أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - -تنتحر الأحلام .. لكن لا تموت- رواية (1)















المزيد.....



-تنتحر الأحلام .. لكن لا تموت- رواية (1)


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


رواية (1)
صدرت مؤخرًا في القاهرة عن دار اسكرايب للنشر والتوزيع في 864 صفحة
الموقع الإلكتروني: للمؤلف
https://loutespublishing.com/
أحمد جمعة
رواية

تنتحر الأحلام..
لكن لا تموت
الوطن المنفى
روح حزينة بإمكانها أن تقتل الإنسان أسرع من جرثومة
جون شتاينبيك
*
القلب الذي أضحى اسفنجة تتشرب الألم، هل فيه متسعٌ من الأمّل
أحمد جمعة

I HAVE A DRAM –Martin Luther King

من يريد القمر لا يتجنّب الليل
من يرغب في الورد لا يخشى أشواكه
ومن يسعى إلى الحبّ لا يهرب من ذاته
جلال الدين الرومي

حياتهُ كلّها غيوم موسيقيّة وأمطار صوريّة وشخصيات خرافيّة وعلاقات ثورية وصلات عاطفيّة وآونة انفعاليّة، هي الحياة ملهمة أن تعيشها في عالمٍ أسطوري، يزخر بالثورات الدمويّة والجنسيّة، من لم يتحوَّل لكاتبٍ وهو يغرق في هذا العالم فلن يكون شيئًا يُذكَّر. اسْتسلَمُ لهذا العالم المُتشكِّل من شرفتيّ الجحيم والنعيم، فلا تأمّل بالوصول لمرفأ السلام التام، من أين يا تُرى يستوحي أو يقتبس الكاتب مادته من غير حياته؟!!
بالحبّ لا بالدكتاتورية!!
... للحبّ وجهٌ واحدٌ هو الحبّ، والثورة لها وجوه عدّة كما الدكتاتورية بوجوه عدَّة، منها الديني والسياسي والطائفي والعنصري والفاشي، هنالك الحبّ والثورة والدكتاتورية، لا تخفيهم الغيوم. خرجنا جميعًا من سجن الثورة والحبّ هُزّل الأجساد، غائرو الجراح، جراح الثورات وجراح الهوى، أضف أيضًا لهما جروح الدكتاتوريات، هذا ثمن الحياة في مجرّة هنا أو هناك في بلاد تنتحر فيها الأحلام.
الحب كضوءِ الشمس الأرجواني المتوهّج، مزيج سني السطوع بشفقِ الجسد، كزنبقةٍ تختزل جسد العالم، لون الحزن كلون البهجة لو تأمّلنا.
اعتدنا في طور البحث عن الأحلام، أن ترافقنا الليالي الباردة، السهر عند الساعة الخامسة صباحًا، نحتسي القهوة والشاي، أو بقايا زجاجة النبيذ، نرفقها بسيجار أو سيجارة بكلِّ نفسٍ وتنهيدة وزفرة، كلّها في سبيل الاحلام، فقد دئبتُ على تدخين واحدة فقط بهذا الوقت من الصباح منذ أن كان عمري اثني عشرة سنة، ودهستها آخر مرّة منذ أن بدأتُ أتقيأ دمًا، حتى هنا لم تبدأ الأحلام بالسقوط ولا بالتراخي أو الترهُّل، بل، رحت أغذي أحلامي وأحلام غيري، وفجأة انزلقت قدمي وفقدت توازني...
تسلّلت أول خيوط الضوء رغم بعض الغيوم الجزئيّة وكان الوقت باكرًا بالصباح، نهضتُ وحدقتُ حولي لأرى ضبابًا كثيفًا لفّ المكان، المكان كلهُ، البحر والسماء والبشر، باختصار الوطن. أفقت حولي بعد كل ما رويتهُ لكم يلفني الضباب وسؤال لمْلم كل شيء من حولي:
"هل نحن هنا بالوطن أو بالمنفى؟ أم تأجَّلت الأحلام أم انتحرت؟!!

