أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ميشيل الرائي - القراءة بوصفها تحريضًا فلسفيًا – I














المزيد.....

القراءة بوصفها تحريضًا فلسفيًا – I


ميشيل الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 16:32
المحور: قضايا ثقافية
    


تمهيد
إن ما أدعوكم إليه ليس درسًا في تاريخ المسرح بل إعلان حالة طوارئ معرفية
ما أدعوكم إليه ليس استذكارًا للنظريات بل تفجيرًا للبنية التي تنتجها
فالمسرح في عمقه الفلسفي ليس تاريخًا للأداء بل جهاز خفي لإنتاج المعنى وتوزيع السلطة
ومن يقرأه كما لو كان تاريخًا إنما يكرر عبودية فكرية طويلة المدى حين أقول اقتحام المتون المركزية لا أعني قراءتها بل محاكمتها أمام الوعي
لا أعني التأمل فيها بل إشعال حريق داخلها
علينا أن نعيد ترتيب الأسئلة التي بنتها حتى تنهار طمأنينتها وتنكشف كآلية لاهوتية تعيد إنتاج النظام لا الخلق إن المسرح الغربي من ستانسلافسكي إلى بريخت إلى باربا لم يكن بريئًا
كل واحد منهم أقام قانونًا جديدًا للوجود على الخشبة لكننا في العالم العربي لا نقرأ هذه القوانين كفلاسفة بل ككتبة تفسير نؤمن بالشرح لا بالارتياب نستسلم للنص كما يُستسلم للإله
ولهذا لم نقرأ إعداد الممثل بل قرأنا من قام بتبسيطه لنا نقرأ التفسير ونسميه قراءة
نردد العبارة دون أن نكسرها في مختبر وعينا
ونتغافل عن أن النص لم يُغلق بعد هو ليس ضريحًا بل مسرح مفتوح ينتظر محاكمتنا له لا عبادته أقولها لا كموعظة بل كتحريض فلسفي
يجب أن نحاكم المتون المسرحية كما نحاكم الأنظمة الميتافيزيقية أن نعيد تصنيفها لا كمرجعيات بل كبنى سلطة أن نعيد صياغة العلاقة بين النص والممارسة بوصفها علاقة هيمنة وتمرد
النص هو السيد حين نقرأه في هدوء ونحن العبيد حين نكتفي بفهمه من الخارج لكن في لحظة التفكيك يتحول القارئ إلى مقاوم إلى عدو للسلطة التي ينتجها النص وفي تلك اللحظة فقط ينقلب العبد سيدًا حين يمزق مركز النص ويؤسس مركزه الخاص داخل الفوضى إن ما أسميه اقتحام المتون ليس نقدًا بل ثورة إبستمولوجية نحتاج إلى هدم معرفي منظم إلى تفكيك اللغة التي تحرس النصوص المركزية إلى ردها إلى جذورها الصوتية الأولى حيث تتكلم اللغة قبل أن تخضع للسلطة المسرح ليس محفوظات نظرية بل مختبر للوعي المتمرد النص المسرحي ليس أبًا روحيًا بل كائن لغوي قابل للانتهاك والخلع فلا قداسة في الجمل ولا حصانة لأي نظام معرفي مهما علا اسمه
حين نحاكم النص لا نبحث عن خطئه بل عن السلطة التي أخفته وراءها نقرأ لنزع الشرعية عن كل مركز ولنعيد توزيع القوة بين القارئ والمقروء
بين الجسد والفكرة بين الصوت والصمت
المسرح في جوهره ليس فنًا للأداء بل ميتافيزيقا للتمرد والممثل ليس أداة بل كائن فوضوي داخل نظام يحاول ضبطه إنني أطلب منكم أن تمارسوا القراءة كفعل تخريب أن تدخلوا النص كما يدخل الثائر قصرًا للملوك أن تخلعوا عرشه كلمة كلمة
أن تسرقوا منه المعنى كما تُسرق السلطة في لحظة انتفاضة أن تعيدوا ترتيب أنقاضه حتى يولد مسرح بلا نسب ولا معلم ولا أب مسرح يعيد تأسيس الفكر من تحت ركامه ذلك هو معنى التفكيك في المسرح أن تحول النص إلى ساحة حرب فلسفية وأن تحول السؤال إلى فعل مسرحي مباشر فالقراءة ليست استيعابًا بل ثورة داخل اللغة وليس هدفنا الفهم بل إعادة توزيع الحريق في النصوص التي ظنت نفسها خالدة



#ميشيل_الرائي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملحوظات أولية حول المسرح
- كولاج
- بريخت بين الاستهلاك الأكاديمي وسوء الفهم المعرفي
- تمارين في ميتافيزيقا الشعر
- في خطأ التقسيم وأوهام التصنيف في الخطاب المسرحي
- لقد عبث المجد بفرائك
- قصيدة تشريحية تقريبًا (تمارين في ميتافيزيقا الشعر)
- أماكن أخرى للهذيان
- في مديح بيكاّسو
- المظهر الكوميدي لمأساة قديمة
- المراثي الوطنية
- المراثي الوطنيّة II
- قراءة معرفية للمسرح العربي: استقصاء البنية والمعرفة
- كولاجات
- أطفال يخرجون ألسنة ركضهم
- سنعود أجسادًا من رماد أو شجيرات ورد بعين الحيوان الساحر
- وقاحةُ الرياضيِّ المنتصر
- قمرٌ ممزوجٌ بفوضى الموتى على حافة الفأس
- باحثا عن رينيه شار
- الضوء رماد الشمس


المزيد.....




- محللون: أميركا تساعد إسرائيل على قتل الفلسطينيين تحت مظلة وق ...
- -بيقولي الولد مات.. مش في هدنة!- غزي يصرخ مفجوعا بوفاة طفله ...
- حظر تجول في عاصمة تنزانيا عقب انتخابات شهدت أعمال عنف
- -حميدتي- يتأسف لأهل الفاشر ويتعهّد بتوحيد السودان
- غزة:هل انهار اتفاق وقف إطلاق النار؟
- المغرب: محاكمة 2480 شخصا على خلفية مظاهرات -جيل زد 212-؟
- ليبيا: السلطات تمهل أطباء بلا حدود حتى التاسع من نوفمبر لمغا ...
- النيابة العامة المغربية: الأحكام الصادرة بحق محتجين شباب لم ...
- مشهد لا يُصدق... قرشان في شوارع غارقة بعد إعصار ميليسا؟
- أكثر من 100 قتيل في -أعنف حملة للشرطة- بالبرازيل


المزيد.....

- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - ميشيل الرائي - القراءة بوصفها تحريضًا فلسفيًا – I