نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 8481 - 2025 / 9 / 30 - 09:45
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
لقد أبدت حركة حماس في فترات سابقة مرونة سياسية لحقن الدماء الفلسطينية، ووافقت على مبادرات عدة رعتها أطراف إقليمية ودولية، غير أن التجربة أثبتت، في كل مرة، أن إسرائيل لا تعرف للعهود حرمة ولا للاتفاقات قدسية. فكم من اتفاق وُقع ثم نقض في اليوم التالي بحجة "الضرورات الأمنية"، وكم من هدنة وُثقت ثم خرقت بصواريخ الاحتلال وجنازير دباباته.
إذا افترضنا – جدلاً – أن حماس قبلت المقترح الأمريكي بكل بنوده، فمن الذي سيكفل أن الجيش الإسرائيلي سينسحب من غزة بعد أن يستعيد أسراه؟ من الذي سيمنع تل أبيب من الالتفاف على نصوص الاتفاق أو تفسيرها بما يخدم أطماعها؟
إن التاريخ وحده كفيل بالإجابة، فهو شاهد على أن إسرائيل لم تلتزم بأي عهد منذ قيامها، بل إن سجلها حافل بالخداع والمراوغة. منذ العهود القديمة، مروراً بعهود الأنبياء، وإلى يومنا هذا، ظلت هذه الدولة تمارس الغدر كسياسة ثابتة ونهج استراتيجي.
وليس غريباً أن يشكك الشارع العربي، ومعه الرأي العام العالمي، في أي وعود إسرائيلية، فهذه ليست المرة الأولى التي تمنح فيها إسرائيل فرصة لإثبات "حسن النية"، لكنها سرعان ما تنقضها وتعود إلى ذات المربع العدواني الذي اعتادت عليه.
الواقع أن القضية لا تكمن في بنود المقترحات أو ضمانات الوسطاء، بل في جوهر الكيان الإسرائيلي ذاته، القائم على التوسع والهيمنة. فكيف يمكن أن يؤمَن جانب من جعل العدوان عقيدته، والاحتلال قدره، والدم الفلسطيني وقود وجوده؟
إن ضمان السلام لا يكون بتوقيع الورق ولا بالتصريحات الدبلوماسية، بل بإرادة دولية حقيقية تلزم إسرائيل بالقانون الدولي وتضع حداً لتماديها. وحتى يتحقق ذلك، ستبقى كل المقترحات مجرد حبر على ورق، وكل اتفاقٍ مهدداً بالنقض في أول اختبارٍ للصدق والنوايا.
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