احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8522 - 2025 / 11 / 10 - 13:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية تصريح إبراء ذمة:
أنا لست ضد الفلسطينيين ولا ضد الإسرائيليين، لست ضد العرب أو اليهود أو المسيحيين، ولا ضد الديانات الأخرى مهما كانت، حتى لو من اختراع الذكاء الصناعي. وختامًا لست ضد العلمانيين ولا من لا دين لهم. أنا ضد الدكتاتورية الدينية، والسياسية، والثقافية، وضد أيّ دكتاتورية ترفع راية مصادرة الحريات ومنع التعبير وإذلال الإنسان مهما كان دينه ومذهبه وبلا دين ومذهب.
بعد هذا التصريح لقطع الطريق أمام المتصيدين على الطريق وهم كثر بعالمنا العربي الإسلامي ويكادون يفوق عددهم الخيال العلمي. أقف دهشًا ومستغربًا ممن لا زال مؤمنًا ويظنّ أنه قادر على إزالة إسرائيل بقوة حماس وجيشها الإلهي، وما زلتُ مستغربًا ممن لا زال يظن أن "الشعب" الفلسطيني سبق الشعب اليهودي السامي والغرابة تسطع كشمس الشرق الأوسط في شهري يونيو ويوليو. بأن هذه الحظيرة المتسيّدة على رؤوس العالم العربي وتدعى حماس، ما زالت تتحكم في 23 دولة عربية، وتأكل عقل 23 شعب عربي تجاوزوا مع حلفائهم الإسلاميون المليار نسمة، مع العلم بأنه لم يكن قبل القرن العشرين هناك شعب فلسطيني ولم يكن هناك ذكر لفلسطين، حالها حال كثير من الدول العربية التي ترفع اليوم راية الدول. إذًا، من أين جاء كل هذا الركام من الأفكار الغريبة التي توزع الآن يافطات فلسطين قبل التاريخ عربية، وفلسطين قبل اليهودية، وفلسطين قبل مصر الفرعونية وقبل العراق الآشورية... ومن هذا القبيل من الخرافات.
على أيّ حال الإنسانية هي ما قبل التاريخ وما بعده وستظل الإنسانية هي الدين الوحيد في هذا الكون، وأتمنى لو ينفجر العالم ويعاد يتشكل خالٍ من كل الأديان والمذاهب، فقط من الإنسانية وحدها تحتوي الكائنات الحية، وهذا بالطبع سيبدو تخريف مني لو فكرت بجدية بمثل هذه الجمهوريات المثالية الأفلاطونية، غير أنها أقل خرافة من أولئك الذين يصلون مع حماس ويدعون لها بالنصر وبعضهم يا للهول، ليبراليون وعلمانيون. لقد أُزهقت منذ القرن العشرين ملايين أرواح العرب دفاعًا عن فلسطين بحروبٍ وهمية ومن غير طائل، فيما الفلسطينيون، خانوا العرب وارتكبوا المجازر في لبنان التي احتلوها وما زالوا، وفي الكويت بعد غزو صدام، وفي الأردن إبان أيلول الأسود وغيرها، ولهذا أظن حان الوقت لفكِّ الارتباط بهم وتركهم يحلون قضيتهم مع العالم.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