أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - -الورقة الخضراء- قراءة في رواية عاصفة














المزيد.....

-الورقة الخضراء- قراءة في رواية عاصفة


احمد جمعة
روائي

(A.juma)


الحوار المتمدن-العدد: 7311 - 2022 / 7 / 16 - 15:35
المحور: الادب والفن
    


الهروب للرواية يخلصك من بدائية العالم ويفسر طعم الهدوء بمذاق نهارك الذي تشرق شمسه بكلمات مألوفة مثل صباح الخير وكيف حالك؟ وأين تسهر الليلة ثم تمضي يومك بتعاسة لأنك لم تقرأ رواية لتفهم ما هي الحياة وليس كيف تسير الحياة؟ إن لون الشمس بعد يوم ممطر هو البرتقالي ولكن بذهنك المدرب بالتبعية سترى لونها أخضرًا كورقة خضراء، رواية الصديق يوسف حسين...
الورقة الخضراء، شدتني منذ البداية تحولت، حتى أنني تخيلتها الورقة الحمراء، ميلودراما عاصفة، قرأتها وعند الورقة الأخيرة أثارت فيّ سؤال شرس بودي لو يجيبني عليه صديقي العزيز يوسف، كل هذه التقنية والفذلكة بأدوات الرواية، وإمتلاك قدرة فائقة على السرد البديع وكل هذه الزخارف البنيوية في هيكل الرواية، تنم عن مهندس متميز في السرد، قوة بناء ونظام صياغة متقن في اختيار الزوايا والثنايا داخل الرواية، كل هذا التمكن جعلني أقف أمام حكم: استوفت الرواية تقنيتها كاملة بدءًا من إعلان داليا عم فكرتها الخضار بالمؤتمر الصحفي، مرورًا بعلاقتها المثيرة للريبة والشكوك مع ليلي، وهذا ما يومئ به الكاتب، ثم رحلة الشك عند ليلي بعلاقة كمال مع داليا، ويأتي السفر المريب لبتسوانا والمغامرة في الأدغال ثم التحول والتقمص السحري على طريقة غابرييل غارسيا ماركيز، وهذا شارع بالرواية العالمية اليوم تحت مسمى الرواية السحرية! وسلسلة الأحداث الدامية بين كمال وعمر وصوفيا ثم اغتيال كمال بظرف غامض سرعان ما تتكشف تعقيداته إلى منحنى آخر يأخذ إليه الكاتب في علاقة ليلي بخالها الشيخ مراد، إلى أن تتزاحم وتتكثف الأحداث بإيقاع سريع وتقني ينم عن صنعة روائية متقنة أبدي اعجابي بها، خاصة البناء الدرامي والتقطيع السريع الأشبه بالمونتاج السينمائي، السرد مع قطع الأنفاس فيما يشبه فيلم أكشن حتى الورقة الدموية الأخيرة التي تنفجر الكرة الأرضية بالجميع مع تدخل المباحث وقوى الأمن وأزيز الرصاص مع النهاية الفاجعة لعمر والغياب الغامض لداليا ثم ظهورها السحر بالأدغال، وعلاقتها مع توماس ثم أخيرًا داليا الصغيرة التي أصر الكاتب على أنها تشبه داليا الساحرة:
صديقي الغالي يوسف: أصارحك بكل نفس من صداقتنا ومحبة ورغبة برؤيتك نجم في ساحة الرواية بمصر:
1- تقنيًا أنت مهندس بارع في السرد الروائي.
2- تملك كل أدوات وأسرار السرد الروائي التي يملكها الكبار والعالميين.
3- بناء محكم وتوليفة منذ الورقة الأولى حتى الأخيرة مسبوك بحنكة درامية.
ملاحظاتي:
1- داليا، ليلى، كمال، عمر، توماس، الحاجة فاطمة، باستثناء الشيخ مراد، كانت شخصيته مرسومة بدقة، بقية الشخصيات لم ترسم بحرفية لترسخ في ذهن القارئ كما لو يعايشها، وأعنى تحديدًا بناء تضاريس ظاهرية ومشاعر داخلية، لتصنع شخصية أشبه بالحقيقية، لقد مررت عليهم بسرعة وكأنك فقط تريد خلق شخصية لداليا وشخصية لكمال أو ليلى ثم تمضي في سرد الأحداث، أتمنى بالمرة القادمة التوقف عند كل شخصية ونقشها كما لو تزخرف لوحة بأدق التفاصيل لتكون عالقة بذهن القارئ منذ الصفحات الأولى، فأنا لم أشعر بداليا أو ليلي إلا كرسم وكان بالإمكان نحتهما كما يفعل الفنان التشكيلي.
2- موضوع الرواية رغم جسارته وقوته لكن أتمنى بالرواية القادمة تركز على الجانب والمضمون الإنساني والاجتماعي وهذه سبب من أسباب نجاح الروائيين. تخيلت الورقة الخضراء وأنا أقرأها أنني أشاهد فيلم أكشن مشوق ومبني بدقة ويقطع الأنفاس، إنه أشبه بسيناريو فيلم حرفي متميز.
صديقي العزيز: هذا لا ينقص ولا يقلل من كون الرواية مصنوعة بحرفية وتميز ولكن هذه ملاحظات تفصيلية كثيرًا ما أوجهها لنفسي أنا شخصيًا مع كل رواية أكتبها ولم أقدمها لك بصدق وصراحة إلا باعتبارك صديق وفيّ أصارحه بما أصارح نفسي
وأعذرني إن قصرت معك صديقي الغالي يوسف.



#احمد_جمعة (هاشتاغ)       A.juma#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بانتظار حقنة أخيرة...
- مات النقد،، عاش الناقد!
- موت رواية، ولادة رواية!!
- عن رواية -شاي مع ماريو فيتالي-
- من الإصلاح إلى الانقلاب...
- الوقت والضرورة تقتضيان التغيير
- لا حل ثقافي حتى الآن!!
- ماما أمريكا وتغيير الوجوه والأنظمة؟
- حانة في السماء!!
- روائيون لا يقرؤون روايات!!!
- نسخه بوتين مجرم الحرب...
- سرقة القرن!! -الفوط الصحيَّة مش هي العيب؛ هني العيب-
- نحن وأينشتاين وماركس وابن تيمية!! والحيوانات!
- الخروج من جنة العرب!!!
- وزارة في مهب الريح!!
- الجميع يضحك على الجميع...لقد ضلّلنا!!!
- خريف الحريات!!
- عندما تشابهت علينا الصحف!!!
- الكتاب العرب والكورونا المؤدلجة
- جوكر الإسلام السياسي!!


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد جمعة - -الورقة الخضراء- قراءة في رواية عاصفة