احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 7758 - 2023 / 10 / 8 - 22:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعض العرب ضد إيران ومع إسرائيل، من باب عدو عدوي صديقي، وبعضهم ضد إسرائيل ومع إيران، ذريعتهم أن إسرائيل يهودية وإيران مسلمة! بعض العرب مع إيران ومع إسرائيل نكاية بالعرب الآخرين، وهناك فريق من العرب مع إسرائيل بالمطلق بذريعة أن إسرائيل دولة ديمقراطية عصرية، كما حال فريق من العرب مع إيران بالمطلق بذريعة عقائدية وهي أن إيران تتبني ذات العقيدة، أما جزء من العرب فهم مع العرب وهؤلاء لهم عذرهم لأنهم يعتقدون أنهم عرب ومن منطلق عروبتهم تفرض عليهم الانتماء للعروبة. أليس العرب خرافيون؟
عندما تتأمّل القوميات الأخرى في العالم، تجدها حتى لو كانت لها مواقف مع هذا الطرف أو ذاك فأنها لا تصل إلى مستوى الولاء الكلي للحماقة.
الفلسطيني يدعي العروبة ومتحالف مع الإيراني وهناك شريحة من الفلسطينيين عداءهم للعرب يفوق عدائهم لإسرائيل نفسها، وهناك فلسطينيون ولائهم لإيران يفوق ولائهم لفلسطين ذاتها مع أن العرب أغدقوا عليهم كل أموالهم، وظلّ هواهم إيراني.
الحرب التي أعلنتها حماس على إسرائيل ذكرتني بالجنرال الياباني إبان الحرب الكونيّة الثانية، عندما كانت أمريكا على الحياد وقامت اليابان بعمل فاق الجنون ودمرت نصف أسطول أمريكا في ميناء بيرل هاربور بضربة مفاجأة من دون مبرّر. يومها قال الجنرال الياباني مقولته الشهيرة: "لقد أيقظنا وحشًا نائمًا" وانتحر، بعدها حصدت اليابان قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما وناجازاكي بمينائها الرئيسي.
نأتي لغالبية العرب غرائبي النزعة الذين صفقوا قبل الأوان كعادتهم منذ 70 عامًا لهجوم كتائب حماس في مغامرة أشدّ حماقة مما قامت به اليابان، أعتقد أن ميليشيا حماس بل وغزة قد كتبتا بهذه الحماقة مصيرهما. ما الذي فكّر فيه هؤلاء الذين رسموا خطة غزو إسرائيل والتنكيل بالمدنيين واغتصاب سائحة المانية عارية وميتة وعرض الفيديو على العالم الحر! هل هناك شبح لعقلٍ ما يفسر أو يحلّل عبقرية هذه الخطة سوى أنها تريد تصفية الكضية برمتها من أصحاب الكضية ذاتها...وسيظلّ بقيّة عرب حماس يصفقون حتى بعد هذه التصفيّة.
هل نشكّك في الشمس كونها تشرق كل يوم تغرب كذلك؟!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.