الحقبة الأولى
البحر
1950- 1972
عندما فتحتُ بتؤدةٍ وحميّة الصفحة البيضاء الأولى على الكمبيوتر، وليست الورقة المُسْتخلصة من ورق الشجر، ومعها القلم، جمَدتُ بغتة أمام مونتير الكتابة قبل أن أُسطر حرفًا واحدًا ومضيت أتأمّل الصفحة البيضاء وأقارنها بورق الشجر، فقبل ثلاثة عقود منهِكة، ممتدّة كحبالٍ بحريّة من خاصرتي هذه للأخرى، تربطهما قافلة من الإجهاد والضغط لشدّة وطأة ألم الأصابع وآثار القلم، حيث أمضيتُ العقود التي قبلها بترويع الأوراق كلما ساح حبر القلم عليها، ومنذ ذلك الحين حتى العام 1989 لدى بدء الكتابة بالكيبورد وبضربةٍ واحدة من كلِّ أصبع حتى العام 2024 الذي افْتتحت فيه الورقة الأولى لأبدأ مهمة إضافة رواية جديدة لقائمة الروايات صعبة المنال التي سلبت عقلي وشفطت بطاريتي وقامت بامتصاص رحيقي الذهني في منافسةٍ شرسة مع عشيقاتي، من هنّ خياليات والبعض الآخر واقعيات وثمَّة أخريات افتراضيات. هكذا مضت الدقائق وأنا أرمق الورقة أمامي من قبل أن أخط حرفًا، حتى لمحتُ في الأفق المسائي المطلّ من شرفة مكتبي على حديقتي، لونًا برتقالي، يغمر الكوْن يوم الخامس عشر من كانون الأول ديسمبر 2024. كانت السماء غائِمة بعد نهار جاف كوجه عجوزٍ فضحت أشعة الشمس فيه مظهره الاحتفالي بشتاءٍ غامض لا يوحي ببردٍ قارس ولا بندفِ الثلج!! ولا بتمثالٍ للحرية. شتاء بحريني، بل محرقي رمادي كما هو دائمٌ وأزليّ حال مدينتي المحرق ذات الحجاب وربما النقاب وقد أخفى معالم جمالها منذ ما قبل ثورة الخميني في إيران والردّة الظلاميّة الإخوانية والسلفيّة. حينها استفزني منظر الأفق فكبستُ على حروف الكيبورد وبدأت من هنا أخط هذه الرواية التي تروي قصتي مع اللون الرمادي والذي طبع مسيرتي كلها منذ وُلِدت حتى الساعة.

