أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - احمد موكرياني - المقدر والمكتوب














المزيد.....

المقدر والمكتوب


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 8523 - 2025 / 11 / 11 - 17:02
المحور: قضايا ثقافية
    


تُعد مسألة المقدر والمكتوب من أكثر القضايا إثارة للتساؤلات، حيث يقرن الإنسان أخطائه وفشله بالقضاء والقدر، أي مكتوب له ان يقع في الضر الذي يصيبه او الخطأ الذي يقترفه حتى قبل ولادته.

المكتوب:
المكتوب هو ما عَلمهُ الله سبحانه وتعالى وأثبته في اللوح المحفوظ، فهو علم الله تبارك وتعالى بما يقترفه الانسان من صالح الأعمال وطالحها وأخطائه، فكل ما سيحدث في الكون من أفعال وأحداث، كتبها الله بعلمه المحيط بكل شيء، لكن هذا العلم ليس قيدًا على الإنسان، بل علم غيب كل دابة في الأرض، وهو صفة من صفات الله الذي يعلم ما كان وما يكون وما سيكون، دون أن يجبر الإنسان على فعل بعينه.
"وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (هود، الآية: 6))).
"أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ" (الحج، الآية: (70)).
"وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ" (الأنعام، الآية: (59)).

المقدر:
أمّا المقدَّر، فهو ما يُقدِّره الله للعبد من أحوالٍ وأرزاقٍ وأحداث، ويشمل جوانب الرحمة واللطف الإلهي، إذ قد يبتلي اللهُ الإنسانَ أو يمنحه الخير وفقًا لحكمته البالغة. فهو يتناول ما يطرأ على حياة الإنسان من تغيّرات، ويظهر فيه أثر الدعاء والنيّة والعمل الصالح، إذ يمكن أن يتغيّر القدر استجابةً لدعاء العبد أو لصلاحه، ولكن نتيجة العمل والتغيّر مكتوبة ومعلومة عند الله، لأنه سبحانه عالمُ الغيب والسماوات، "فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ، وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ، كَلَّا بَل لَّا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم، وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَّمًّا، وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا " (الفجر، الآيات: (16 – 20)).

والإنسانُ حرٌّ في اختياره، ومسؤولٌ عن أفعاله، فقد وهب اللهُ سبحانه وتعالى الإنسانَ العقلَ والإرادة، وجعل له القدرةَ على التمييز بين الخير والشر، لذلك يُحاسَب الإنسان على ما يختاره، ولا يُعذَر بالاحتجاج بالقدر أو بالمكتوب، لأن علم الله الأزلي لا يُجبِره على الفعل، بل يعلم ما سيختاره الانسان بإرادته الحرة.
أمّا الأنبياءُ فهم رُسُلُ الله إلى البشر، ودورُهم الأساسي هو بيانُ طريقِ الهداية وتوضيحُ الحقِّ للناس، لقد أرسلهم الله ليكونوا قدوةً في الطاعة والعبادة، وليؤكدوا أن الإنسان يستطيع أن يختار طريقَ الخير بإرادته، وأن الهداية متاحةٌ لكلِّ من يسعى إليها. فالأنبياء يدعون الناس إلى الاختيار الصحيح ولا يفرضون عليهم، كما قال تعالى: "فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ، لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِر" (الغاشية، الآيات:(21–22)).

كلمة أخيرة:
المقدَّر والمكتوب ليسا عذرًا للخطأ أو الفشل، ولا مبررًا للتهرّب من نتائج الأفعال، وإن كانت بعضُها تُفرض على الإنسان بسبب الظروف السياسية أو الاجتماعية.
فالمجرمون والقتلة من الحكّام والقيادات العسكرية الذين يقتلون الناس بغير حق، لأسباب سياسية وسلطوية سيُحاسَبون على أعمالهم، فجرائمهم ليست مقدَّرةً عليهم، وإنما هي مكتوبة عليهم لأن الله تبارك وتعالى عالمُ غيبِ السماوات والأرض، كما قال سبحانه "وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا"، فهي مدوَّنة في الكتاب، وسيُحاسَب الإنسان عليها يوم القيامة.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجهة نظر حول الانتخابات الجارية في العراق هذا العام
- كيف يمكن إيقاف الحرب بين روسيا والغرب في أوكرانيا
- حملة نتن ياهو في إبادة الشعب الفلسطيني في غزة وحملة الأنفال ...
- هل بالإمكان تأسيس نظام ديمقراطي حر ومستقل في العراق؟
- لماذا انتقد ترامب الطاقة الخضراء اي تطوير أوربا للطاقة الكهر ...
- هل يمكن لدولة إسرائيل البقاء بدون حماية الولايات المتحدة الأ ...
- البعد القرآني في تطور الرياضيات والذكاء الاصطناعي من -كتاب م ...
- دراسة في أهمية التعددية وتقبل الآخر في بناء الدول الحديثة
- توريث الحكم وهيمنة العائلات
- كذبة إسرائيل الكبرى
- المقارنة بين نتن ياهو وهتلر؟
- العالم يفتقد قيادات حكيمة وعاقلة
- هل سيفي أردوغان بوعوده بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ...
- فلسطين تنزف، وفزعةً من عشائر البدو في سوريا والعراق ضد دروز ...
- متى تستفيق شعوبنا؟
- حوّلت السعودية والإمارات وقطر وشركة توتال الفرنسية اليمن الس ...
- من مفارقات عصرنا: نتن ياهو المدان بجرائم الحرب يرشح المهرج ت ...
- من هم يمثلون محور الشر في الوقت الحالي؟
- متى تتم محاكمة الفاسدين في العراق الذين تحوّلوا بعد عام 2003 ...
- استثمرت الحكومات العراقية 80 مليار دولار في تطوير الكهرباء، ...


المزيد.....




- حصريا لـCNN: بريطانيا تعلق التعاون الاستخباراتي مع أمريكا بش ...
- مستوطنون إسرائيليون يشعلون حريقا في بلدة بالضفة الغربية مع ت ...
- الحزب الشعبي الإسباني يعقد أول اجتماع له في مليلية ويقول إنه ...
- إسبانيا: مطالب بمساءلة الحكومة حول -مركزي احتجاز مهاجرين- في ...
- دراسة مموّلة من ألمانيا: الجيش الموريتاني -شديد التسييس- ودو ...
- الشرع في واشنطن.. الغولف بعد السلة؟
- الجيش الإسرائيلي يعتقل مستوطنين بعد هجمات واسعة على قرى فلسط ...
- رئيس كولومبيا: أمرت أجهزة استخبارات إنفاذ القانون بتعليق جمي ...
- حقوقيو تونس يطلقون -صرخة فزع- بعد تعليق نشاط 17 منظمة
- إيران تفكك شبكة تجسس مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل


المزيد.....

- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت
- الكتابة بالياسمين الشامي دراسات في شعر غادة السمان / د. خالد زغريت
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد ... / منذر خدام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - احمد موكرياني - المقدر والمكتوب