احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 15:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بحسب علمي ومشاهداتي، لا تمرّ ساعة دون أن يعقد مؤتمر أو لقاء أو مهرجان بدولة عربية، حول التنمية والصناعة والثقافة والطب وحل القضايا المعلقة وغيرها، حتى علاج الضعف الجنسي منتشرة عياداته بوسائل التواصل الاجتماعي! ومع البحث ودون التنقيب ستكتشف سؤال يصدمك كإنسان عربي:
ماذا حققنا منذ القرن العشرين وحتى اليوم بالألفية الثالثة؟ ودون الخوض في النتائج والبحث في الإنجازات بطول وعرض العالم العربي ستواجهك حقيقة صاعقة، نصف الدول العربية ممزقة أوصالها بين حروب داخلية وصراعات دينية وطائفية واحتلال من قوات أجنبية أو سيطرة وهيمنة من دول محيطة حتى أكثر جهلاً من هذه الدول وهذه وحدها مفارقة.
رغم ذلك هناك الغالبية العظمى من شعوب وأنظمة تتشدق بالعروبة والقومية والإسلام والقوة والكرامة والعزة وحفظ الأمن القومي، حتى بلغ الأمر ببشار الأسد يخطب متشدقًا حول السيادة الوطنية وأنتم تعرفون الباقي....
ما لا أفهمه ما لهذه الأمة المكونة من 23 دولة منتشرة بين قارتي آسيا وأفريقيا هناك فيها من يتغنى اليوم بأننا احتللنا إسبانيا ذات يوم نحس؟ طيب فعلنا ذلك وماذا كانت النتيجة اليوم؟ أصبحت إسبانيا تحاول الوقوف إلى جانبنا للملمة شتاتنا وتغطية عرينا الذي انكشف أمام العالم، رغم ذلك هناك ما زال منا من يتشدق بالعزة والكرامة والإنجازات!
منذ فتحتُ عيني على الدنيا وأنا الآن بالسبعين، والعالم العربي يتحدث عن الكرامة والعزلة ولا أذكُّر يومًا مرّرنا بهذا المعني كدول عربية باستثناء دولة ربما شعرت ذات لحظة من تاريخها بهذا الشعور وسرعان ما انطفأ! وتبقى الإشادات بالمنجزات الوطنية والمكاسب هي التي تطالعنا بها عناوين الصحف العربية أو ما تبقى منها بعد انتهاء صلاحيتها مع عصر وسائل التواصل الاجتماعي وهي صحافة تحتضر لولا المسكنات الحكومية.
خلاصة قلّة الكلام: لماذا بعد قرن زمن ما زلنا مصرين على عقد وترويج هذه المؤتمرات وسفك أموال الشعوب عليها فقط للتظاهُّر بأننا أمم حية منتجة! ما الذي حققناه من آلاف المؤتمرات التي تعقد كل دقيقة بركنٍ أو زاوية من هذه الدول ونتيجتها خسارة نصف العالم العربي ممزق ونصفه تائه لا تدري شعوبه ولا حكوماته أين هي في هذه المجرّة؟ لو تأمّلنا شخصية واحدة في تاريخ العالم كعالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، أنجز ما لم تنجزهُ هذه الأمة العصرية بتاريخها كله.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