***
1

كان يومًا عاديًا جدًا...من أقصى الشرق المُغبر إلى أقصى الغرب الضبابي، ومن شروق الشمس الحاقدة بالصيف وحتى غروبها ومع عتمتها وتغيمها بالشتاء...وُلِد حمد زهران بين هلالين أو قوسين(...) لا يعرف حتى قبل سنّ اليأس وبالأحرى وأدق عند منتصف العمر بأنهُ يقع بين بطاقتين شخصيتين، رسمية ووهميّة لا يمكنهُ الوثوق بالتاريخين لميلاده الحقيقي. فالأول الحادي من كانون الثاني 1950 والثاني الأول من آب 1954. اعتمد الأول بناء على تخمين وضعتهُ إدارة الهجرة والجوازات نظرًا لعدم وجود شهادة ميلاد رسمية لهُ، فقد كانت غالبيّة الولادات منذ بدايات القرن الماضي وحتى منتصفه، تتم على أيدي دايات أميات، بالمنازل والأكواخ والبيوت المزروعة بغابات الفقر والمجاعة وفيضان البحر أثناء اهتياجه وثوراته المباغتة. وُلِد في بيئة ضاغطة بأهوال العوز والجَلَد وأمام فداحة هذه الأهوال نبت في صحراء خاوية من روح البشر، تميل للهروب نحو الانتحار بينما هي ميتة واقعًا...
انسلخ من رحم امرأة استهلّت بذاتِ صيف حزيم الحرارة، زخر الأفق بهباءٍ موشى برطوبةٍ دبقة، وبرائحةٍ عفِنة صدرت من ثنايا البحر المحاذي لمقبرةِ مزابل خاضعة للبلدية الملحقة بسلطة الاحتلال البريطاني، ظنّ الذين أنافوا على انزلاقه، وقد نطقوها دون مراوغة، بوجهِ القابلة، أن فاطمة أحمد أنجَبت كتلة لحم عفِنة، ميِّتة، من المحتوم قبرها مع الأبقار والكلاب الميّتة...أما القطّط فتُرمى حيّةً للكلاب الجائعة. فالزمان كان كساداً ومجاعةً وتحللاً، أو تحرّرًا جنسياً تحت تأثير تقصي الرزق اليومي المفقود...كانت تلك الولادة بالاحتمال الصيفي الأول والذي سجل لاحقًا بتاريخ الأول من آب 1954 وقد وقع ذلك من دون مشيئة إلهية بجوار مقبرة البلدية وسط بؤرة من العفونة الناتجة عن اشعال الحرائق في تلك المدفنة ليعمّ الدخان الرمادي ويتمازج برائحةِ احتراق القصدير وبلونٍ فضائي، يغذي لسان النار، إن كانت من الأبقار الضخمة أو من الكلاب الضائعة، أو القطّط الضالّة التي ترفشها عربات شغيلة البلدية وهم ينتسبون لجنسياتٍ آسيوية ويمنيّة وبلوش وعمانيين، وغالبيّة من البحرينيين الذين تحولوا من أعمال البحر إلى اليابِسة وتمرغوا بالبطالة إلى أن التحقوا بمهنة نقل جثث البهائم الميّتة إلى محرقةٍ عشوائيّة بطرف مدينة المحرق الرمادية، لينتهي بِهم المطاف لصناعة حلوى شعبيّة أو ركوب البحر ثانية بموسم الغوص.
من قلب السحر وفي خضَمِ المحرقة مع الدخان العشوائي المُشبّع بنفايات المواد البلاستيكيّة ومخلفات الجيش البريطاني يذوِّب صوف البهائم وعظامها، فتغطس السوائل الدهنيّة تحت الأرض حتى إذا هجَم يوم قائظ من شهر آب أغسطس تبَخّرَت هذه الزيوت وانتقلت بروائِحها إلى أرجاء المدينة الغارقة في العتمة والغبار والرطوبة، لتذوب بالليالي الصيفية، كأنّها ألواح سُفُن خشبيّة بعد أن تُطلى بسائلِ زيت السمك المُعفّن...طبع هذا الغلاف الجوي والطقسي يوم ولادة حمد زهران بين قوسين، ترعرع بخرافةٍ في الحقبة المُمتدّة من الخمسينيات وحتى نهاية الستينيات. من أحاجي ولادته الصيفية 1954 إلى رواية أخرى عن ولادته في شتاء زمهرير الأول من كانون الثاني 1950، كان خلالهُ البحارة معظم سكان مدينة المحرق، الصامتة بالجوع يضمُّها قانطة من الأمّل، لا يملكون تذكِرة القبر، كانوا يرحلون زرافاتٍ دون أن يدركوا من بؤسهم أن الجنة تترقبهم كما وُعِدوا من قِبَل خطباء مساجد أيام الجمع العِجاف. كان الأهالي يميلون غالبًا للموت وهم يدركون أنّهم اختاروا الرحيل ولكنهم لا يستطيعون اختيار الحياة، كانت المفارقة أن الموت أسهل من الحياة. ماذا تملك أن تقدمه للناس وقد دفعوا ثمن حياتهم مقدمًا؟

انزلقت كتلة اللحم المكني بطفلٍ ذكر، ثم بحمد وكان من المُرجَح أن يُسمى أحمد ولكنها الخرافة ما فتأت تتندر بولادته وتاريخه بغرائبٍ تبلغ حدّ الخرافات، رافقته منذ النطفة السديميّة بحسبِ هذه الرواية الثانية، في شتاءٍ كان في رزنامة طوابير الجيش البريطاني وحكام الإمارة ومعهم جموع الأهالي، من أسوأ الشتاءات التي مرّت على الحي، توفي فيه عددٌ من السكان، خاصة كبار السنّ، وأصيبت قافلة طويلة بسرطان الانفلونزا التي تلتها بالحمّى، توفّي خلالها كوكبةٌ من أطفالٍ وشيوخ وعجائز.
كانت ليالي الشتاء الأطول في تاريخ الإمارة كلّها، منها ليلة (النعايم) كما وُصِفَت من قِبَل البحارة والغاصة. صادف وكان مساءَ بردٍ قارسٍ من ليلةِ الأول من شهر كانون الأول ديسمبر اشتدّت الرياح وبلغت ذروتها، كانت ليلة طويلة غرقت بالأمطار الصاعقة والغيوم الجانحة ورياحٍ شمالية عاصيّة، عاصفةٌ أدت لسقوط صواري السفن واقتلاع الأشجار ودوي صوت تيار الهواء يتخلّل الفتحات ليتحوّل إلى ما يشبه عواء الذئاب عندما تفقد السيطرة في ليالي الشتاء المُعتِمة فتندفعُ منها تلك الأصوات الرهيبة، الشبيهة بصوتِ الرياح الشمالية هذه الليلة بالذات التي شهدت ولادة حمد زهران بين قوسين...
كان شتاءً عارمًا كلعنة مهداة من السماء نكايةٍ بالصيف المنصرم، هذا العام بأمطارهِ وبردهِ الزمهرير وتميّز رياحه الشديدة التي لم تترك شيئًا لم تطح به، حتى أوَّلَها غالبية الأهالي الذين غادروا للتوّ صيفًا لاهبًا بالحرارة على أنّها غضبٌ إلهيٌ وبعض أئمة المساجد أقحموا خطب الجمعة فيهِ، وحذروا فيها من اقتراب الساعة، مما شحَذهم للسخرية من أنفسهم بأنفسهم...

