الشعوب والأنظمة متفاهمة، هل هذا حقيقي؟!!

احمد جمعة
روائي
(A.juma)

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أم أنني أتخيّل ذلك...
أحياناً أشعر بأنني في منطقة منكوبة وأهلها لا يعلمون بذلك، ووحدي من يعرف الحقيقة، يراودني شعور بأن نكبة شعب مدينة ماكندو الكولومبية، التي جسدها غابرييل غارسيا ماركيز في رواية مائة سنة من العزلة، تتكرر بالمنطقة التي أسكنها الآن وأن الجميع يعتقدون ما ليس هو واقع، ويعيشون نقيض الحياة التي كانت عليها المجرة قبل الآن...هذا أحيانًا وعندما أشكك بالأمر أخرج للشارع وأنظر في الوجوه وأحدق بردود فعل الآخرين، فأرى ما يؤكد صحة اعتقادي...فالناس تعيش عكس التيار، وتتكلم عكس ما تعتقد وتفعل عكس ما تؤمن به. هذا يشمل الأفراد والشركات والمؤسسات والحكومات والحكام...هل أنا على خطأ وحدي؟ الجميع لا يرون ذلك ولا يشعرون به ولا يلمسوا ما ألمسه حولي من نظام كلي معكوس...
لست بصدد كتابة رواية، وأنفي أن تكون هذه فكرة رواية، فقد جسد عمقها ماركيز في تشخيص شعب ماكندو، لكن الجديد في الأمر والذي ما زلت وأنا أكتب هذه السطور، أشعر بواقع غريب قائم...هناك نكبة عمودية ولا يشعر بها أحد والحياة تجري طبيعية وكل شيء هادئ على جميع الضفاف السياسية والاقتصادية والدينية والالحادية، وعن الثقافة والفن والادب فقد اختفوا رغم كل الضجيج، وعن الحبّ والجنس والعاطفة والدعارة فهي قائمة وحدها من بين ما يشير لوجود حياة ولكن لا يؤكد على وجود مشاعر...قلت أن الناس تعيش عكس التيار...كل شيء نقيض الشيء ذاته...الشائعات أضحت حقائق والكذب صار صدق والجرائد يصدقها الناس بعد أن كانوا يسخروا منها. وقنوات التلفاز تحظى بآلاف المشاهدين لذات البرامج المنبوذة قبل فترة، والسلع مكدسة والمستهلك لا يشتري والركود يسعد الجميع بعدما كان يبكي الأنظمة ويجعلها تجن وتصرخ، صارت ترفع الراية للركود وتعتبره انجازًا...
ما يؤكد لي أنني لا أحلم ولا أتخيّل ولست مصاب بالزهايمر، أنني ألتقي كل يوم أصدقائي المعتادون منذ أعوام وأجدهم يعيشون هذا الواقع ويمضون عكس التيار ويدفنون رؤوسهم في الضباب عندما أسألهم عن الذي يحدث...
مقالي هذا بالحوار المتمدن سيثبت لي أن كنت على صواب أم خطأ! ما إذا كنت في المنطقة الصح وأن الحياة طبيعية برغم كل شيء كما يبدو مقلوبًا، لم تكن الصورة قبل أعوام هكذا، الشعوب والأنظمة يبدو أنها متفاهمة هل هذا حقيقي؟ أم أنني أتخيل ذلك...

#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات