أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بشار مرشد - الأمة التي تصرّ على اختراع العجلة السياسية والتنموية














المزيد.....

الأمة التي تصرّ على اختراع العجلة السياسية والتنموية


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 08:29
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لا تخترع العجلة… إلا إن أحببت الدوران

يقولون: لا تخترع العجلة. مثل بسيط لكنه يحمل من الحكمة ما يكفي لوقف كثير من الحماقات. فالعجلة اختُرعت، وجُرّبت، ودارت، وسارت بالبشرية من الحجارة إلى الفضاء. ولمن فاته درس التاريخ، فإن هذا الاختراع وُلِدَ في بلاد ما بين النهرين، أي أننا اليوم لا نعود إلى المربع الأول فحسب، بل نعود إلى ما قبل أربعة آلاف عام قبل الميلاد، مع أن الحضارة بدأت سيرها من هناك! أجدادنا وسلفنا لم يكتفوا بابتكار العجلة، بل أكملوا تطويرها حتى وصلوا بها إلى الفلك والفضاء.

بين المربع والمثلث

في معظم المجتمعات العربية، ما زالت العملية السياسية والتنموية في بعض الحالات تجربة مستمرة، حيث يسعى البعض إلى ابتكار حلول جديدة دون الاستفادة الكاملة من التجارب السابقة. أحيانًا تُنتج حلول غير فعّالة، فتتعثر التنمية عند أول تحدٍ سياسي أو اقتصادي، بينما تكون هناك دروس جاهزة من التجارب السابقة يمكن البناء عليها.

لعبة الابتكار… ولعبة التنفيذ

يشبه الأمر طفلًا يرفض لعبة مكتملة لأنه يريد ابتكارها من جديد. بينما الجميع يلعب ويستمتع باللعبة، يظل منشغلاً بالقطع الزاوية والمحاولات الفاشلة، متوهّمًا أنه يبتكر المستقبل. في المجال السياسي والتنموي، قد تتحمل المجتمعات تبعات القرارات المتسرعة أو المشاريع غير المدروسة، ما يؤدي أحيانًا إلى هدر الموارد وإبطاء التنمية.

العجلة تدور في مكانها

التغيير المستمر في الخطط والسياسات، خاصة عند كل تحول في السلطة، يؤدي إلى نتائج غير مستقرة. مشاريع ناجحة قديمة تُهمل، وأخرى جديدة تُطلق على عجل، فتتشتت الموارد والجهود. السياسة والتنمية تحتاجان إلى استمرارية وتخطيط طويل المدى، والقدرة على التعلم من التجارب السابقة لتجنب تكرار الأخطاء نفسها.

أدوات التنمية الحديثة

لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون التركيز على أدواتها العملية. من أهم هذه الأدوات:

1. الصناعة الإنتاجية: تعزيز التصنيع المحلي، تطوير القدرات الإنتاجية، وتحويل الموارد إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية.

2. الإنتاج الرقمي والبرمجي: دعم الابتكار في البرمجيات، التكنولوجيا الرقمية، والحلول الذكية التي تزيد من كفاءة القطاعات المختلفة.

3. التعليم والتدريب: بناء كوادر قادرة على التعامل مع التكنولوجيا والإنتاج الحديث.

4. البنية التحتية والاستثمار طويل المدى: دعم مشاريع متكاملة تضمن استدامة التنمية.


العبرة… نحو استخدام الحكمة

العبرة ليست في رفض الابتكار أو التحديث، بل في تحقيق توازن بين الاستفادة من الخبرات السابقة وبين التجديد الملائم للواقع الحالي. المجتمعات التي توازن بين التعلم من التاريخ والتخطيط الواقعي، وتوظيف أدوات التنمية الحديثة، تتمكن من تطوير سياسات مستدامة وتحقيق تنمية أكثر فعالية.

إذا أراد القادة والمجتمعات تحسين العملية التنموية والسياسية، فلا بد من التركيز على:

1. احترام المؤسسات وتعزيز دورها.

2. بناء استراتيجيات طويلة المدى لا تتغير مع كل تغيير قيادي.

3. تقييم المشاريع والخطط السابقة للاستفادة من النجاحات وتقليل الهدر.

4. توظيف الصناعة والإنتاج الرقمي والبرمجي كأدوات رئيسية للتنمية.

5. وضع مصلحة المجتمع فوق نزوات الأفراد.


حينها تصبح العجلة أداة للارتقاء والتقدم، وتتحول التنمية والسياسة من عملية متقطعة إلى رحلة مدروسة نحو التقدم المستدام.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحتواء السياسي ومشتقاته...انتداب ووصاية جديدة
- الطريق الأقصر إلى الحضارة والتقدُّم... حين يصبح العقل هو الث ...
- وراثة الأحزاب… موت الفكرة وخلود الكرسي
- فلسطين... طائر الفينيق والبراق
- الثراء السريع… حين يصبح المال علامة استفهام
- النظام العالمي... تعدد شكلي للدول تحت مظلة الخمسة
- المؤسسات... المرآة الحقيقية للدولة
- الاستعمار بالمدافع... والاستحمار بالعقول
- فلسفة الحكم الرشيد... ترسخ العقد الوطني
- بين الفلسفة والصفات والإدراك... مسارات تكوين الشخصية والفكر
- قراءة في رحلة البحث عن الحقيقة
- الإعلام الرقمي… من منبرٍ للمعرفة إلى ساحةٍ للفوضى
- التعسف الوظيفي: كيف يحوّل المؤسسات من إنتاجية إلى ضغط؟
- حين يصبح الفاسد قديسًا... جمهورية النزاهة الوهمية
- فلسفة التنكّر والجحود… هندسة اليأس وتدمير الأمم
- الزمن الرقمي… يفضح النفاق
- الضمير والأخلاق... صمام الأمان بين التقلب الانتهازي والتكيف ...
- كلمة حق أُريد بها باطل... قراءة تحليلية
- الأحزاب...من الوسيلة النبيلة إلى الانحراف والتحزب
- الفصل بين الفكرة وذات الإنسان... جدلية النقد والتجريح


المزيد.....




- تصريح جديد لترامب حيال جدل ترشحه لولاية رئاسية ثالثة.. ماذا ...
- فيديو إسرائيلي مزعوم يُظهر حماس وهي -تُفبرك- عملية العثور عل ...
- مباشر: مقتل 50 فلسطينيا على الأقل بينهم 22 طفلا في غارات إس ...
- ترامب: التعديل الدستوري لا يسمح لي الترشح لولاية رئاسية ثالث ...
- باكستان تعلن فشل محادثات السلام مع أفغانستان
- 63 شهيدا بينهم 24 طفلا في قصف إسرائيلي على منازل وخيام بغزة ...
- عبد الله حمود.. أول عمدة مسلم لمدينة ديربورن بولاية ميشيغان ...
- طوفان أرهورمان الرئيس السادس لقبرص التركية
- كاثرين كونولي.. رئيسة أيرلندا المدافعة عن فلسطين
- 63 قتيلا منذ استئناف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - بشار مرشد - الأمة التي تصرّ على اختراع العجلة السياسية والتنموية