ومن غرابة الناس في الحي، أن شهدوا هذا الشتاء مختلفٌ عن الشتاءات السابقة، كلٌ رآهُ من زاويته الضيقة! وحسّه الخرافي في تأويل الأشياء التي طرأت على أطوار الحي وقد اسْتبد شعورٌ عام بوجود شيءٍ غامض مبهم، أرسلته السماء وظلّ تحت الرماد والصمت، ما أجّج مشايخ الدين على تلاوة الآيات ذات الدلالة على غموض يسود نفوس السكان ويقطن هواجسهم، فقد ساعد انتشار هذه الهواجس، حالة الطقس المُتقلِّبة التي لم يسبق أن كانت فيها الرياح بمثل هذه الشدّة وبلغ من ذروة البرودة أن وُجدت أكوام من الأسماك النافقة تطفو على سطح البحر، وخلقت حالة تقيؤ يوميةٍ لوالدة حمد زهران وهي بأول ساعات ولادتها التي ظنّت في البدء بأنّها أُجهِضت، حتى علا بكاء كتلة اللحم اللزقة بالدم، كانت تشاهد مئات الأسماك الميتة تحيط بجدران الدار، تفوح رائحتها مع هبوب الريح ، وهزّها عدم مبالاة أحدٍ من الحي بها وهي تقطن الدار وحيدة إلا من الخوف. واستغرب السكان أن تخلو الأسواق من السمك بسبب البرد والرياح التي منعت الصيادين من النزول إلى البحر، وانتشر السمك المملح في الأسواق بعد أن أفاقت الأحياء البحرية من سباتها الصيفي الذي عبر كالحلم ثم تلى ذلك في الأيام التي رافقت هذه الظواهر الغريبة المُتمثّلة في موت الأسماك وعدم انقطاع الرياح الشديدة التي تمنع الصيادين من الخروج إلى البحر، توجُّه العامة لتلاوة آياتٍ من القرآن ذات المغزى في اختيارها كسورة آل عمران والحشر ومريم وغيرها من الآيات التي كانت تثير فيهم القشعريرة والهلع وبلغت بالبعض لإهداء الإشاعات المجانيّة في الحي حول ظواهر فاقت الخيال الضيق! وانبثقت كالفطر البحري عن هلع من هذه البطون الغريبة يسودها هذا الشتاء الغرائبي الذي لم يعهده الأهالي، ساق لهم رياحًا تشتدّ يومًا بعد يوم، وبردًا يبلغ درجة التجمُّد التي لم تمنع فاطمة أحمد من الشعور بدنو موعد الاجهاض عند الفجر، كأس بل كؤوس الأوجاع والكآبة، شربت معها وهم الموت حين استغرقت في نومٍ سحيق قريب من الفناء، لولا شخير الرياح الشديدة التي قذفت بشظايا من موج البحر لتُغرق حواف دارها، تطعمت ملح البحر حين أيقظتها رشقات الموج وهي تصفعها على وجهها المتجمِّد، كان شعورها بدفء ماء البحر أشبهُ بالنار التي كانت بردًا وسلامًا على نبيها إبراهيم، فخَلدت في سكونٍ خدَّر محيط الدار، وقذفت ببقايا الأسماك النتنة والتي كانت سببًا في انبعاث كل تلك الروائح التي تسببت في اجهاضها كما ظنّت حتى سمعت بكاءهُ يشقُ صمت الفجر. هكذا جاء حمد زهران في الأول من كانون الثاني يناير1950


