نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)
الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 00:40
المحور:
المجتمع المدني
ونحن صغار ، كنا نقرأ في كتبنا المدرسية ان الوطن هو الروح للجسد ، وبدون الروح لا يكون الجسد ولا الانسان , وكتب لنا المعلم على السبورة كلمة « الوطن » بحجم نافذة الصف ، وتركنا نفكر في التعبير عن الوطن الذي أخبرنا جاداً انه اكبر الكلمات حجماً واجملها لفظاً وانقاها دماً , وكتبنا في دفاترنا المدرسية الكثير الكثير .
وكان المعلم يرقبنـا باسماً . ويختلس وهو يتمشى بين فراغ الرحلات ، ما كتبه البعض منا ، وعندما كان احدنا ينهض قارئاً بعض ما كتب ، كان المعلم يهز رأسه بصمت دون أن يقول شيئا .. وشعرنا ان ما كتبناه صغيراً ازاء عظمة الوطن الذي هو القلب والدم والوريد .
معلمنا الكريم هذا هو ابي , قد انتبه الى احد الطلاب حين كتب "ان الطير يموت دفاعاً عن عشه ، ولا يفارقه الا بعد ان يفنى العش وتحترق الشجرة " وكتب آخر " ان عيوننا عمياء عن كل شيء ما عدا الوطن الذي نشأنا فيه" وكتب آخر" انه سافر الى احدى الدول الاجنبية مع أبيه ، وعندما عاد الى ارض الوطن ، كان اول ما فعله انه قبل أول شجرة صادفها على قارعة الطريق .
يقول ابي الذي هو المعلم "ان الوطن اعظم " ولم يرتح ابي الا بعد ان رسمنا في دفاترنا هذه المرة قلوباً كبيرة وقلنا انها الوطن عندها بكى ابي المعلم، وصفقنا للبكاء العظيم ، وانتهى الدرس
#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)
Nabil_Samara#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