفراغ واللافراغ ليسا متضادين فقط
بل شركاء في لعبة التفكيك الذاتي للوجود الرمزي
حيث كل محاولة للإمساك بالفراغ تؤدي إلى اكتشاف اللافراغ
وكل محاولة لإيقاف اللافراغ تكشف الفراغ في حركته الحقيقية
#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