***


كانت البحرين وقارة المحرق الرمادية تحديدًا تحت السطوة العمانيّة التي جلبَت معها طقوسًا واكتسبت نكهات مميّزة وطُعِمت مع نكهات محلية وُلِد منها ذلك الجراب اللحمي الموصول برحم فاطمة أحمد بنت عبدالرحمن، الملقبة بأم العزلة، هذه الطقوس ذات البيئة العمانيّة نسلت منها حياة ينتسب اليها حمد زهران، ومن ثناياها أيضا تزاوج السحر بالدين بنكهة البهارات الهندية، بالملابس المزركشة الألوان، الفاقعة المظهر، ذات الالتواءات المُّمتدة من الياقة حتى الذيل، سافرة عن ذوق سحريّ يرافقهُ نطقٌ لغويّ مقعّر يلوي عنق اللهجة الدارجة، يجذبها ويصهرها إلى مفرداتٍ دبقة تطمس المعنى المبدئي للمعنى المراد ليسبح الكلام في عالمٍ أهازيجي خليط من لغة البحر والصحراء والأزقة الضيقة ذات نكهة الزعفران والزيت الحيواني بصبغة السجائر الملفوفة في وريقات بيضاء ناعمة لتشكل محتوى هذا العالم السحري الذى وُلد فيه حمد زهران، ولهذا الاسم انطباع غرائبي فيما ستؤول إليه الوقائع التالية في مجازفات حمد زهران مستقبلاً آتيًا بزخارف ونقوش مُبحِرة في دمه وعاطفته وسحره وما لحق به من حوادث كاد يفقد فيها حياته عندما التقى بالموت مرات وصادفه، بأمكنة محال أن يفلت منها كائن حي، سوى رماد أو فطيسة.
انجبتهُ امرأة لزجة الوجه تدعى فاطمة أحمد، استمدت بتاريخها الغامض هذا اللقب من بيئة بحرية انزلق منها ذات ليلة شديدة الحرارة كائنٌ معترفٌ به حتى لوكان ذلك من قِبَل الأمر الواقع.

يشي صوتها عن نبرةٍ محايدة وعينين واسعتين مشرقتين بلونٍ برونزي كأنهما عينا ملكة النحل، ونقيض مولودها، كان لون بشرتها يكتسي بياضًا ناصعًا حتى شكّك البعض بأنّها تنتسب ليهود البحرين بعصرٍ هُم فيه قلةٍ نادرة وأنها نبتّت بوقتٍ مبهم حتى وقوع انتفاضة بقيادة هيئة الاتحاد الوطني في الخمسينات بعد قافلة مُتسلسِلة من الأحداث إبان الاحتلال البريطاني، ومنذ حينها فاحت العدوانية العاطفية تجاه اليهود. في خضم المحنة الوطنية التي شملتها حوادث طائفيّة بين الشيعة والسنة، وتضامن السنة والشيعة ضد اليهود. فاطمة كانت بشرتها تشبه بشرة اليهود وقد انتبهت حفيدة لها بعد عقود زمنية مغبرة لذلك، وتمنَّت لو صدق حسها بذلك في موجةٍ تسلَّلت للحفيدة التي تمرَّدت على الأعراف الباليّة عندما مسَتها ذبذبات التنوير التي سبقتها بسنواتِ الخلق حين خفق بطن فاطمة مرتدًا، بعد أحد عشر شهرِ حَمْلٍ على غير الطبيعة البشرية للنساء، وبعد صوم مديد، خفق عن مخلوقٍ تكوَّر وقد تغيّر شكلها بالحمل فبدت وكأنها مخلوق عشوائي ...استمد ابنها المعني هنا لونهُ من والدهِ وأجداده المنتمين لأعالي البحار منذ الأزل حين طفت هذه الجزيرة التي لا تتعدى مساحتها قرية أمميّة، إذ حُدِّدت مساحتها قبل انتحار الشواطئ والسواحل لتوسيع اليابسة وزرع الجُزر الصناعيّة بما لا يزيد عن 360 كيلو مترٍ مربع، بحجم قفص صيد السمك مقارنة بالدول المجاوِرة التي طالما كانت أقلّ نعمة من هذه الجزيرة الممشوقة والموشاة بشمسٍ مشرقةٍ طوال العام، يُقابلها لون رمادي أشبه بلون الغيوم أيضًا طوال العام، صبغ بدورهِ بشرة غالبيّة سكانها سوى بضع فئات أُقصِيّت من هذا اللون وأُطيح بأصولِها المُستباحة من قرى ومدن فارسيّة وبلوشيّة، لجأت بأوقات المِحن لأقفاص الأسماك المحصورة في زاويةٍ بحريةٍ بلا حدود برية ثم استوطنت، واحتل بعضُها مكانات مكَّنتهُ من تحقيق ثلاث وأربع نجوم مقارنة بسكانها الأصليين، توزعوا بين مدينتي المنامة وضواحيها وشكّلوا فيما بعد بطرق غامضة أسماء لامعة مثّلتها الأجيال الأولى التي نزحت ثم اسْتغنت تحت مُسمى رجال أعمال وتجار، نافسوا تجارة اللؤلؤ وتجاوزوها.

***

ورثت فاطمة أحمد بنت عبدالرحمن الديك المكان الذي سكنته بمرارةٍ لون الغبار، حتى أنهُ طبعَ بصمتهِ البحرية برذاذِ الملح على الأزقّة الضيقّة والطُرق الموحِلة والمنازل الطينيّة والإسمنتية وبعضٍ من أكواخٍ بُنيت من سَعَف النخيل المُشذَّب والتي تقيم فيها غالبًا أُسر البحارة وتقْبع بمحاذاةِ السواحل، حتى إذا أزفّت بعض المواسم الهمجيّة بفيضاناتٍ عشوائيّة، غير مرتقبةٍ، زارَ البحر تلك الأكواخ العبوسة وأهداها سلّةً من الأسماك الجانِحة وباقاتٍ لجةٍ من الطحالبِ وبقايا الأحراش البحريّة، عندها تأوي تلك الأُسر للسكن لدى معارفها وأقاربها لبضعةِ أيامٍ كعائلاتٍ لاجِئة إلى أن تسْترد تلك الأكواخ صحتها، وحتى البيوت الطينية وهي على مسافة قريبة من سواحل البحر والتي شُيِّدت بمعيار حقبة الغوص بالثلاثينيات والاربعينيات وطبعَتها بفظاظةٍ رائحة البحر من جهةٍ وروائح محرقة الكلاب والقطط من جهةٍ أخرى. غير أن منزل فاطمة أحمد وابنها حمد زهران تجنَّب بحرُ السُخط رطمهُ لبعدهِ مسافةٍ عن اليابسة، كما بعُدت هي عن منزل شقيقتها نورة التي تكبرها، مالم تتعرّض لمحنةٍ ما. كانت نحيلة البنيّة وطويلة القامة ولا تشبهها في البشرة وتماثلها بطولِ الشعر الأسود المصبوغ من حينٍ لآخر بحناء الجنة، كما بعدت ذات النوى عن شقيقها الأكبر علي بن أحمد الديك، أشهر وأجْلَد بحارة مدينة المحرق، عُرِف عنهُ علم الرياح والنجوم والفلك من دون أن يتلقى تعليمًا فيها سوى ما ورثهُ عن الأجداد رواد أعالي البحار. لم يتزوج قط ولم تكُن لديه ذرية سوى شقيقتيهِ ونجل فاطمة الصغرى حمد زهران، رباه بعد وفاة والده بحادثِ سيارة قبل أن يُكْمل السنة الأولى، لم يفطن لهُ قط رغم ذاكرتهِ السحرية منذ نشأتهِ المبكِّرة، لم يشغل بأسه بامرأة ما، كرس حياته وسلخها وتبّلها ثم رسّخها منذ مخاضه حتى رحيله للبحر والغوص ثم الصيد، درَّب آلاف البحارة، غمَرهم بشدة مُرَّة في تمحيصاتٍ وتجاربٍ كادت تؤدي ببعضهم ليطفو ميتًا لولا سرعة بديهته التي جعلتهُ يفصل بدرجاتٍ مُتقنة بين البحار الصلب، والطارئ على البحر.
كان يُلقب "بأبي علوة" وله في ذاكرة البحارة، والشواطئ، والموانئ، والمراسي العتيقة رجوليات تحدّث عنها أهل مدينة المحرق، بالأخص أولئك الذين عاشروا مآثرهِ وحكاياتٍ تُروى عنه، رغم صمته المميّز وقلة مبالاته بالآخرين وتركيزه على البحر وخبرته بالأهوال. كانت فاطمة وليدة عائلة متوسطة الحال، لكنها وحدها من بين أفراد شجرتها العائلية ذات الترفُع والتباهي، إذ عاشت في بيئةٍ فقيرة بعد أن نبذتها عائلة زوجها المتوفي، وتجاهلتها أُسرتها من عائلة الديك باستثناء شقيقها علي الديك وإلى حدٍ ما شقيقتها نورة الكبرى وابنتها حصة التي عطفت عليها كثيرًا وعلى يتيمها حمد قبل أن تقْترن فاطمة بزوجٍ سريع العطب، عماني الجنسية، لا يذكُّر ابنها حتى متى تمّ ذلك، إذ ما كاد يفتح عينيه وذهنه على الدار الصغيرة المُتكدِّسة وسط بؤرة منازل الأعمام والتي تخنقها، حتى رأى عمه زوج أمَّهُ ويُدعى خلف الفرض بمكانة والده. رعاه كما لم يرعه أبٌ سمائي. عطَفَ وحنّ عليه ورافقه في أكثر الأماكن التي ارتادها، ولم يخلُ بعضها من شبهاتٍ ولم تتجاوز العقلانيّة. حتى أنهُ لم يُدرك كيف عذَّب أو أهان أو أذلّ والدتهِ التي ادعت أنهُ يثْمل ويهدّدها بل ويتوعّدها بخطف الابن وهذا ما دفعها للجنون لتّتقدم بشكوى ضدهُ ليطاردها الذعر بعد ذلك للأبد إذ أضحت تخشى اختفاء ابنها أو اصابته بسوء، وظلّ هذا الرعب يلاحقها كظلِّها المُرتعب حتى بلغ وتزوج وأنجب إلى الساعة التي ودعها وكان قد بلغ السادسة والأربعين من عمره.

