أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - مافيات ثقافية وجرائم اغتصاب أدبية!!














المزيد.....

مافيات ثقافية وجرائم اغتصاب أدبية!!


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7703 - 2023 / 8 / 14 - 16:17
المحور: الادب والفن
    


في القراءة تكمن الحياة وفي الكتابة يكتمل الفردوس، الكتابة شجن ومرح، تراجيديا وكوميديا والعلاقة بين القارئ والكاتب في غالبية دولنا العربية كالعلاقة بين زوجين منفصلين أو مطلقين...
رأيت بحديقتي قرنفلة حمراء داكنة وكأنها فتاة متوردة البشرة، قطفتها وندمتُ لوهلةٍ حين أبصرتها حزينة بنقيض ما كانت عليه وهي بغصنها في الروضة بين أطياف الورود، فقدتُ لوهلة بهجتي بها وهي بغصنها، فسعيتُ لتعويضها بأن وضعتها بإناء ورفدته بالماء ليسقي عودها آملًا أن تعيش ساعات أو أيام، أتأملها، ولشدّة هوسي بها، حتى كدت أفقط تركيزي، كلما تأملتها وهي ترمقني وكأنها تلومني نزعها من غصنها بالشجرة. أيام مضت، تأملتها، فإذا بيّ أفاجئ وقد صعد الماء من أسفل غصنها، إلى أعلاها وطفقت قطرات الندى تلوح بأوراقها، شعرت ببهجة غامرة، بأنها بدت ترتوي. انصرفت عنها وكليّ غبطةٍ بإحيائها، ومن شدّة لهفي عاودتها بالنهار التالي، فإذا بها يابسة، وقد انفطرت وأرقها وتساقطت وبدت وكأنها لم تكن موجودة بالحياة، ولكن المفاجأة التي صدمتني، أنها رغم موتها، كانت تفوح منها رائحة زكية، أشد مما كانت وهي حيةٌ ترزق. أدركتُ ساعتها، أن قطرات الماء التي كانت تطفح من أوراقها لم تكن سوى، دموعها الأخيرة وهذه حال حروف الكتابة!!
المافيات...ليست في عالم المال فقط، والإجرام ليس حكرًا على جنايات القتل الجسدي...بل الجريمة أن تقتل عمل أدبي متميّز ومبدع، لصالح عمل ساقط أو هاوٍ لمجرّد أن تقف ورائهُ أسماء داعمة...ومكافآت سمينة...هنا تقع الجريمة باغتيال أديبٍ مبدع ورفع هاوٍ مبتدأ...هل هناك من ينكر أن هذا يحدث في الساحات الأدبية العربية...؟ من ينكر ذلك يأتيني بردٍ ينفي هذه الظاهرة الجريمة... نعم هناك جرائم ثقافية بل وجرائم اغتصاب في حق مبدعين وكتاب يزاحون عن المكانة التي يستحقونها مقابل ترهات ثقافية طارئة...هذا الحال اليوم.
هناك معارض للكتب بالعالم العربي تفوق أكبر المعارض العالمية كمعرض الرياض والقاهرة وابوظبي ولكن حال القراء والقراءة لا يسر صديقاً ولا يغيظ عدواً فما زلنا للأسف مرة أخرى شعوباً صدق فيها قول موشي دايان "العرب لا يقرؤون" أرجو ألا يغضب ذلك البعض، لا يعني بضعة عشرات أو مئات يقتنون كتباً. ولا يعني عشرات أو حتى مئات يمسكون بالكتاب أننا شعب يقرأ... نحن شعوب لا نقرأ وإن قرأنا اخترنا ما لا ينطبق عليه معنى كتاب وهذه كارثة، فالقراءة هي التنفس الذي يجري في الشريان مثل الهواء إن توقفت عن تنفس الأكسجين مت وإن توقفت عن القراءة مت كذلك هذه هي العبارة التي تنطبق على شعوب العالم ولا تنطبق علينا، هل تصدقون أنه في بعض الدول حتى وزراء الثقافة لا يقرؤون وهذا زلزال!
معارض الكتب المنتشرة في الوطن العربي وما يصاحبها من توقيع الكتاب وندوات وأمسيات وأضواء وكاميرات وتصريحات كلها برستيج، إننا أمة تقرأ، ولكن لا تقرأ!! الهنود يقرؤون والأوروبيين يقرؤون والأمريكان يقرؤون والإسرائيليون بالأخص يقرؤون ما يخصنا وكل العالم يقرأ إلا نحن نتظاهر بالقراءة إلى حد أن بعضنا يحب تصوير نفسه خلف المكتبة من دون أن يأخذ منها كتاب!!
تنويرة: توقف الزمن، مقولة لبعض الكتاب الذين توقفوا عن التنفس!



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باربي ضد الفضيلة!!
- هل أنت حر!!
- أول رواية على الأرض نسبيًا!!!
- أبو العلاء المعري يعزي بغداد -القرنفل التبريزي
- متى تكون الحياة أفضل للجميع؟
- فصل من رواية -خريف العرش-
- حلبة القطيع البشري
- فصل من رواية -خريف العرش - الإمام الأحمر
- مستقبلنا بالفوتوشوب!!
- الآن، يتعرى ولا يخجل القلم %
- بيضة القمر منذ صدرت محرّمة!!
- سيمور هيرش يعلن موت رئيس التحرير!!
- موت رئيس التحرير!!!
- العدو الذي نظنهُ صديق؟!!
- الاغتيال والتكفير الطريق الأمثل للشهرة...
- كذب المسئولون ولو صدقوا!
- نهاية الرخاء وبداية التنجيم!
- الشعوب والأنظمة متفاهمة، هل هذا حقيقي؟!!
- ألف عام ولن يُحل الصراع العربي اليهودي..
- رمزية الحلم الثوري اللاتيني...


المزيد.....




- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - مافيات ثقافية وجرائم اغتصاب أدبية!!