أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نبيل محمد سمارة - في رحاب والدي .














المزيد.....

في رحاب والدي .


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 03:38
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


رحل الرجل الذي امضى طيلة حياته وهو يعمل في مجال الصحافة و التأليف , فقد ترك ثروة ثقافية كبيرة , الف 15 كتابا وحوالي اكثر من الف منشور نشرت في صحف عراقية وعربية منذ الستينيات .
اول قصة له كتبها في عام 1964 واسمها ( غرفة للايجار) واخر ما انجزه هو كتاب يحمل اسم ( وجوه كالومضة لونا) .
فقد كنت في كل مرة استلم من ساعي البريد ظرف فيه الاعلان عن فوزه بالجوائز الاولى من قطر والكويت , وكنت اذهب معه في جميع المناسبات الثقافية , فقد كان اسمه على رأس القائمة للمدعوين في المهرجانات ومنها " المربد" وغيرها .
كان والدنا حين يؤلف كتابا او قصة , ينعزل عنا كليا , ويؤمرنا ان ننام مبكرين كي لا نزعجه , فكتابة القصة او الرواية تحتاج الى هدوء وسكينة , اضافة الى اعمدة كان يرسلها يوميا للنشر في صحف الجمهورية والقادسية والثورة .
اضافة لهذا فقد عمل والدي معلما للغة العربية في عدة مدارس ببغداد , واول راتب له سلمه الى والدته طالبا منها ان تحج بيت الله , وحجت جدتي وانا لم اخلق بعد , من حسن حظي حين كنت في صف الخامس ابتدائي طلبت امي رحمها الله ان اكون طالبا في المدرسة التي يعمل فيها , فوالدي لم يكن يرغب بوجودي معه في المدرسة نفسها , كي لا يقولوا الناس ان نجاحي جائت بسبب واسطة من والدي .
اتذكر وانا جالس في الصف كان ضجيج التلاميذ يملأ المدرسة فدخل علينا والدي فجأة فجلسنا جميعا واضعين على صدورنا الساعد فوق الساعد , فحمل العصى طالبا منا ان نمد ايدينا كي يعاقبنا على ما فعلناه , وحين جاء دوري اعتقدت ان الضربة التي سيوجهها لي خفيفة لكوني ابنه , لكن الضربة كانت موجعة , ولا اكذب عليكم ان تلك الضربة كانت الاشد بين الطلاب , هكذا كان والدي انسانا صادقا ولا يميز احد عن احد .
قال لي مرة عن موقف حصل معه حين طلب منه رئيس تحرير احدى الصحف ان يعمل تقرير صحفي عن احدى السجون الكبيرة لا اذكر اسمها وكان شابا يافعا . قال لي : ليست " قاط " لونه اسود وتوجهت الى السجن فاستقبلني مدير السجن وبعض الضباط استقبالا حارا مثلما يستقل الضابط قائده , كل هذا كي اكتب في تقلريري ان القائمين على السجن يعملون بجد واخلاص , انتم تعرفون جيدا ان الاعلام والصحافة سلطة رابعة تستطيع اسقاط اكبرمسؤول في الدولة . فاخذوني بجولة الى اقسام السجن حتى المطبخ دخلته وساءلت عن نظافة الطعام وما يقدم للمسجونين , ثم طلبت ان ادخل الى السجناء وجها لوجه , وبينما وانا اسير وخلفي مدير السجن متوجهين الى مكانهم صاح احد المسجونين علي " ابو جاسم - ابو جاسم " كول لامي خلي اجيب وياهها بطانية - هنا والدي شعر بخجل فضيع فتبين فيما بعد ان هذا المسجون يسكن في نفس " الدربونة " التي يسكنها والدي - وقد اوفى والدي ما طلب منه المسجون وذهب في نفس اليوم ليخبر امه ان ولدك بحاجة الى بطانية .
والدي كان بحد ذاته مملوءا بالذكريات وحديثه لا يمل منه ابدا , ومن عرفه كان يستمتع بكلامه الذي كان فيه فوائد وعلم ومعرفة .
رحمك الله يا معلمي الاول والاخير . فوالله ان رحيلك ورحيل امي جعلني اشعر انني ما زلت طفلا يتيما بحاجة الى طعام من يد امي وامان والدي



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى الغد يا عراق ؟
- لصوص نهاريون ؟
- الفقر في العراق يدفع الامهات برمي اطفالهن في النهر ؟
- اليوم الذكرى الاولى لرحيل امي . رحيلك اطفأ كل انوار العالم ف ...
- وباء كورونا . انضج عقولنا واكتشف لنا امور كثيرة
- وباء كورونا . وفقراءنا ؟.
- لماذا الدكتور محمد توفيق علاوي . بقلم نبيل محمد سمارة
- الشهيد ابراهيم الخياط يتعرض الى ثلاث طعنات في ظهره ؟
- رسالة الى ملك الموت . رثاء الى امي
- يخرب بيت التطور والساعة الي دخل علينا . نبيل محمد سمارة
- رسالة الى رئيس وزراء العراق .. لتجنب وقوع فواجع اخرى
- شاي بالنعناع مع ابو مطاع
- - لوكي - القطة التي اصبحت احدى افراد عائلتي ؟ . بقلم نبيل مح ...
- احوازية قطعت قلبي ؟ . بقلم / نبيل محمد سمارة
- فوز نادية مراد بجائزة نوبل للسلام هو انتصار السلام على التطر ...
- زواج القاصرات جريمة بحق الطفولة .
- اجمل ما كتب الشيخ جلال الدين الحنفي بحق الاديب محمد سمارة
- الانسان الراضي بقدره لا يعرف الخراب .
- صراحة من انثى .
- فاحشة في حضرة صدام حسين ! . بقلم / نبيل محمد سمارة


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - نبيل محمد سمارة - في رحاب والدي .