ومرّ الزمن، وذات يوم كما يحدث دائمًا أن يأتي حدثٌ ويغيّر نمط الحياة كليةً... أهلّت ليلة كئيبة منذ ظهيرتها حين عانت الأم المُثقلة ب من ورم التخريف والزهايمر معًا، اتحدا بالسنتين الأخيرتين وكأنهما آيتان التحمتا مع باقة هدايا مرضيّة أخرى، إصاباتٌ جسديّة وتقرحاتٌ جلديّة ورفض للطعام، وتصوراتٌ سرياليّة لحوادثٍ سابقة حتى قبل الخليقة، كانت تسْتحْضر وقائع مرّت بها، تأجّجت بالأيام الأخيرة ودمَغت وجودها بيننا بليلةٍ باردة كئيبة من شهر تشرين الأول أكتوبر من العام ألفين عند الساعة الثانية عشرة وعشرين دقيقة ليلاً بحسب التوقيت الزوالي للمنزل، وصباحًا وفقًا لشهادة مكتب قيْد المواليد والوفيات بإدارة الصحة العامة. كان حمد بقربها ليلتها بعد الساعة الثانية عشرة حيث عالج جروحها النفسيّة بكلماتٍ استقاها من عذابهِ ومعاناتهِ وهو يتأمّلها ولا يستطيع أن يطعمها أكثر من ملعقتين أو ثلاث زبادي، ويغادرها منكسرًا استجابة لإصرارها بتركِها وحدها ظنًا منهُ حينها أنّها اسْتجابت لمعجزةٍ عندما تذكّرت كل شيءٍ من حوْلها مرَّ بها وطرحت أسئلةً محيِّرةً أشبه بالتحقيق حول الدار وسكانها وعمله، وتفاصيل من الدقّة حتى أنهُ آمَنَ بحدوثِ المعجزات رغم تجديفه بها. ولم تمرّ سِوى دقائق حتى استدعته العاملة بالمنزل وهي من جنسية أثيوبية تدعى كاتي كان قد أوصاها بشدّةٍ أن تظلّ تطلَّ عليها من حينٍ لآخر، جاءتهُ مهروِلة تُبلغهُ أن والدته لم تردّ عليها ولم تستجب لصوتِها أو تحريكها لها...وكانت تلك خاتمة رحلة طويلة لفاطمة "بيلاجيا" التي ورَدَت نسختَها الروسية المُعتّقة في رواية الأم لمكسيم غوركي وخلّفَت هنا نسختها البحرينيّة، المنتميّة لمدينة المحرق الرمادية. لم يتخيَّل أن تشي تلك الليلة الخريفيّة عن إسدال الستارة عن الأمُ "بيلاجيا" البحرينيّة، المحرقيّة، ذات العُمر الخرافي التي تألَّمت المعاناة لها، وشهِد الوجع لها عن امرأة ناضلَت بعزمٍ مريرٍ، حتى الرمق الأخير من أنفاسِها، لتخلق بطلاً اسمهُ حمد زهران...

