أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - مدينة رمادية باردة تبتلع الحلم!














المزيد.....

مدينة رمادية باردة تبتلع الحلم!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7880 - 2024 / 2 / 7 - 16:12
المحور: الادب والفن
    


من رواية في الطريق...
هوى العاشق، جرح ينزف بالهوى...لمن تُصلي؟ ومن أين؟ من مُدن السكر تغريني بالعيش فيها هربًا من العطش، أم مُدن القهوة.؟ فهي تمدني بالشهوة والإلهام للكتابة فيها هواء الروح...أما مُدن الملح المُتجمِّدة، فهي تنسيني مذاق القهوة السوداء تثير بيّ الشجن والحنين، وطعم النبيذ يسحرني ويسيل كلماتي ويفقدني أسلوب الخضوع للدكتاتور القابع بداخلي وهو يغريني بتجنُّب الجرأة...مدينة الرماد تبتلعني...يا للهول...
الكتابة حرية، ولكن أيّ مُدن تستوعب تعبك، أن تؤلف فيها ما يخالف الأعرف؟ أيّ المدن تستهوي خيالك الواسع وأنتَ تُحلق به مجانًا دون جواز سفر سوى جرأتك وحريتك وهما عملتان نادرتان بزمنِ البيع والشراء في الأجساد، فما بالك بالأرواح التي أضحت برخصِ الوبر لأن التراب لم يعد رخيصًا في مدنٍ تبتلع كل شيء وأوله الإنسان...أنتَ تغامر بالهرب واللجوء والنفي ولكن قلبك مع الحبيبة الأولى، مع العشق الذي لا ينتهي، تُصلي له وتعبدهُ وترسم وشمًا لا يُمحى حتى لا يا تستيقظ شهويتك بغتةً وتصطدم بحريتك...لا يمكنك فصل الحبّ عن الحرية...ممنوع عليك اليأس أنت بالذات، اختر الموت بديلاً للمساومة، فالهواء والهوى عاشقين لا فرق بينهما...في يومٍ عاديٍ لا يمكنك وقف النزيف وإلا تحوّلتَ لصنمٍ أو ورقة صفراء لا تنسجم مع القلم الحُر العاشق للحبيبة المنتظرة مع غيمة شمسية وعَدت بالمجيئ وما فتأتُ أنتظرها.
أسمَع في هذه اللحظة موسيقى شهرزاد لريمسكي كورساكوف...عالمك يغُص بالصور، بالذكريات...اهرب مع النزيف خارج مدينة الرماد...مدينة تزدرد الإنسان وتُعظم المال، تزاوج الفقر مع الدكتاتورية لا يُولد مدن وردية كالعاشقة التي تحلم بها...فالمدينة الحبيبة هي تلك التي لم توجد منذ وُلدت وحتى تُدفن، ما لم تقع المعجزة!! هاجر أو مُت في مكانك...أهرَب أو أختبئ عن الطاغوت، لمتي؟ أكتب بحبرٍ سري روايتك المستقبليّة، فدار النشر أُحرقت من قِبل دكتاتور قزم، له رائحة فم كريهة...اهرب ولكن في النهار! اختبئ ولكن في الضوء...إياك أن تستنجد بالظلام، فالظلام جزء من المؤامرة عليك وعلى عشيقتك المدينة المُغتصَبة...
هل لديك أُسرة مكونة من زوجة وأطفال؟ أنت جبان لا تقدر على الهرب. قف في ظلك ولكن تحَلّ بالجرأة وإياك الخيانة فهي برخصِ التراب...عندما تخون لا قيمة لك، لا تساوي حتى حفنة التراب التي تقف عليها...عالمك بارد...كئيب...دع الكلام المُباح وأطلق العنان لحروفكَ وكلماتك وعد لزمنِ الطفولة، سترى صورتك، عاريًا ولكن حرًا...هل فهمت لغزي حتى الآن أيها الطير المنفي بالوطن...!!!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تسقط أمريكا؟!!
- تموت باليأس أم تحيا بالحظ...
- زمن قطعان البهائم
- عار العرب في كردستان
- خرافة إيران وسط العرب
- الواقع والخيال في دولة الرماد!!
- خرافة الترجمة بزمن الانحطاط الثقافي
- حافة الانقراض الثقافي العربي!
- الخروج عن السرب حرية
- هل الشعب العربي مسكين؟!!
- أيها الروائي الحزين تبًا لأضواء المدينة المارقة!!
- الصورة وتزويرها في حرب غزة
- العالم العربي...فيك، فيك، فيك.
- نزهة في حديقة الجهل وللعقل الرحمة!!
- تمجيد الجهل!
- مخدر اسمه فلسطين...
- الغانية والبحر رواية أحمد جمعة
- حرروا العقول قبل تحرير فلسطين
- حماس والتصفيق الأعمى!
- فلسطين تصفي فلسطين!


المزيد.....




- -مرّوكِية حارة-لهشام العسري في القاعات السينمائية المغربية ب ...
- أحزان أكبر مدينة عربية.. سردية تحولات -القاهرة المتنازع عليه ...
- سلطنة عمان تستضيف الدورة الـ15 لمهرجان المسرح العربي
- “لولو بتعيط الحرامي سرقها” .. تردد قناة وناسة الجديد لمشاهدة ...
- معرض -بث حي-.. لوحات فنية تجسد -كل أنواع الموت- في حرب إسرائ ...
- فرقة بريطانية تجعل المسرح منبرا للاجئين يتيح لهم التعبير عن ...
- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - مدينة رمادية باردة تبتلع الحلم!