نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 19:36
المحور:
الادب والفن
في زحمة الحياة اليومية وضجيج الشوارع البغدادية، يبقى شاي الهيل حكاية عشق لا تنتهي عند العراقيين. فليس غريباً أن تجد في كل زاوية من العاصمة غلاية تفور على نار الفحم، تفوح منها رائحة الهيل التي تشدك قبل أن تتذوقها. هذا المشروب البسيط صار رمزاً للكرم والمزاج العراقي الأصيل، وطقساً يومياً لا يكتمل النهار بدونه.
ومن بين المناطق التي اشتهرت بتقديم الشاي المميز، يبرز سوق الصدرية في قلب بغداد القديمة. فهنا، منذ عقود طويلة، يجلس الباعة خلف أكوابهم الصغيرة، يصبّون الشاي بمهارة تثير الإعجاب، ويحافظون على تقاليد عريقة في تحضيره. يقول أحد الباعة القدامى: "الشاي المهيل هنا له سر، مو بس نغليه، نعتني بيه من نختار الورق للغلي إلى طريقة الصب... هذا فن مو بس مهنة."
الزائر للسوق لا يمكن أن يقاوم تجربة كوب من شاي الهيل في أحد الأكشاك المنتشرة بين دكاكين العطارين وباعة التوابل. فالرائحة تختلط بعطر الأعشاب والهيل المطحون، والابتسامة العراقية الحاضرة تضيف طعماً خاصاً لكل رشفة.
يقول أحد مرتادي السوق : "أحياناً أجي لهنا بس حتى أشرب شاي الصدرية... طعمه غير، يذكرني بأيام زمان وببيوت أهلنا."
لقد أصبح الشاي المهيل في سوق الصدرية جزءاً من هوية المكان، لا مجرّد مشروب. إنه تعبير عن الدفء، عن جلسات الأصدقاء، وعن بغداد التي رغم كل ما مرت به، ما زالت تفوح منها رائحة الهيل وتفيض حنيناً.
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