منذ وعى على والدتهِ فاطمة، امرأة قاسيّة، وعنيدة ولا تكاد ترْحَم، نبعت عدوانيتها تجاه الغيّر نتيجة خشيتها على ابنها من خطفهِ من قِبَل عمه، زوجها العُماني خلف الفرض، والذي دأبَ على السُكر والعودة ثملاً رغم مكانته العملية بقواتِ جيش الاحتلال البريطاني. تعلّم اللغة الإنجليزية حديثًا فقط، ثم برع في تهريب قناني الويسكي وبيعها سرًا على أصدقائهِ، مع نفايات المعادن والأسلاك المُسْتهلَكة التي تُرمى في حاويات الجيش الإنجليزي. من سلالة هذا الرجل المعجون بالغموض والملاحقة فيما بعد، وقبله من نطفة زهران، وُلد الابن الذي لهُ أبوان وظلّ يتيمًا...إلا من أمٍ، تشبه في نضالها المعيشي مع الفقر والذل بيلاجيا نيلوفنا بطلة رواية الأم. حتى أن حمد ابنها هو نسخة في طفولته وشبابه من ابنها بافل. كانت قد خُلقت من بلبلة إلهية، فقد طُبِعت على القسوة والحنان، والحبّ والكراهية، توزعت مشاعرها بين حبَّ الابن والأخ والعائلة، وكره الفقر والذل اللذين شوّها عالمها وبشرتها، فقد تفشّت بثور الوجع فيها بمرور الزمن الذي كان سريع كالنصل وبطيء كتسكعِ النمل. الزمن العاهر نقش على وجهّها وجسدها طبقاتٍ ساطعةٍ نحاسيّة من الغبار الفقري، أخفى في النهاية لون بشرتها البيضاء الناصعة ...لقد اكتسبت هذا الطلاء الجلدي خلال شهور الحّمل الأحد عشر الخرافيّة، وفقًا لحسابات الفضول المحيطة بها من أهلٍ مصابين بالرمَّد الحسي وجيران متملقين وأعداء وحشيين، ضمتهم بشغفٍ أبدي لقائمةِ خصومها الذين تزايدت أعدادهم كلما تلقَت منهم لطماتِ الذل من الجهات الأربع، بالإضافة إلى سنوات الكدح في منازل الجيران الذين يستحضرونها بالساعات الصيفيّة والشتوية للغسيل والكنس وإخراج القمامة وتنظيف الأطفال من أكوام الأوساخ والبراز، فتنطلق في جولاتٍ صباحيّة مبكِّرة تبدأ من قبل شروق الشمس، من منزل إلى آخر لتؤدي في كلِّ بيتٍ من هذه البيوت قائمة من الخدمات المتعدِّدة العسيرة لينتهي بها المطاف في منتصف الليالي القيظية أو الشتوية، وتعود مبلّلة بالعرق ورائحة المطابخ ونكهة الأطفال وفي قبضتها سلّة من بقايا الأطعمة المُتصدَّق بها وهي سعيدة بهذا الإنجاز الذي لم يكُن حتى بعض الميسورين يحرزونه في خضمِ ركودٍ معيشيٍ شامل، غير أنّها مثقلة بالعمل والكد حين تبلغ فراشها مبلّلة بالعرق في الصيف ومرتعدة بالبرد في الشتاء، كانت تكتمُّ آهاتها وتنام بعد أن تطمَئن على ولدها بالدار إن كان قد أكل وأُتخِم ونام أو عانق راديو ترانزستور كان قد اقتناه بعد سنوات كان قد حلِم به، هو وقلم الحبّر باركر، الذي كان يلمحهُ مع مدرس اللغة العربية، في جيبه الصدري أو يقشر ويُلطخ بهِ دفاتر تلامذته بعلاماتٍ مزخْرَفة بالتبجيل أو بالسخرية بحسب مستوياتهم التعليمية. كانت تلك الأيام والليالي كقطع الخبز والموسيقى التي ظلّ يعتمد عليها في البقاء حيًا ويتنفّسُ حرية سريذة.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجليد العربي الإسرائيلي.. يذوب
- حياتنا من الدين إلى الدين!!
- المرشد الثاني يتجرع السمّ ثانية..
- الفرصة الأخيرة يا عرب!!
- العصر الإسرائيلي بدأ...
- ثورة ترامب الجديدة!!
- أرخص حياة على وجه الأرض..
- اشكروا إسرائيل بدل لعنها!!!
- الخوف من الحبّ والثلج!!
- كل عام وخريطة جديدة للشرق الأوسط!!
- تركيا: من الإبادة الأرمينية إلى الإبادة الكردية ..
- لولا إسرائيل لما تغيّر الشرق الأوسط!!
- الشعب العربي في مأزق!!
- موتوا باسم الإسلام!!!
- حفلة بالمناسبة!!!
- خريف أوسطي ساخن!!
- كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا
- رغم ذلك مازلنا نتشدق!
- البحث عن آلهة فراشة!!
- فصل من رواية - ابنة هوى -


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - -تنتحر الأحلام .. لكن لا تموت- رواية (1)