أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - ياسر عرفات... الزعيم الذي صاغ الذاكرة الفلسطينية














المزيد.....

ياسر عرفات... الزعيم الذي صاغ الذاكرة الفلسطينية


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 01:16
المحور: القضية الفلسطينية
    




​رمزٌ خرج من بين الركام:
​بعد أكثر من عقدين على رحيله، لا تزال شخصية الرمز ياسر عرفات وكاريزميته حاضرة في الوعي الفلسطيني والعربي، بل وحتى لدى أجيال لم تعاصره. لم يكن الزعيم أبو عمار مجرد قائد سياسي، بل ظاهرة متكاملة صاغتها التجربة والمعاناة. خرج من رحم اللجوء ليؤسس هوية سياسية لشعبٍ كان يبحث عن ذاته، فحوّل المأساة إلى مشروع، والمنفى إلى خريطة وطن.
​خطابٌ مزدوج بذكاء الفطرة:
​أدرك الشهيد الرمز منذ البداية أن المعركة الفلسطينية لا تُخاض بالسلاح وحده، بل بالكلمة أيضاً. كان يخاطب الداخل بلهجة الوجدان والعاطفة، ويخاطب الخارج بلغة السياسة والمصالح. رفع الكوفية رمزاً للمقاومة، ورفع غصن الزيتون رمزاً للسلام الممكن، ليُبقي القضية الفلسطينية على طاولة العالم رغم العواصف.

​قدرة فريدة على جمع الأضداد:
​امتلك الزعيم أبو عمار رحمه الله موهبة نادرة في استقطاب أبناء شعبه على اختلاف مشاربهم، حيث كان يجد طريقه إلى قلب الغني وإلى وجدان الفقير، إلى عقل المثقف كما إلى روح الثائر، إلى مكتب الأكاديمي و إلى ورشة العامل. لم يكن يفصل بين الناس بمعايير الطبقة أو الأيديولوجيا، بل جمعهم حول فكرة واحدة هي فلسطين. وهنا يكمن سر قوته؛ فإنه وإن اختلف معه الكثيرون في التكتيك أو القرار، لم يختلف أحد على مكانته القيادية ورمزيته الوطنية كأب للثورة. كان يفهم لغة الشارع كما يفهم لغة الدبلوماسية، يبتسم للمقاتل في الميدان كما يصافح العالم في المؤتمرات. في حضرته كان كل فلسطيني يرى نفسه جزءاً من الحكاية، وهذا سرّ قوته التي لم تهتز رغم اختلاف الأزمنة والانقسامات.

​مدرسة القيادة بالتجربة لا بالتنظير:
​لم تتكوّن شخصيته في مدارس السياسة الكلاسيكية، بل في ميدانها المباشر. جمع بين الحلم الثوري والبراغماتية الواقعية، بين العناد الوطني والمرونة الدبلوماسية، وقد ظلّ صادقاً في هدفه إلى أن استشهد، وهو أن يثبت للعالم أن الفلسطيني باقٍ، مهما تغيّرت الظروف وتبدّلت المعادلات.

​المركزية فسحة المناورة والتكتيك:
​أبو عمار لم يحكم دولة مكتملة الأركان، بل قاد ثورة وسلطة في آنٍ واحد. كان يرى أن وحدة القرار ضرورة وجودية تحت الاحتلال، لا ترفاً تنظيمياً. لذلك كانت مركزيته جزءاً من فلسفة البقاء، أكثر منها رغبة في مركزية القرار، وحيث تتطلب المناورة فسحة للتحرك حينما يشتد الحصار.

​الدستور غير المكتوب:
​ترك الشهيد أبو عمار خلفه إرثاً وطنياً ما يشبه "دستوراً غير مكتوب" في الوجدان الفلسطيني، قوامه الإيمان بالحق والتمسك بالهوية ووحدة المصير. حتى من عارضه يجد نفسه يتحرك ضمن الإطار الذي رسمه هو؛ لأنه لم يترك مؤسسات بقدر ما ترك وعياً جمعياً صعب اقتلاعه.

​الفينيق الذي لا يموت:
​كانت فكرته رحمه الله ولا تزال كطائر الفينيق الفلسطيني. في كل محاولة لتجاوزه كانت تنتهي بإعادة إحيائه رمزاً. لم يُخلّد بقرار، بل بذاكرة، لأن رمزيته تجاوزت حدود الزمن والسياسة. إنه الزعيم الذي لم يقدّم نموذج "الرئيس"، بل "الفكرة" التي قاومت الفناء، وظلّت تنهض من تحت الركام كلما دعا الأمر محفورة في التاريخ والوجدان كرمز لفلسطين والقضية.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القوة في الحق والحرية... والضعف في العبودية والبطش
- أُكِلتُ يوم أُكِلَ الثور الأبيض
- نبض الصبر الفلسطيني.. صمود الموظفين والعمال رغم كل شيء
- سياسة الترف بعد الفقر.. هندسة الوعي وتغيّر الغايات
- الدفة وتعدد القباطنة... والعواصف المستمرة
- الشك الهيكلي الجماعي... وباء الاستبداد والاضطهاد
- الأمة التي تصرّ على اختراع العجلة السياسية والتنموية
- الاحتواء السياسي ومشتقاته...انتداب ووصاية جديدة
- الطريق الأقصر إلى الحضارة والتقدُّم... حين يصبح العقل هو الث ...
- وراثة الأحزاب… موت الفكرة وخلود الكرسي
- فلسطين... طائر الفينيق والبراق
- الثراء السريع… حين يصبح المال علامة استفهام
- النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة
- المؤسسات... المرآة الحقيقية للدولة
- الاستعمار بالمدافع... والاستحمار بالعقول
- فلسفة الحكم الرشيد... ترسخ العقد الوطني
- بين الفلسفة والصفات والإدراك... مسارات تكوين الشخصية والفكر
- قراءة في رحلة البحث عن الحقيقة
- الإعلام الرقمي… من منبرٍ للمعرفة إلى ساحةٍ للفوضى
- التعسف الوظيفي: كيف يحوّل المؤسسات من إنتاجية إلى ضغط؟


المزيد.....




- -اجتماع مفاجئ- في BBC بعد تهديد ترامب لها بـ-تعويض المليار د ...
- ائتلاف -الإعمار والتنمية- يتصدر النتائج الأولية لانتخابات ال ...
- عقب العفو عنه بطلب من شتاينماير.. صنصال يصل إلى برلين لتقلي ...
- وصول الكاتب بوعلام صنصال إلى برلين قادما من الجزائر بعد العف ...
- تونس: عائلة الناشط جوهر بن مبارك تؤكد تعرضه للضرب داخل السجن ...
- العراق: رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يعلن فوز ائتلافه بال ...
- استخبارات أميركية تكشف نقاشات إسرائيلية عن استخدام فلسطينيين ...
- الجزائر تعفو عن الكاتب صنصال وتوافق على نقله إلى ألمانيا لـ- ...
- موتى الفاشر لا يأكلون يا سيد فليتشر!
- نتنياهو يرد على رسالة ترامب إلى رئيس إسرائيل بشأن -طلب العفو ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بشار مرشد - ياسر عرفات... الزعيم الذي صاغ الذاكرة الفلسطينية